عودة الملك
مع نهاية الموسم الفارط السيئ للغاية، وانطلاقة الجديد ظن العديد من عشاق ريال مدريد أن صيف هذه السنة ستكون شمسه ساخنة أكثر بصفقات النادي، والتي ستعيد الروح للفريق وتضخ فيه دماءً جديدة تعيده للمنافسة بقوة على الجبهات المحلية والأوروبية، إلا أنها لم تكن لحد الآن بذلك اللمعان الذي اعتقده الجميع، فأداء الجدد لم يبهر بقدر الهالة الإعلامية التي رافقت الصفقات، في حين لم يعِد التجديد الروح للقدامى أيضاً، كل ذلك ولَّد فريقاً بأداء يراوح مكانه بل ربما أسوء حالاً من الموسم الماضي في بعض المقابلات.
كورتوا سيء.. لكنه ليس الوحيد يا زيزو
بالعودة إلى تفاصيل بداية الموسم، لا يختلف اثنان من المتابعين للنادي أن الحارس البلجيكي تيبو كورتوا يتحمل المسؤولية في كثير الأهداف التي تلقاها الفريق منذ قدومه ورغم الأخطاء الدفاعية الموجودة إلا أن أخطاءه الفردية بين الخشبات ورعونته في التصرف مع كثير الكرات القادمة ناحية صندوقه جعلته الملام الأول دائماً، وهو الذي لا يبعث على الاطمئنان ولا يجعل رفاقه يشعرون بذلك أيضاً. تيبو الحارس الأساسي الذي ضحى من أجله الفريق بالحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، والذي لطالما كان جيداً مع الفريق، تلقى منذ قدومه إلى مدريد ما يقارب الستين هدفاً في 43 مباراة لعبها فقط في كل المنافسات، بمعدل هدف ونصف في اللقاء الواحد وهي إحصائية سيئة جداً بالنسبة لحارس في ريال مدريد، أكدت للجميع أن بقاءه بين الخشبات الملكية سيكون سيئاً للغاية في المستقبل وأن على زيدان منح دقائق أكثر للقادم من باريس سان جيرمان أريولا عله يكون كسلفه نافاس وينقذ الشباك البيضاء من كرات كثيرة تحركها.
لا يتحمل كورتوا لوحده مسؤولية الأهداف التي تلقتها الشباك الملكية بل حتى الدفاع ووسط الميدان يتحملان جزءاً كبيراً أيضاً. أخطاء في المراقبة، والتمركز، والضعف في الكرات الهوائية، والاستخلاص السيئ، وعدم القراءة الجيدة للكرة، كلها عوامل تسببت في ضعف الخط الخلفي للملوك بالإضافة إلى عدم وصول زيدان إلى تشكيلة جيدة واحدة، وتعدد التغييرات في الخط الخلفي بسبب الإصابات المتعددة لميندي ومارسيلو وضعف أداء هذا الأخير رفقة كارفخال دفاعياً وهجومياً واللذين أصبحا يضعفان الفريق أكثر مما يقدمان له كما كانا سابقاً. أما قلب الدفاع فيبقى الثنائي راموس وفاران مع أخطائهما التي أصبحت بكثرة أساسيين إلى حين إثبات القادم الجديد البرازيلي ميليتاو لنفسه.
خط وسط الفريق والذي يطرح علامة استفهام كبرى بسبب أداء لاعبيه السيئ الموسم الفارط، حيث ظن الجميع أنه معني بثورة زيدان هذا العام مع طرح عديد الأسماء في الميركاتو الصيفي كلاعب أياكس الهولندي فان دي بيك، ولاعب توتنهام الدانمركي كريستيان إيركسن، والصفقة التي أرادها زيدان بقوة الفرنسي بول بوغبا، كلها صفقات سقطت في حمام بيريز، وبقيت نفس الوجوه القديمة المستهلكة، والتي لم تعد تقدم ما يحتاجه زيدان حالياً لربما لأنها مشبعة بالألقاب أو لتقدم السن بها كما يحدث مع لوكا مودريتش، والذي لم يعد مميزاً كما كان قبل سنة حين فاز بلقب اللاعب الأفضل في العالم، ولا زميله الألماني كروس اللذين شكلا معاً دينامو وسط الميدان الملكي، في حين يواصل كاسيميرو هوايته في تقديم المستوى الدفاعي الجيد دون الهجومي حيناً وجمع البطاقات حيناً آخر. في انتظار تقديم فالفيردي لمستوى يؤهله لخلافة أحدهم إلى حين، أما خاميس رودريغيز فيبقى المغضوب عليه الذي لن يكون ضمن خطط زيدان مستقبلاً خاصة بعد أدائه الباهت في اللقاءات التي لعبها وعودة مودريتش وإيسكو مؤخراً، وبقائه احتياطياً واستبعاده في آخر اللقاءات وهو الذي كان في البداية وبعد عودته من الإعارة لبايرن ميونيخ الألماني معروضاً للبيع رفقة الجناح الويلزي غاريث بايل لولا إصابة الإسباني أسنسيو.
هجومياً ومنذ رحيل الدون رونالدو الموسم قبل الماضي لم يعد الخط الأمامي شرساً يضرب بقوة، بل أصبح أليفاً جداً إلا من الفرنسي كريم بنزيمة الذي يُظهِر مستوى جيداً في كل لقاء بين التسجيل وصنع الفرص للبقية، في حين لم يضف البقية أي قوة للخط رغم تدعيمات هذا الموسم النوعية كالصربي لوكا يوفيتش، والنجم البلجيكي إيدين هازارد واللذين لم يتمكنا من تسجيل سوى هدف واحد فقط، رغم أن الثاني لعب عديد اللقاءات في حين ينتظر الأول دقائق أكثر ليظهر ما لديه، مع أن زيدان يبدو غير معتمد عليه تقريباً في خطته خاصة بتواجد بن زيمة في حالة جيدة. في وقت ينتظر فيه رودريغو فرصاً أكثر وأكبر لإثبات نفسه، وهو الذي احتاج دقائق فقط لتسجيل هدف في الدوري الإسباني على عكس مواطنه فينيسيوس الذي سجل مثله في عديد اللقاءات مع كثير الكرات الضائعة والتصرف برعونة مع أخرى أيضاً.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.