أولاً: عملية الحشد
تعلَّمنا أن نزول الجماهير لا يتوقف فقط على الرغبة في المشاركة، لكن أيضاً على القدرة على المواجهة وتحمُّل التكلفة والثمن. لذلك رأيي هو أن هناك مئات الآلاف من الراغبين في المشاركة، لكن أعداد المتظاهرين وقدرتهم على الصمود في الشارع تتوقف على عوامل كثيرة، أهمها التعامل الأمني من طرف النظام مع المظاهرات، وخطة المواجهة، ودرجة الغضب التي وصل لها الشارع، بالإضافة إلى غياب أو وجود أنوية صغيرة قادرة على جمع الناس وتنظيمهم.
ثانياً: الاحتمالات
ثالثاً: موقف النشطاء السياسيين
رابعاً: جمهور مُحبي الإخوان (غير التنظيميين)
أعتقد أن هذه الفئة ستكون جزءاً من الحراك، كلٌّ حسب حماسته وخبراته سواء انتظروا بوادر أو إشارات من هنا أو من هناك، مع احتمالية مشاركتهم من تلقاء أنفسهم، مستغلين خبراتهم في الهتاف أو تغطية الأحداث.
خامساً: الإخوان التنظيميون
سيكون أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في وضع الاستعداد طوال اليوم. لا أعتقد أنهم
سيشاركون من اللحظة الأولى، لكنهم سيتفاعلون مع اليوم حسب حجمه وتطوراته. وسيختلف
النشاط والمشاركة من منطقة إلى أخرى، مع محاولة تجنُّب أية خسائر ممكنة.
سادساً: قطع الاتصالات
سابعاً: تعامل الشرطة
أعتقد أنَّ تعامُل الشرطة المصرية وبقية أجهزة الأمن سيكون وفق خطة 28 يناير/كانون الثاني 2011، والقائمة على منع التجمعات من المنبع بالوجود الأمني المكثف في نقاط التجمع، والاشتباك مع أي تجمُّعٍ طور التكوين.
مراحل الاشتباك تبدأ بالقبض على المتظاهرين ثم استخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع ثم إطلاق الخرطوش، وهذه الأساليب تتوقف على حجم التجمع ومكانه. ظني أن الأسلحة النارية لن تكون مع قوات الأمن كافة، ولكن مع قوات النخبة والقوات الخاصة وقوات تأمين المنشآت. في حالة فشل المواجهة ستبدأ عملية الانسحاب إلى المنشآت وبدء تأمينها.
ثامناً: نوعية الجماهير
أياً كان حجم الجمهور، أظن أنه سيكون قادماً من الطبقات المتوسطة-الفقيرة والطبقات الفقيرة المعدمة الخارجين بدوافع الغضب من الوضع الاقتصادي. هذا بالإضافة إلى "جمهور المهرجانات" من الشباب صغير السن، الذين يطلق عليهم لفظة الـ "سرسجية"، وهؤلاء سيكونون وقود المواجهة -إن حدثت- مع عدد من جمهور الإخوان الذين ستكون لديهم الفرصة لإخراج طاقات الغضب المكبوتة التي شحنهم بها الإعلام الإخواني خلال السنوات الماضية. باختصار، جمهور المواجهة سيكون خليطاً من الفقراء من جمهور 30 يونيو/حزيران وجمهور رابعة من غير الإخوان، وهذه لعبة من ألعاب التاريخ قد نتكلم عنها في وقت آخر.
تاسعاً: البلطجية "المأجورون"
هؤلاء سيكون لهم دور كبير في يوم الجمعة. جزء منهم سيساعد الشرطة في المواجهة كالعادة، وجزء آخر سيشرع في عمليات السرقة والحرق بهدف وسم الحراك وتشويهه واستعداء أصحاب المصالح وتلفيق التهم وخلق مادة دسمة لإعلام الدولة.
عاشراً: التغطية الإعلامية، في حالة حجب المواقع
ستنحصر بين إعلام الدولة الذي سيبدأ اليوم بالتركيز على المظاهرات المؤيدة لعبدالفتاح السيسي، مع التأكيد على عدم وجود مظاهرات معارضة، في محاولة لإحباط أكبر عدد ممكن من راغبي المشاركة. بينما سيحاول إعلام الإخوان خلق مشاهد متعددة منذ بداية اليوم.
حادي عشر: أوقات التظاهر
ثاني عشر: المحافظات الفعالة
ثالث عشر: غياب الكوادر الحركية
رابع عشر: موقف الجيش المصري
خامس عشر: ميدان التحرير
سادس عشر: تعامُل الجمهور مع الشرطة
لن يكون تعامل الجماهير الغاضبة من السيسي حاداً تجاه قوات الأمن، ولن تكون هنالك رغبة في المواجهة، محاولين تحييد الشرطة، لكن هيهات، لن تُحيِّد الشرطة المصرية نفسها.
سابع عشر: تقديرات الدولة المصرية
ثامن عشر: المظاهرات المؤيدة
ستقوم أجهزة الدولة بتسخير قدراتها كافة من أجل الحشد للمظاهرات المؤيدة للرئيس، مستخدمين الوسائل كافة، سواء الضغط والترهيب للموظفين والعمال أو توزيع مبالغ مالية، بالإضافة إلى توزيع وجبات غداء وتنظيم فقرات مسرح وغناء.
تاسع عشر: دافعو الثمن
سيدفع النشطاء السياسيون، سواء من الفاعلين أو الخاملين، مع أعضاء الإخوان ثمن ما سيحدث يوم الجمعة، سواء أتم اعتقالهم من الشارع أو من بيوتهم ليلة الخميس أو مساء الجمعة ليلاً. المهم أن يتم تصوير الحراك على أنه نشطاء وإخوان مسلمون.
عشرون: إراقة الدماء
أخيراً، إن لم يتم اعتقالي
-وهذا احتمال ضعيف- فسأكتب مرة أخرى عن تقييمي لليوم ورؤيتي لما بعده.
آسف إن أطلْت عليكم، لكن تذكَّروا أن الحرية والعدل والكرامة لها ثمن يجب أن يُدفع، وأن الشعوب التي وصلت لها دفعت أثماناً كبيرة. لا أريد أن أصدمكم، ولكن الشعب المصري ما زال في جعبته الكثير، سواء أنزل يوم الجمعة أم لا.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.