«عاد الملك فاهتزت برشلونة».. لماذا يتوجب على ميسي خيانة صديقه المفضل؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/19 الساعة 14:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/19 الساعة 19:39 بتوقيت غرينتش

"المجموعة لا تصبح المجموعة إلا إذا كان الكل يتحدث بلغة واحدة، والكل قادراً على اللعب بشكل جماعي. لا يمكننا تحقيق أي شيء وحدنا، إلا النتائج سريعة الزوال. أعود غالباً إلى ما كان يقوله مايكل أنجلو: العقل يهدي اليد".

تصريح قديم لعراب التكتيك أريجو ساكي كأنه يصف معضلة برشلونة الحالية، بتحول الاستحواذ إلى غاية، والدفاع إلى مصيبة.

يمكن وصف الشوط الأول بين برشلونة ودورتموند، في قمة الأبطال لهذا الأسبوع، بالمتكافئ طولاً وعرضاً، لكن من السهل الحديث عن أفضلية مطلقة للألمان على حساب الكتلان في الشوط الثاني، رغم دخول الملك رقم 10 ليونيل ميسي. يبدو الأمر غريباً بعض الشيء لكن هذا ما حدث وفقاً لعدد الفرص والتسديدات والتمريرات عند المقارنة بين النصفين.

منذ الدقيقة الأولى حتى 60، 7 تسديدات لبروسيا مقابل 6 لبرشلونة. وبمجرد دخول ليو في آخر نصف ساعة، أصبحت التسديدات 6 مقابل 1 لأصحاب الأرض. ميسي هنا العامل المشترك، قد يكون الحل لبعض معضلات فريقه لكنه لن يكون أبداً المشكلة، لأن الداء الرئيسي في تكتيك فالفيردي وطريقة تجهيزه لمثل هذه المواجهات.

اضرب صاحبك لو هما كتير

المتابع الجيد لبرشلونة يدرك صعوبة لعب الفريق خارج أرضه في دوري الأبطال. لا يتعلق الأمر فقط برأسية مانولاس والرابع الذي سجله أوريغي، لكن فريق فالفيردي عانى أمام أولمبياكوس في اليونان من قبل وهزم تكتيكياً أما أيندهوفن في هولندا قبل أن ينقذ ميسي الموقف. هذه الحقائق تغلق الباب أمام أي نقاشات حول قدرة فالفيردي التصرف خارج أرضه، فالأمر واضح للغاية: إرنستو لا يعرف ماذا يفعل بعيداً عن الكامب نو، وبالمثل صار لاعبوه على مستوى صناعة الفرص والتسجيل والهروب من الضغط.

برشلونة يفقد الكرة كثيراً خارج دياره، يعود إلى مناطقه ويفكر أولاً في حماية مرماه، هذا يعني حاجة أكبر إلى التحولات السريعة وتواجد مجموعة هجومية تعود للتغطية ومساندة الظهيرين على الخط. من الطبيعي تحقيق ذلك مع 10 لاعبين + ميسي، لكن من المستحيل الوصول إلى هذه المعادلة الصعبة بـ9 لاعبين + ميسي وسواريز، لذلك لا بد من التضحية بأحدهما أمام الخصوم التي تضغط بشراسة، تلعب براديكالية، وتضع أكبر قدر من تركيزها على الأطراف. إما ميسي أو سواريز خارج الخط.

الإجابة سهلة وبسيطة، ميسي داخل الملعب بينما سواريز يبقى ورقة رابحة في مباريات خارج الأرض بالشامبيونزليغ، حتى يدخل مكانه جناح حقيقي على الخط، يفتح الملعب عرضياً أمام حصول الأرجنتيني على الفراغ بالعمق، ويعود من دون الكرة لمساندة الظهير المسكين الذي يجد وابلاً من الهجمات خلفه وأمامه، ليتفرغ لاعبو الوسط للصناعة والحيازة ومحاولة التحكم في النسق إما بتسريعه أو تهدئته.

سواريز لم يأكل الجبنة وحده

كل ما سبق لا يعني أن سواريز هو "البعبع" الشرير الذي أكل الجبنة بمفرده، بمعنى أن حتى وضعه على الدكة لا يضمن حل كل المشاكل، لكن على الأقل سيكون الفريق أكثر توازناً داخل الملعب، أمام المنافسين الذين يضغطون بعدد كبير من اللاعبين في نصف ملعب شتيغن، بالإضافة إلى تفرغ ميسي التام للهجوم فقط دون حتى محاولة الضغط واستعادة الكرة بعد فقدانها، وهذا هو الأهم لنجم تخطى الثلاثين، بحمايته بجناح صريح على الخط مثل فاتي/بيريز/ ديمبلي، وساعد هجومي متحرك مثل غريزمان.

اقترن اسم البارسا مؤخراً بفريق الأصدقاء أو "كلوب دي أميجوس" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب قوة شخصية نجوم غرفة الملابس وتضاعف نفوذهم مقارنة بالإدارة وأفراد الجهاز الفني، لتزيد الاتهامات حول مجاملة البعض وظلم البعض الآخر، والكل يعلم مدى حب ميسي وعشقه لسواريز بصفته أقرب أصدقائه على الإطلاق داخل الملعب وخارجه، لكن حتى يصل الأرجنتيني إلى الكرة الذهبية السادسة التي يستحقها منذ عامين على الأقل، عليه التضحية بصديقه بعض الشيء، واتباع مقولة "اضرب صاحبك لو هما كتير"، التي انتشرت عبر واحد من أشهر الحملات الإعلانية سابقاً.

تحتاج إلى رأس الحربة رقم 9 أمام الفرق التي تتكتل أمام مرماها، أما من يهاجمك باستمرار ويضع الضغط في نصف ملعبك، فأنت في حاجة إلى مهاجم متحرك غير ثابت، يتحرك خارج الصندوق أكثر مما يتواجد داخله، لذلك إما ميسي أو غريزمان بالعمق، والآخر تحت قليلاً على الطرف، وثالثهما جناح حر.

السجل التهديفي لسواريز خارج الكامب نو منذ سبتمبر 2015

ليس بالضرورة أن يضرب ميسي صديقه سواريز، أو حتى يقطع علاقته به، لكن على الأقل أن يرفع يده عنه، ويسمح لفالفيردي الضعيف بوضعه على الدكة، ولو لمباراة أوروبية خارج الديار. صحيح أن الوضع لن يتبدل من النقيض للنقيض، لكن التحسن سيكون حاضراً على مستوى الوقوف من دون الكرة، ونقل الهجمة من الخلف إلى الأمام بسرعة أكبر، وإتاحة الفرصة أمام استغلال الأطراف، بتقليل خطورة الأظهرة/ الأجنحة المقابلة التي باتت الصيحة الأشهر في الشامبيونزليغ في آخر الأعوام.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد مختار
صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.