محمد علي vs وائل غنيم.. إلى من ننحاز؟!

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/12 الساعة 15:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/12 الساعة 15:47 بتوقيت غرينتش

لست من أنصار نظريات المؤامرة، ولا أستطيع التكهن بأن جهةً ما وراء ظهور وائل غنيم بعد سنوات من الغياب، لماذا الآن؟ ولماذا محمد علي تحديداً كان موضوعاً أساساً في حديثه؟ كلها أسئلة مشروعة، لكن الأهم: إذا كان ظهوره مؤامرةً فعلاً، فما الذي لم يحدث بعد ونخشى من بعد التآمر حدوثه؟

هل لدينا أساساً ما نخسره؟ يعني: هل يسقط النظام؟ أي نظام! هل ستقوم ثورة جديدة؟ ثُرنا ووأدوها. هل تُلقى المعارضة في غياهب السجون؟ 60 ألفاً ويزيدون خارج نطاق الزمن بالأساس. فعن أي مؤامرة يتساءلون؟

بدايةً، لماذا نحب محمد علي ونعتبره "واحد مننا"؟ رغم أن أحداً منا لا يستبعد أن جهةً مخابراتية تدعمه وتقف وراء ما يقوله، كل ما في الأمر أننا وجدنا في حديثه شيئاً يشفي صدورنا تجاه النظام، فدعمناه ولا نزال.

كذا الحال، حين ظهر وائل حليق الرأس شاحب الوجه بعد سنوات غيابه، ولأنه في مظهره يشبه كل ما في داخلنا، هذا الشتات والارتباك، والتخبّط، والخوف، والتناقض، وجدنا أنفسنا وبلا أي تنظير سياسي أو استقراء نبدي تعاطفنا، ليس لأنه وائل، بل لأنه نحن، ولأننا رأينا أنفسنا في انهزامه. 

ولو صحَّ أن علي أو غنيم ظهر وفق مخطط رسمه، أو رسمه لهما آخرون، هل هناك أسوأ من برلمان صوّت علناً على بيع جزء من أراضيه لدولة أخرى لأنها تدفع أكثر؟ حكومة تجبرنا على دفع إتاوات على هيئة ضرائب لتبني استراحات للحكام؟ هل ثمة مخطط سيأتي برئيس أسوأ من هذا الذي هجّر أهل سيناء ليبني منطقة عازلة حدودية، قال عنها علناً في لقاء تلفزيوني إنها تحمي أمن إسرائيل؟ 

طلب وائل أن يتواصل مع المخابرات الحربية، وأياً كان؛ طلباً جدياً أو مجرد "هرتلة" من واقع الأزمة التي يعيشها ونعيشها جميعاً، أو حتى جزءاً من سيناريو جديد.. ما الضير؟

اتركوا وائل وعلي وكل صوت يُهين هذا النظام أو حتى يتفاوض معه، أي صوت يحارب طواحين الهواء، أي رجل -حتى لو فقد عقله- يصرخ، رُبّ صرخة تفك عنا القيد، بدلاً من الموت هكذا بلا بواكي في السجون كما مساجين محاكم التفتيش في عصور الظلام.

يَغرق الشابان بين مُنظِّري القيم وشبّيحة الكلمة، وحين ينقشع الغبار سنجد ربما أن كليهما لم يكن إلا نتاج غضب أعمى، كالذي أعمانا جميعاً، وسنجد أن المطلوب منا ربما ألا ننقاد، ألا نعود إلى دور البيدق الذي يحرّكه اللاعبون، أن نتحالف مع  حزب الكنبة ولو لمرة واحدة ونشاهد.. ونستمتع بالمشاهدة! ليس لأننا انهزاميون، بل لأننا مغلوبون.

لم نتُب عن "خطيئة" الثورة، سنبقى على العهد "مندسّين"، لكنا سنثور ثورتنا الخالصة هذه المرة حين نؤتى سبلها، سنؤرّق ليلهم من جديد، سنهدم نظاماً ونقيم آخر، نقيم دولتنا لا دولةً أُريد لنا أن نكون رعيةً فيها، لا لنهدم الفساد ثم نهدأ ليبني العسكر الأمجاد.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تسنيم النخيلي
صحفية مصرية