لا كنائس ولا مآذن، علم البلاد يرفرف وراية العمال وشعب بثغر باسم يقول لك: نيهاو! إنها الصين، بلد التنين والسور العظيم والقصور الفخمة والبنايات الشاهقة التي تحاول لمس السماء.
أنتهي من المحاضرات وأجلس إلى الإنترنت وأتصل بأهلي وأتحدث مع القريب والبعيد وأضحك وأشاهد أولى حلقات المسلسلات وأسأل عن مواعيد البث والإعادة.
فالصين ليست سجناً شيوعياً كما يظنها البعض، بل هي دولة مدنية تحترم حقوق الجميع ولنا هنا مطاعم إسلامية تخصنا نحن المسلمين، وخلال هذه الأيام يتفهم الأساتذة بأننا نصوم وبالتالي هناك أنشطة رياضية قد نغيب عنها، أنا شخصياً توقفت عن الرقص مع جمعية الطلبة الأجانب لأن التدريب في النهار وأنا أحتاج الماء فأحاول أن لا أجهد جسدي كثيراً هذه الأيام.
في أيام رمضان يرهقني أن أحيا بتوقيت تونس وبجغرافيا الصين، أمشي في الأسواق وذهني معلق بأسواق شعبية، أحادث الناس وأنتظر أن يسألني أحد عن رأيي في مسلسلات رمضان، وأنتظر أن يدعوني أحدهم لأشاركه العشاء، أو للعب الشطرنج. إنه رمضان الكريم حيث يتسامح المتخاصمون ويحيا المرء فينا ببركات الرحمن.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.