ما حدث في مضيق هرمز في الفترة الأخيرة بين إيران وأمريكا كان له أثر إيجابي كبير على دول التحالف مع إيران، وأثر سلبي على أمريكا وإدارتها المتخبطة في سياسات فاشلة؛ لا تعرف إلا القوة الموازية للقوة المقابلة التي اعتقدت كثيراً أنها تملكها.
فعندما فرضت إيران سيطرتها على المضيق بقوة السلاح الموازية للقوة الأمريكية، واستمرت في توريد النفط عبر هذا المضيق (مضيق هرمز)، أمريكا في هذه المرحلة وجدت نفسها في مأزق كبير بأن دولة محاصَرة مثل إيران، تقوم بخطوات كبيرة ومهمة وتمنعها من تطبيق السيطرة والهيمنة التي تفرضها على الدول الضعيفة.
قامت أمريكا بعدة خطوات، منها جلب الأنظار عن إيران ووضعها في فنزويلا، من خلال انقلاب عسكري فاشل بدعم المعارضة الفنزويلية للإطاحة بمادورو المنتخب ديمقراطياً، وكان الخطأ في هذا الانقلاب الفاشل سببه خلافات بالبيت الأبيض، كان هذا الإعلان الأمريكي عن سبب فشل هذه المؤامرة في فنزويلا، ولا تريد أن تعترف أمريكا بأن سبب الفشل هو وقوف الجيش والشعب مع مادورو المنتخب ديمقراطياً.
لكن السبب الرئيس للضعف الذي شعرت به أمريكا في الفترة الأخيرة من عجزها عن تطبيق صفقة القرن كما تريد، وما واجهته من رفض من قِبل شعوب العالم العربي، والتخبط في الخليج وتحديداً مع إيران، تحاول أن تجد نصراً لها لكي تقنع العالم بأنها ما زالت المسيطرة، والواضح أنها وجَّهت بوصلتها إلى كوبا لفرض حصار عليها، طبعاً هذا الحصار سيقابَل بالفشل كما فشل في كل دولة فرضت أمريكا عضلاتها عليها.
وللمتتبع لأخبار أمريكا وسياساتها الفاشلة سواء كانت في سوريا وخروجها مهزومة منها، هذا دليل واضح على أن أمريكا غير قادرة على إدارة الأمور بالشكل الصحيح، وأيضاً خروجها من العراق وزيارة العراق سراً وليلاً، وزيارة بومبيو العراق هذه الفترة من أجل إيران، لن تجد آذاناً صاغية في العراق بعد التحالف الذي تكوّن بين العراق وسوريا وإيران، كان هذا دليلاً على قوة الشعب العراقي، الذي أصبح الآن قوياً ويرفض الوجود الأمريكي على أراضيه، وعدم القدرة على دعم أي معارضة في أي دولة كانت، سواء سوريا أو فنزويلا أو العراق.
وهذا دليل على أن أمريكا ما زالت تتخبط وتبحث عن نصر فاشل في أي مكان بالعالم، فأينما ذهبت لتجني نصراً وجدت فشلاً، وهذا الفشل واضح تماماً؛ وحاولت في الفترة الأخيرة الذهاب إلى أفغانستان وتبيّن أن الأفغان قد فهموا الدرس جيداً، ويرفضون الوجود الأمريكي على أراضيهم.
هذا هو وضع أمريكا هذه الفترة بإدارة فاشلة لا تعرف إلا لغة المال، ولا خبرة لها في أي من الحروب التي ترفضها الشعوب العربية الحرة، وتقاوم هذه الجيوش بكل بسالة.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.