هل ستدفع أنقرة الثمن؟ 5 أسئلة حول تركيا والعقوبات على إيران

عدد القراءات
540
عربي بوست
تم النشر: 2019/05/02 الساعة 12:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/02 الساعة 12:41 بتوقيت غرينتش
تعد إيران ثالث أكبر مصدر للنفط لتركيا و تشكل الصادرات النفطية الإيرانية 12% من الواردات التركية

هل تتضرر تركيا من العقوبات على إيران؟

تستورد تركيا أكثر من 90% من احتياجاتها النفطية من الخارج، وتعد إيران ثالث أكبر مصدر للنفط لتركيا من حيث الحجم، حيث تشكل الصادرات النفطية الإيرانية 12% من الواردات التركية، وبالرغم من شكاية أنقرة أكثر من مرة من سعر النفط الإيراني، فإن توفير بديل عن إيران أكثر مناسبة وأقل سعراً قد يكون مشكلة لأنقرة، خاصة في ظلِّ الصعوبات الحالية للاقتصاد التركي، وقد يسبب ذلك مشكلة في التوازنات الإقليمية، كما أنه قد يُعطِّل خطط تركيا لتصبح دولة ممر للطاقة من الشرق إلى الغرب.

وقد أكد وزير الخارجية التركي أن هذه المطالبة ستدعم حلفاء أمريكا مِن بائعي النفط، وتجبر المشترين منها لدفع أموال أكثر. كما أن تنويع تركيا لمصادر نفطها سيكون صعباً، خاصة أن أنابيب النفط القادمة مِن العراق تضرَّرت عقب احتلال تنظيم الدولة، وأن ترميمها يتطلَّب وقتاً.

هل ستحصل تركيا على تمديد للإعفاء من العقوبات النفطية على إيران؟

لم تحصل تركيا على تمديد جديد من الولايات المتحدة للإعفاء الذي حصلت عليه سابقاً مع 8 دول أخرى، منها الصين واليونان، للحصول على النفط الإيراني، حيث طالبت واشنطن هذه الدول أن تحصل على تمديد للإعفاء، ولكن خطة واشنطن للضغط الأقصى على إيران تتطلب منع إيران من تصدير النفط، وكانت تركيا تأمل أن تحصل على استثناء، وقد عبَّرت عن رفضها للطلب الأمريكي، حيث قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، إن الاقتراح بشراء النفط من أي دولة أخرى غير إيران هو تجاوز للحدود". وما زالت تركيا تأمل في الحصول على إعفاء أمريكي، وقد تسرَّب أن هذا الملف بالإضافة إلى ملف إس 400 كان أحد المواضيع التي تناولها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حديثه الهاتفي مع ترامب، يوم الإثنين 29 أبريل/نيسان 2019.

ماذا يجري حالياً بين إيران وتركيا؟

كانت هناك زيارة لافتة لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف لتركيا يوم 17 أبريل/نيسان، التقى فيها الرئيس التركي، وقد جاءت بعد لقاء لظريف مع بشار الأسد، وقد أعلن ظريف أنه حمل رسالة من النظام السوري لتركيا، حيث يتوقع في الوقت الذي يزداد الضغط على إيران أن تلجأ الأخيرة لتركيا، في ظلِّ الثقة المتراجعة بين إيران وروسيا، وقد أعلنت مصادر تركية أن العاصمة التركية أنقرة، احتضنت مشاورات سياسية بين وزارتي خارجية تركيا وإيران، وأن الوفدين التركي والإيراني اجتمعا برئاسة مساعد وزير الخارجية التركي سادات أونال، ونظيره الإيراني عباس عراقجي. ويعتقد أن الاجتماع يتناول أكثر من قضية، منها استيضاح المواقف من العقوبات الأمريكية، ومن التعامل مع الأوضاع في سوريا، في ظلِّ تطوّرات الوضع في إدلب.

ما هي بدائل تركيا؟

كانت تركيا تتطلع للمستقبل، وأرادت تنويع مصادر طاقتها، وفي يونيو/حزيران 2018، أعلن وزير النفط السوداني أن السودان سيمنح رخصة التنقيب عن النفط في مناطق امتياز لشركات تركية خاصة، في ظلِّ تراجع إنتاج السودان، ولكن التطورات الجارية في السودان أحدثت حالةً من الغموض حول هذه الاتفاقيات، والاتفاقية الأخرى حول جزيرة سواكن.

ولكن مع الظرف الحالي، نجد أن الوضع في ليبيا أيضاً يسير بحالة مشابهة، ولهذا توجَّهت تركيا للعراق، وتبحث حالياً زيادة مشترياتها من النفط العراقي، وتدرس مسألة استيراد النفط الخام من ميناء البصرة (جنوبي العراق)، كما تبحث تركيا زيادة الإمدادات عبر خط أنابيب "كركوك جيهان"، الذي يصل بين حقول كركوك في العراق وميناء جيهان التركي، المطل على البحر المتوسط.

هل تخاطر تركيا مع الولايات المتحدة؟

مازالت تركيا تقول إن إيجاد بدائل أمر صعب، وإنها لا تقبل العقوبات الأمريكية على إيران، وتحاول الحصول بذلك على استثناء يجنبها الغضب الأمريكي، وفي نفس الوقت تسعى لتوفير بدائل، ولهذا فإن الخطَّ العام هو ألا تخاطر تركيا بالعلاقة مع الولايات المتحدة، في ظلِّ إصرار واشنطن على خُطتها تجاه إيران، ولهذا فإنَّ واشنطن معنية أيضاً بدور أنقرة في هذا المجال، أما على صعيد إيران فستحاول أن تقدم لتركيا مبادرات، بعضها يتعلق بسعر النفط، وأخرى تتعلق بالتطورات في سوريا، وأهمها الحملة على تنظيم حزب العمال الكردستاني شمال سوريا والعراق، ولكن كل هذا يرتبط أيضاً بالعلاقات التركية الأمريكية نفسها، والاقتصاد التركي، وموقف واشنطن من صفقة إس 400، وطائرات إف 35.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمود الرنتيسي
باحث فلسطيني مختص بالشأن التركي
محمود سمير الرنتيسي باحث فلسطيني يعمل في مركز سيتا للدراسات، مساعد رئيس تحرير مجلة «رؤية تركية» الصادرة عن المركز، وحاصل على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية، صدر له كتاب «السياسة الخارجية القطرية تجاه بلدان الربيع العربي والقضية الفلسطينية»، وله عدة دراسات منشورة في مركز الجزيرة للدراسات ومجلة السياسة الدولية ومجلة رؤية تركية.
تحميل المزيد