نكسة تتلوها نكسة.. لماذا عاد زيدان إلى ريال مدريد في هذا الوقت تحديداً؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/12 الساعة 16:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/12 الساعة 16:01 بتوقيت غرينتش

 

بين أربعاء وثلاثاء سقطت كل أحلام ريال مدريد في الماء، حيث شهد زعيم أوروبا قبل أيام عديدة أسبوعاً سيئاً ونكسة تتلوها نكسة، جعلت موسمه صفرياً أبيض كلون قميصه وهو الذي لم يعهد ذلك منذ ثلاث سنوات، بألف يوم يزيد عليها قليلاً تسيّد فيها أندية أوروبا والعالم وجعل من أصعب منافساتها كأساً سهلة المنال يحافظ عليها كمحافظة كثير الأندية الأخرى على الألقاب المحلية، موسم كان أسود بمعالم واضحة مع نهاية الذي سبقه بعد رحيل المدرب الفرنسي زين الدين زيدان وهداف الفريق البرتغالي كريستيانو رونالدو، أحد أهم صانعي إنجازات المواسم الماضية إن لم نقل أنهما وحدهما لهما نصف صناعتها بل ويزيد، ووضح جلياً ضعف الفريق بخسارة السوبر الأوروبي أمام أتلتيكو مدريد برباعية كاملة في بداية الموسم، حيث تنبأ جميع متابعي الفريق بموسم سيئ للغاية، ولكن ليس بهذا السوء وبتلك التفاصيل الغريبة والمؤلمة التي لم يعهدها أنصاره.

 

 في أربعاء الأسبوع الأخير من شهر فيفري دُكت الشباك اليمين لحارس عرين سيد أوروبا وزعيمها ريال مدريد الكوستاريكي كيلور نافاس ثلاث مرات خلال ربع ساعة حولت تأهلاً لنهائي كأس ملك إسبانيا كان في مدريد بعد 90 دقيقة أولى في برشلونة، ليصبح في برشلونة بعد 90 دقيقة ثانية في مدريد، حيث لم يكف تعادل الكامب النو بهدف لمثله زملاء القائد الإسباني سيرخيو راموس بعد سقوط مدو بمعقله السانتياغو برنابيو لم يعكس الصورة الجيدة التي ظهر بها الفريق ذهاباً وإياباً، بعد أن سيطر على جل أطوار الـ180 دقيقة، والتي لم يجسد الفرص المتعددة بها إلى أهداف، خاصة في الإياب والذي قدم فيه أبناء الأرجنتيني سانتياغو سولاري كرة جميلة وممتعة غابت عنها اللمسة الأخيرة خصوصاً من الصغير البرازيلي فينسيوس جونيور، وغيبوا فيها المنافس العنيد والغريم التقليدي الذي جسد فرصه المتاحة ونجح في تسجيل ثلاث من بعض الفرص القليلة التي أتيحت له ليظفر ببطاقة التأهل إلى النهائي.

 بعد مقابلة الإياب للكأس التقى الخصمان مجدداً بعد ثلاثة أيام في سبت الأسبوع الأول لشهر مارس/آذار لكن هذه المرة في بطولة الدوري، وعلى نفس الملعب لكن الحارس الكوستاريكي سلم قفازه للحارس الآخر البلجيكي تيبو كورتوا، لم تسر الأمور كما يجب ولم تتغير كثيراً فدكت شباكه اليسار بهدف الكرواتي إيفان راكيتيتش، انتهى عليه اللقاء الذي كان أسوأ أداءً من سابقيه ملحقاً هزيمة أخرى بأبيض مدريد أنهت أحلامه نهائياً في المنافسة على لقب الدوري الإسباني نظراً لابتعاد المتصدر بـ12 خطوة كاملة.

هزيمة الإياب بالدوري كانت امتداداً لخسارة سبقتها في الذهاب أيضاً بخماسية لهدف هناك في الكامب نو ببرشلونة، وهي التي عصفت بالمدرب السابق الإسباني للفريق لوبتيغي الذي ورث فريقاً بطلاً وصنع منه فريقاً متهالكاُ وضعيفاُ جداُ تسهل هزيمته.

 

 خسر ريال مدريد بعد لقائي الكلاسيكو يومي الأربعاء والسبت الجبهتين المحليتين، وأضاف لهما خسارة أخرى يوم الثلاثاء في أسبوع مارس الأول أيضاً، كانت أكثر قسوة بعد الهزيمة النكراء من أياكس أمستردام الهولندي برباعية نظيفة وعلى ملعب سانتياغو برنابيو أيضاً بالعاصمة مدريد، حيث اهتزت شباك البلجيكي الضعيف جداً تيبو كورتوا أربع مرات، اثنتان منها في مرماه اليمين ومثلها في مرماه اليسار، وبأداء سيئ للغاية لأبناء سولاري، أنهوا به هيمنة دامت ثلاث سنوات متتالية على القارة العجوز وأقصوا من الدور ثمن النهائي لأول مرة منذ عشر سنوات؛ أيام السنوات العجاف لريال مدريد، ومخلفة موسماً صفرياً للنسيان، حيث عانى فيه الفريق الأمرين منذ البداية.

 

 جبهة الكأس كانت الأقرب محلياً بما أن المنافس الأبرز على اللقب تكفي 180 دقيقة لتجاوزه مروراً إلى النهائي ولعب كامل الأوراق، ليضاف لها الدوري المحلي الذي أصبع بعيداً أو مستحيل التحقيق، خصوصاً بتواجد الفريق في الصف الثالث بعيداً بخطوات عدة عن أتلتيكو مدريد الثاني وبرشلونة المتصدر، خصوصاً مع المستوى المتذبذب للفريق وتضييعه لكثير النقاط السهلة، والتي كانت في المتناول قبل أن تضيع بسبب المدرب حيناً واللاعبين في أحيان أخرى، كانت امتداداً لما سبقها من أخطاء في تسيير صيف النادي.

 

موسم صفري للنسيان تعددت فيه أسباب الهزائم والنكسات المتتالية بين أداء سيئ للغاية للاعبين ونهج تكتيكي عقيم لمدربين اثنين لم يستطيعا حمل ثقل إرث عظيم، وغياب الركائز الذين تشبعوا بالألقاب ولم يجدوا حافزاً ليقدموه أكثر للنادي، وغياب بديل للراحلين والمبعدين أيضاً، موسم انتهى فيه كل شيئ وخسر فيه النادي كل جبهاته التي يلعب عليها في ظرف أقل من أسبوع، فمن أربعاء نهاية شهر فبراير و ثلاثاء بداية شهر مارس انتهى كل شيء.

 

لم يتأخر رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز كثيراً ليعلن خبر استعادة زيدان لمقاليد الحكم في غرف تغيير الملابس الملكية لتكملة المشوار وتخفيف الأضرار، رغم كثير الإشاعات التي سبقت ذلك بقرب عودة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو لتولي قيادة الفريق، وأقاويل بقاء سولاري مدرباً حتى نهاية الموسم، لكن بيريز أقنع زيدان بالعودة والتي لابد أنها ليست مجانية بل بضمانات عدة بصيف ساخن يتصدر فيه الفريق المشهد بتدعيمات تعيد للنادي حضوره محلياً واوروبياً، وهو الذي أصبح هشاً فاقد الشخصية تستطيع هزيمته أندية الصف الثاني.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
يونس جعادي‎
‏مدون وصحفي رياضي
تحميل المزيد