ما هو سلوك الإيغو؟ وهل حقاً يجب التخلص منه في حياتنا؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/06 الساعة 13:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/06 الساعة 13:40 بتوقيت غرينتش
صورة مُعبرة عن سلوك الإيغو / Istock

ـ لديه إيغو عالٍ

ـ الإيغو لا يسمح لي

ـ عليَّ كسر الإيغو كي أتقبل هذا التصرف

هذه التعابير TRENDY في حياتنا اليومية.. تعابير تقوم على مفهوم الإيغو!

 EGO في اللغة الأجنبية تعني Edge God Out؛ أي إخراج الله أو تحييده عن حياتنا؛ ومن ثم يبدو أن الإيغو له ارتباط بمعنى الروحانية وارتباطنا بالمصدر اللامرئي الخفي وإيماننا به.

من ناحية أخرى، في الثقافة العربية أو الإسلامية، يرمز الإيغو إلى النفس الأمَّارة بالسوء، بمعنى آخر: هو الشيطان أو الوسواس الذي يلهينا عن فعل ما هو صائب، ويحاول إقناعنا ببعض الأمور المناقضة.

من ناحية فلسفية عملية أكثر، الإيغو هو هويتنا المادية التي نعيش من خلالها في الحياة، الإيغو هو من نحن الآن؟! شخصيتنا، سلوكنا النفسي والعاطفي، نقاط قوتنا وضعفنا، تفاعلنا مع العالم المحسوس، معاملتنا لأنفسنا والآخرين، التي تكون إما  من معايير "إيغوية" بحتة، وإما من معايير أسمى وأكثر تجرّداً.

يحتاج مفهوم الإيغو أكثر من مجرد مقال، كي نوفيه حقه. لكن يمكننا باختصار، طرح بعض الأسئلة المتعلقة بالإيغو التي تساعدنا على فهمه أكثر، وربما نعرف كيف نتعامل معه.

الصفات التي يحبها الإيغو

يحب الإيغو الارتباط بالزمن، التعلق بالماضي أو القلق الدائم بشأن المستقبل، لا يحب اللحظة الآنية التي تعني ـ بالمعنى الروحاني ـ الحضور والشعور بالأبدية والاتحاد مع الوجود..

لا يقتصر مفهوم الإيغو على التكبر أو الفوقية على الناس. بالعكس، يعمل الإيغو أحياناً على جعلنا نشعر دائماً بالحزن، بالذنب وأننا لسنا ذا قيمة.. إنه يعمل على إحباطنا، كي لا نخرج من دائرة الراحة التي نوجد فيها، هو ـ باعتقاده  البريءـ أنه يحمينا!

يرتاح الإيغو في صيغة الألقاب والهوية، كما ذكرت سابقاً، أن الإيغو هو هويتنا المادية، لذا هو لا يحب التجرد من هويته التي تعطيه تعريفه، وخلعُ هذه الهوية يشكل خطراً على صاحبها.

ما هو عكس الإيغو؟

صراحةً، كلمة "عكس" تبدو غير مناسبة في هذا السياق، إنما إذا كنا نبحث التعبير المناسب لما يخالف الإيغو، فإن الجانب المقابل للإيغو هو عالم الروح. كلما كنت أكثر ارتباطاً بالروح، بالإيمان بوحدانية الكون، بالرسالة الشخصية التي تخدم الله والبشر، تقلّص الإيغو، في عالم الروح لا أهمية للهوية، للزمن، للمشاعر المنخفضة. إذن لا أهمية للإيغو كما هو الحال في عالم الماديات. وهذا ما يفسّر الترجمة الأجنبية لأحرف كلمة EGO.

 

هل علينا التخلص تماماً من الإيغو؟

أبداً، الإيغو ليس عدو الإنسان، هو جزء منه، من هويته المادية التي يحتاجها في الحياة على الأرض، ولا يستطيع العيش من دونها. إن الارتباط الروحي لا يلغي كوننا نعيش في عالم مادي يستند أساساً إلى الهوية، والإنجاز، والمنافسة، والاستمرار، وغريزة البقاء، والزمان والمكان… إلخ. بل هما عالمان متوازيان لا يلغي أحدهما الآخر، وهنا تأتي مشكلة الأغلبية، التطرف والانحياز إلى عالم منهما دون الآخر، إما أن أرتبط كثيراً بمفهوم الهوية، فيسيطر الإيغو على حياتي، وإما أن أبالغ في الغوص بمفهوم الروحانيات وكسر الإيغو، فأفقد التوازن وأصبح في عالم خيالي غير واقعي..

يوجد مفهوم الإيغو الصحي، وهو أن نحافظ على الجزء المادي في داخلنا، الذي يسعى بكل ما أوتي من حيلة إلى تعريفنا، ودمجنا في محيطنا، وحمايتنا، شرط أن تبقى القيادة في يدنا، نعلم كيف نتحكم في الإيغو، نكتشف ألاعيبه ونروّضه، ونستخدم الروح لنقدم الدعم والحماية له. طالما أحمي هويتى المادية وارتباطي بالعالم المادي، إذن أنا أحمي نفسي، وأعطيها جذوراً قوية للتحليق.

كيف أفهم الإيغو أو أروّضه؟

التدرّب على عيش اللحظة الآنية، التدرّب على تمرين "هنا والآن"،

مراقبة التنفس، لأن ذلك يلهي العقل عن التفكير في الزمن، أو المشاعر.

اعتبار أن الإيغو ليس عدواً سيريحنا من فكرة الصراع الداخلي وأن في داخلنا فيروساً علينا محاربته وطرده بعيداً.

الارتباط دائماً في عالم الروح، مهما كان إيمانك، لأن الارتباط بقوة أو مصدر أقوى وأسمى في هذا الكون، يحضّرنا تلقائياً لرسالة أقوى وأسمى، ويضعف تعلّقنا بالعالم المادي الذي يسوده الإيغو المسكين.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
نسب زكريا
مهندسة معمارية
تحميل المزيد