لابد من الاعتراف بأن النساء حول العالم يتعرضن إلى نوع من العنف في حياتهن وليس من الغريب أن النساء المستضعفات اللاجئات يواجهن هذا العنف، والتحديات الكبيرة الضخمة أكثر من غيرهن. فكذلك النساء الروهينغات كن يتعرضن للعنف الشديد في بلادهن، ولكن هذا العنف لم يتوقف بعد أن لجأن إلى بنغلاديش؛ بل يواجهن من جديد مشاكل وعقبات، ومن أبرز تلك المشاكل والتحديات تزايد حوادث عنف الشريك والتحرش الجنسي ضدهن،
حسبما أطلقته بعض الصحف المحلية من تقارير حول المشاكل والعقبات التي تواجهها النساء اللاجئات الروهنيغا، ووجدت الدراسة معدلات متزايدة من حوادث عنف الشريك الحميم، ومستويات مرتفعة من التحرش الجنسي من قبل الرجال في المخيمات، وأعداداً كبيرة من البلاغات عن صفقات للإتجار بالجنس داخل وخارج المخيمات، والتي جعلت جميع الفتيات غير المتزوجات تقريباً يشعرن بالخوف إزاء سلامة أرحامهن، ويفكرن حلاً لهذه المشكلة في الزواج، ولكن المشكلة الكبرى أنهن لا يجدن الشباب للزواج في مخيمات بنغلاديش لقلة الشبان، فبدأن يفررن من بنغلاديش إلى ماليزيا من خلال البحر على أمل الزواج.
فقد كشف العديد من الصحف المحلية بأن الناس الذين يفرون من مخيمات بنغلاديش إلى ماليزيا كان أكثرهم فتيات، تم إنقاذهن من مختلف ملاجئ أوخيا وتكناف في كوكس بازار عند استعدادهن للذهاب إلى ماليزيا. قالت العديد من هؤلاء النسوة: إنهن يفكرن في الذهاب إلى ماليزيا من خلال طريق البحر على أمل الزواج من شباب يعيشون في ماليزيا. في بعض الحالات يحمل الشباب كلفة ذهابهن. وقد تم إنقاذ 92 من الروهينغا من المناطق الساحلية في أوخيا-تكناف خلال الأيام الأربعة الماضية وفقاً للصحف المحلية، من بينهم 46 امرأة و20 طفلاً، تتراوح أعمارهن بين 13 و 22 سنة. قالت الفتيات إنهن يرغبن في الزواج من الشباب الذين يقيمون في ماليزيا. وقد تلقت الصحف المحلية هذه المعلومات من خلال التحدث مع 25 امرأة أنقذتهن شرطة BGB. (جريدة بروتم آلو اليومية البنغالية).
وبدوره قال أبو الحسن، السكرتير العام لـمنظمة شوجن، إن الروهينغا هم الذين يصنعون الأزمة دائماً. على الرغم من أن بنغلاديش آوتهم إليها بفكر إنساني، إلا أنهم يفكرون دائماً في تدمير القانون والنظام في هذا البلد. الآن يجب أن نوقفهم عن محاولة الفرار من مخيم اللاجئين.
واحدة من الفتيات اللواتي تم إنقاذهن كانت تحمينة بيغوم، البالغة من العمر 20 عاماً، من أوخيا، كوتوبالونج. وتقول هذه الفتاة إن ما تفعله الفتيات الروهينغا عادة عقب تعرضهن للهجوم العنيف، أو التحرش أو الإرغام على ممارسات جنسية هو الصمت إذ يقلن "نلتزم الصمت فحسب". وأوضحت قائلة: إن النساء والفتيات يعانين ويشتكين من نسبة عالية من التحرش الذي يأتي غالباً من رجال المخيم وأشخاص غير حضاريين وفي أماكن العمل وغيرها. نريد أن نلفت النظر إلى مشكلة الزواج، فهناك لا نجد إلا قليلاً من الشباب مما يدفعنا إلى الذهاب إلى ماليزيا على أمل الزواج من الشباب هناك. هناك مشكلة أخرى وهي أن العيش في المخيم بدون عمل شيء اعتماداً على المساعدات الإنسانية، جعلنا محبطات وغاضبات جداً، ونفكر بالهرب من المخيمات. ولقد اعترفن بأن الأمر فاضح، وكن خجلات من ذلك الأمر.
وقالت هذه الفتاة أن زواجها مع شباب الروهينغا في ماليزيا صفقة تمت. وعائلة هذه الفتاة تعيش في مخيم روهينغا في كوكس بازار.
وقالت بعض الفتيات اللواتي تم إنقاذهن إنه إذا أردن الزواج في المخيم، فعليهن دفع مبلغ كبير من المال. معظم العائلات لا تملك القدرة. في المقابل هناك طلب على النساء الروهينغا في سوق الزواج في ماليزيا. هناك نقص في النساء الروهينغا مقارنة مع الرجال الروهينغا.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.