وليد مفيد البنا.. أن تكون طبيباً ومخترعاً في آن واحد

تم النشر: 2019/02/19 الساعة 16:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/19 الساعة 16:31 بتوقيت غرينتش
الطبيب والمخترع الفلسطيني وليد مفيد البنا

  غدا "شبح مبهم يتراءى للناظر من مكان بعيد، سحابة سوداء لم يقو على تحليل أجزائها، أكانت تحمل في جوفها الدر والجوهر أم الموت الأحمر  إلا بعد أن أصبح الحاضر ماضياً والمستقبل حاضراً.

إنه جراح الأعصاب وليد مفيد البنا يبلغ من العمر 35 سنة، ينحدر من فلسطين وتحديداً من مدينة غزة الأبية حيث استكمل دراسته الثانوية بمدرسة خليل الوزير، ليستهل فيما بعد مغامرة الغربة بالديار الألمانية وكله أمل في أن يتعرف على أعماقها ويفحص أسلوب عيش أهلها. حطت به الرحال أول الأمر بمدينة كولونيا، هناك، درس اللغة الألمانية لمدة ستة أشهر ثم سنة تحضيرية أهلته للولوج لكلية الطب البشري بعد حصوله على مجموع النقاط المطلوب.

 قضى ست سنوات بين أحضان المدرجات وأسرة المستشفيات إلى حدود سنة 2009، انتقل بعدها لدراسة تخصص جراحة المخ والأعصاب بالمستشفى الجامعي لمدينة آخن.

لم يسلبه الطب متعة مزاولة هوايته المفضلة "البرمجة" التي لطالما شكلت وسيلة تسلية مذ نعومة أظافره كمن يشاهد فلماً أو يلعب مباراة كرة قدم مع الأصدقاء، لكنه لم يتوقف عند جعلها أداة للترفيه وإنما حاول مزجها لتتكامل مع مجال تخصصه عن طريق ابتكار نظارات لتحليل شبكية العين للكشف عن صحة الدماغ  يقول "أعتبر نفسي الأسد القائد ولا يعزى هذا إلى قوتي بقدر ما يعزى إلى رغبتي في العناية بالآخرين وحمايتهم".

علاوة على ذلك فقد حاز على جائزة أفضل بحث طبي في ألمانيا من طرف الجمعية الألمانية للطب العصبي وطب الطوارئ.

عن النظارة الذكية

كلنا يعلم إنه بمجرد حدوث جلطة دماغية تزداد فرصة الإصابة بجلطة متكررة مباشرة، ولذلك تتم مراقبة المرضى لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل بوحدة العناية الفائقة بعد تعرضهم للجلطة، هنا يأتي دور الكاميرا الذكية التي تقوم بفحص شبكية عين المريض التي تعتبر المدخل الأسهل، الأسرع والأوضح للتعرف على حالة المخ، كما أنها تعكس التغيرات الدماغية وأوعيتها بشكل فوري. توضع النظارة على رأس المريض من أجل الحصول على قراءات شاملة، دقيقة وسريعة.

برنامج نجوم العلوم

أطلقته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع لدعم الجيل الجديد من المبتكرين العرب، برنامج علمي يهدف إلى تبني مجموعة من الشباب العربي من حوالي 16 بلداً عربياً للمشاركة بأفكارهم وتقديمها بحيث تمر فكرة كل مشترك بعدة مراحل بدأ من المرحلة الأساسية وهي مرحلة التصميم والرسومات إلى المرحلة الأخيرة وهي مرحلة التنفيذ العلمي للاختراع.

 تأسس سنة 2008، وقد أثبت أنه محفز إيجابي للتغيير العلمي والتكنولوجي فهو يحظى بنسب مشاهدة عالية وحضور قوي على منصات التواصل الاجتماعي تصل إلى 25 مليون متابع ويتخطى عدد خريجيه 131 مخترعاً من 16 دولة عربية ساهموا في تأسيس شركات وتوفير فرص عمل وبناء مدارس ملهمين بذلك جيلاً كاملاً.

وقد شارك الدكتور وليد البنا في الموسم العاشر للبرنامج وكله رغبة في الاختلاط بالشعب العربي والمبتكرين العرب وأن يكون له دور فعال داخل المجتمع العربي حيث تمكن من اجتياز مراحل المسابقة بنجاح بعد شهرين من العمل الجاد المتواصل أهله للمربع الذهبي إلى جانب 3 مخترعين آخرين، ليتوج فيما بعد بلقب مخترع العرب لسنة 2018.

أبان هذا الأخيرُ عن طموح قوي واستعداد لخدمة المريض انطلاقاً من اختراعه الفذ حيث يقول: "كل طبيب يمكن أن يقود التغيير حسب مؤهلاته وإمكانياته".

كرس مسيرته العلمية من أجل راحة المرضى ومعافاتهم في ظروف جيدة، موظفاً بذلك شغف البرمجة للبحث عن حلول ناجعة لإشكالية الجلطات الدماغية التي تضع حداً لحياة البعض دون سابق إنذار في غياب أجهزة كشف لتفاديها.                                                     

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
أمة الرحمن الأزمي
طالبة طب
تحميل المزيد