5 أشياء كان على شادي سرور معرفتها قبل أن يُعلن تركه للإسلام

عدد القراءات
741
عربي بوست
تم النشر: 2019/02/18 الساعة 14:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/18 الساعة 14:38 بتوقيت غرينتش
ما العلاقة بين الإسلام -أو أي دين آخر- والأفعال الشخصية للناس والتنمر؟

عاد شادي سرور مرة أخرى ليكون حديث المدينة، وكالعادة لسبب غير سارٍّ؛ إذ شارك سرور منشوراً مثيراً للجدل على موقع فيسبوك يوم 15 فبراير/شباط 2019، كان محور اهتمام الجميع.

في منشوره أعلن أنه أصبح ملحداً رسمياً، وحاول تفسير المنطق وراء قراره، وهو أمر لا معنى له.

لنعد قليلاً إلى خلفية القصة: في أكتوبر/تشرين الأول 2018، نشر سرور فيديو على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، أثار كثيراً من الجدل، فقد أعلن سرور في مقطع الفيديو الذي نشره، أنه نظراً إلى التنمر الإلكتروني الحاد الذي واجهه، فإنه سينتحر، وكان الفيديو هو رسالة انتحاره إلى الجميع.

انقسمت الآراء بشأن الفيديو، بعض الناس هاجموه واتهموه بالسعي لجذب الاهتمام، في حين تعاطف معه آخرون، واعتبروا الفيديو طلباً حقيقياً للمساعدة.

وبغض النظر عن نيته الحقيقية من الفيديو، فقد كان سبباً وجيهاً ليبدأ للناس حواراً حول الانتحار ودوافعه.

منشور إعلان الإلحاد:

كما ذكرت، أعلن سرور للجميع أنه ترك رسمياً دينه السابق "الإسلام"، وأوضح في منشوره على فيسبوك أنه يلوم الدين بشكل أساسي على كل ما مر به من كراهية وتنمر.

وكتب سرور: "سِبت الإسلام بسبب العنصرية والجحود في قلوب الناس اللي مفروض مؤمنة بالله، بل هم أهل النفاق".

ومرة أخرى انقسم الرأي العام إلى طرفين: أولئك الذين يشعرون بالأسف تجاهه، وآخرون لا يتعاطفون معه.

لكن هذه المرة كان أولئك الذين سئموا من سرور أكثر بكثير! لماذا؟ لأن هناك العديد من المشاكل في هذا المنشور، مرة أخرى، بغض النظر عن نيته.

1: ما علاقة الدين بأي من هذا؟ لماذا لا يعترف بأنه ربما مريض عقلي أو ربما حقيقة أن الناس لا يحبونه؟

كبداية، ما العلاقة بين الإسلام -أو أي دين آخر- والأفعال الشخصية للناس والتنمر؟

يحب الناس ويكرهون ما يشاؤون وقتما شاؤوا، وسيعبّرون عن ذلك بطرق مختلفة، بعضها بالتأكيد سيكون مؤذياً وخاطئاً وقاسياً، لكن هذا لا يعني أبداً أن الدين هو السبب.

وبما أنه تحدث عن "إنقاذ نفسه" من الانتحار عن طريق ترك الإسلام، فمرة أخرى أين العلاقة؟! لماذا لم يدافع عن مرضه العقلي على سبيل المثال؟

الأمر الأساسي الذي يعرفه الجميع هو سبب أفكاره الانتحارية -إن وجدت- لماذا يتحدث عن أن الدين هو السبب في كل ما شيء سيئ بالعالم -كما ذكر- بدلاً من التحدث عن أن السبب هو المرض العقلي الذي يعانيه هو وآخرون؟

2: لماذا الإعلان، بكل صراحة؟

أن تكون ملحداً أو متديناً أو أياً كان ما يختاره المرء، لا علاقة له بأي شكل -ولو قليلاً- بالأشخاص الآخرين، إنه خيار وتصرف شخصي تماماً.

إذا كان ذلك هو اختيارك فلا بأس، لماذا تحتاج موافقة أي شخص؟ لماذا شعرت بالحاجة إلى الإعلان عنه؟

وحقيقةً، إن سرور كان يشتكي دائماً من عدم قبول الناس ما يفعله، ثم مع ذلك يعلن عن قراراته على الإنترنت، كأنه في انتظار رد ما -هو في حد ذاته- إشكالي للغاية. ما الهدف أو الغاية من كل هذا؟ هذا متناقض للغاية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يدرك سرور أنه شخصية عامة، سواء أحببنا ذلك أو لا، وله تأثير في الشباب الصغار. وبينما الجميع حر في ممارسة أي دين، أو عدم ممارسته، بقدر ما يريدون، يحتاج سرور أن يدرك أنه يضع أتباعه الصغار، الذين سيتبعونه بشكل أعمى، في خطر.

3: يجب أن يعرف بشكل أفضل رد الفعل المتطرف الذي سيواجهه، والذي مرة أخرى لا يفيد أحداً:

بصراحة، لماذا بالأساس يهتم بالجمهور حتى الآن؟ صحيح أنه شخصية حققت شهرتها على الإنترنت، لكنه يجب أن يكون قد عرف بشكل أفضل بالفعل، أنه سيتعرض لهجوم دائم، حتى إنه بعد أن نشر فيديو الانتحار، ما يزال يتعرض للهجوم، لم يتغير شيء منذ ذلك الحين.

ولكنه اختار أن يفعل الشيء نفسه مرة أخرى، ويعلن على الإنترنت مع أنه متأكد بنسبة 100% أن هذا سيؤدي فقط إلى مزيد من ردود الفعل السلبية والتنمر أكثر من أي وقت مضى. إذن، ما الهدف هنا؟ مرة أخرى، لماذا تخبر أي شخص بشيء ما إذا كان بإمكانك بالفعل توقع ردود الفعل التي تعرف أنك لن تحبها؟ لماذا تحبط نفسك بقصد ثم تلوم الجميع؟

4: الطريقة التي يعرض بها الجميع للخطر بسبب منشور:

الإلحاد في الأساس غير قانوني على الإطلاق في مصر إذا أعلنته، وإذا أهنت أي دين فسوف تقع تحت طائلة قانون ازدراء الأديان. من الواضح للغاية أن سرور لم يكن على علم بذلك.

لكن، ما فعله بكتابة هذا المنشور هو جعل الملحدين الذين يتفاعلون مع منشوره بأي تعليق ازدرائي معرضين للإجراءات القانونية والسجن. مرة أخرى، لن تكون لذلك الإعلان أي عواقب جيدة، بالنسبة له أو لغيره.

5: ما هي بالضبط الرسالة التي يحاول إرسالها؟

أنه ملحد؟ هنيئاً له. متدين؟ هنيئاً له أيضاً! ولكن مرة أخرى، لماذا قد يهتم أي شخص بمعتقداته الدينية؟ ما لم يكن من عائلته وأصدقائه، لن يدعمه أحد، سوف يهاجمونه جميعاً فقط، وهو يعرف ذلك جيداً لأنه عاناه عدة مرات أولاً.

حسناً، هل الرسالة التي يحاول إيصالها هي أن الإسلام دين العنصرية والتنمر والقسوة؟ حسناً، نحن في عام 2019، والناس يُعرفون بأفعالهم فقط، وليس من بدينهم، أو عرقهم، أو شيء آخر.

الشيء الوحيد المنطقي هو أنه كان يحاول جعل الناس يشعرون بالذنب ويلومهم على تركه دينه. ولكن مرة أخرى، لماذا يهتم الجمهور؟ ماذا بعد ذلك؟ لا شيء، حرفياً لا شيء.

بصراحة، الشيء الجيد الوحيد الذي خرج من هذه الفوضى كان تعليق المقدم التلفزيوني شريف مدكور:

تعليق شريف مدكور

لخص الرجل منشور سرور وتعليقات الجميع -الحسنة والسيئة- في عبارة واحدة وهي أن التنمر لا يجعلك أضعف أو يغيّرك، بل العكس.. إنه يعزز قناعتك بنفسك وبما تؤمن به.

تحديث:

بعد مرور 24 ساعة كاملة -وصعبة- من ردود الفعل الكبيرة على الإنترنت، نشر شادي سرور على فيسبوك فيديو للرد من أجل "توضيح" كل شيء. وفي الأساس تمحور سياق الفيديو حول كون الناس مجرد بغيضين وقبيحين.

لكنه لم يكتف بهذا فحسب، بعد الإعلان في منشوره الذي أثار الجدل أنه ترك الإسلام لأن الناس متنمرون ومنافقون، تراجع سرور وأعلن محبته لله والجميع عموماً، مشيراً إلى أن الإسلام بريء من المؤذين وادعاءات المتدينين. اممم حسناً؟ في هذه المرحلة، لم نعد نفهم شيئاً بعد الآن!

 

حسناً، ما رأيكم يا رفاق في هذا الأمر؟ خطأُ مَن هذا؟ سرور، أم الناس، أم الدين  كما يعتقد، أم طريقة التفكير؟

– هذا الموضوع مترجم عن مجلة identity المصرية.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
آية أبو شادي
كاتبة في مجلة Identity المصرية
تحميل المزيد