ورود حمراء؟ شوكولاتة؟ هدايا؟ دعوة على العشاء؟ قبلة وحضن؟ هذا ما نحلم به جميعاً في عيد الحب.
سيمتلئ العالم بمختلف ألوان وأنواع الورود، وستتعثر في الشارع بمختلف أشكال الهدايا، وستمرّ بمحبين وعاشقين متشابكة أيديهم يحتفلون بهذا اليوم في كل أنحاء العالم.
ولكن، هل هذا هو المعنى الحقيقي للحب؟ هل يحتاج الحب لمناسبة للتعبير عنه؟ لماذا ننتظر هذا اليوم للتعبير عن مشاعر طبيعية إنسانية بأشياء كلها مادية؟
الحب هو أن تكتشف شريكك وتحبه وتقبله كما هو، كإنسان، بكل مميزاته وعيوبه، أن تتغافل عن صغائره، وتتسامح مع عثراته، وتحتوي أخطاءه.
الحب أن تبحث عن نقاط التشابه في العلاقة وتحييها، وتبحث عن كل الأساليب الممكنة لاستمرارها. وعلى الجانب الآخر أن تروّض كل نقاط الاختلاف وتجعلها في أضيق الحدود، بما لا يسبب أضراراً تعصف بعمر العلاقة وتضعفها ثم تنهيها.
الحب هو أن تعلم ماذا تريد من الطرف الآخر وماذا يتوقع منك؟ وإلى أين ستأخذك هذه العلاقة؟ وماذا ستفعل كي تستمر؟ من دون أن تكون إجابات هذه الأسئلة حاضرة في ذهنك، لا تحلم بعلاقة حب ناجحة.
الحب هو الخروج تدريجياً من حالة الانبهار في أول العلاقة، إلى علاقة أكثر هدوءاً، وإلى توقعات أقل حدة، وإلى تفهم عميق لاحتياجات ورغبات الطرف الآخر.
الحب هو أن تعطي وتأخذ، أن تتعلم كيف تمنح وكيف تستعد لقبول ما يمنحه الطرف الآخر. الحب علاقة متساوية، حينما تدخلها التضحية المبالغ فيها أو الأنانية أو الرغبة في الاستحواذ والتملك أو محو شخصية الآخر، حينها تصبح علاقة سيد وعبد وليس علاقة إنسان بإنسان، حبيب بحبيب.
الحب هو تحمل المسؤولية عن كل ما يواجه هذه العلاقة، مسؤولية الحفاظ عليها وحل مشاكلها والاعتراف بالأخطاء وتجاوزها. الهروب من المواجهة يقتل العلاقة أو في أحسن الأحوال يحولها إلى مسخ بلا ملامح يصعب التعايش معه أو التخلص منه.
الحب هو لمسة حانية بعد يوم عاصف عصيب، هو ابتسامة رضا عن كل ما يقدمه طرف لآخر، هو حضن أو قبلة بلا مناسبة أو رغبة جسدية، هو تنازل عن الرغبات وتأقلم مع منعطفات العلاقة وحالات الشد والجذب.
لماذا نحصر الحب في ثنائيات العشاق؟ افتح قلبك لكل أنواع الحب، لأهلك، لأمك، لأبيك، لأخيك، لابنك، لابنتك، لأصدقائك، لزملائك، لجيرانك، لمن يمر بك في الشارع، لغرباء لا تعرفهم. أعطِ كلاً منهم وردة أو قبلة أو هدية، عبّر عن حبك أياً كانت الظروف ولو بأقل الإمكانات، ولو بلحظة حب صادقة.
كل عيد حب وأنتم في حالة حب.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.