مع تعمّق الزمان وتسارع الأحداث، ومؤشرات 2019 ما زالت الثورة العلمية تتدفق بشكل متسارع في الدول المتقدمة، وما زال المواطن العربي يشدو لحن الأمل والتغيير نحو الأفضل ومعالجة كافة الأزمات التي أصبحت موطناً تسكن في ربوع الوطن العربي الحبيب.
في ظل هذه الأجواء ومع مشاهد الآمال والجراحات النازفة، ما زالت ثورات متعددة تغزو فضاءات العالم، وترنو للتقدم والتميز والتطوير، وتغدو ثورة الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المؤثر الأبرز في العالم، والعالم العربي بشكل خاص، والموجه الأهم للتغيير المنشود والإصلاح الهادف، من بين ذلك خرج "عربي بوست" بمنظومة إعلامية هادفة ترتكز على نشر تفاعلي هادف يستهدف المجتمع العربي والمنظومة الإعلامية؛ لتشكل جمهوراً عريضاً فأصبحت نافذة تتابع بشغف متنامٍ.
ومع تسارع جذب المنصات الإعلامية التفاعلية وبروز أدوات مؤثرة للإعلام الجديد، يظهر جلياً أن الإعلام من أهم أدوات العصر المؤثرة والأكثر بروزاً وحضوراً، إنه منبر مفتوح على الجميع، يؤدي دوراً استراتيجياً في المجتمعات، وله دوره المهم في مواجهة التحديات، والإسهام في مسيرة التنمية والازدهار، ووضع المؤثرات الإيجابية في مختلف مجالات الحياة، إن حرية التعبير تمثل اليوم واحدةً من أثمن الحقوق؛ لأنها تعتبر الركيزة التي تقوم عليها كل حرية أخرى، وهي أساسٌ لكرامة البشرية.
لقد أصبح الإعلام السمة المميزة للعصر الحديث، وأضحى تأثيره في حياتنا طاغياً لا يستطيع معه أي فرد في أي ركن من أركان الدنيا أن يتجنبه، إنه يصنع العقول ويحركها، يغير اتجاهات الأفراد ويوجههم إلى حيث يشاء، يخطو بالشعوب والدول ويتقدم بها إلى الأمام، تلك مهمة الإعلام الهادف القائم على منظومة إعلامية استراتيجية وفق تخطيط دقيق هادف يؤدي الأهداف المنشودة ويحقق مجالات التنمية، إن الإعلام هو الذي يرسم اليوم ما يمكن أن نطلق عليها الخريطة الإدراكية الوجدانية والإدراكي أمام ضغوط توجهات إعلامية تسعى إلى تجريد الأفراد من هويتهم وانتماءاتهم وقيمهم ومعتقداتهم وثقافتهم الذاتية.
من مشاركاتي الدائمة والمستمرة في موقع "عربي بوست" من مخرجات مقالات علمية محكمة ودراسات أعكف على أن تظهر للنور، ومن صميم متابعتي للموقع وما ينفرد به من التنوع الهادف لمختلف الفئات وتركيزها على البعد التنموي الهادف، وما ينثره في فضاء الإعلام العربي الهادف وتشكيل منظومة قيمية هادفة وفتح مساحة حرة تغدو منبراً تعددياً ينشد الحقيقة، ويلتزم المبادئ المهنية في إطار مؤسسي، ويسعى لنشر الوعي العام بالقضايا التي تطمح لأن تكون جسراً بين الشعوب والثقافات، يعزز حق الإنسان في التسامح، والديمقراطية، واحترام الحريات، والتخلص من الفساد وتوعية العالم العربي بمرتكزات القضايا الجوهرية.
لقد رسم "عربي بوست" عيناً تنبض حياة وتشدو لإعلام تنموي هادف لمختلف القضايا بمنطلق أصيل وبتمايز مؤسسي متقن، وبسلوك إبداعي يتم نقشه برسم استراتيجي من الأداء لتحدث نهضة شاملة في التفاعل الاجتماعي ومنصات الرأي الهادف تغير ملامح القضايا العربية الاستراتيجية ومن منظور علاجي وفعال، فأصبح يناقش هموم المواطن العربي، ومشاكل الشباب وجراحات الشعوب العربية.
إن غاية المؤسسات المستقبلية هي السعي إلى تحقيق التميز بمعنى إنجاز نتائج غير مسبوقة تتفوق بها على كل من ينافسها، بل وتتفوق بها على نفسها بمنطق التعلم، وإن كل ما يصدر عن منظومة "عربي بوست" يسير من خلال أعمال وقرارات محكمة، وما تعتمده من نظم وفعاليات يجب أن يتسم بالتميز أي الجودة الفائقة الكاملة التي لا تترك مجالاً للخطأ أو الانحراف ويهيئ الفرص الحقيقية كي يتحقق تنفيذ الأعمال الصحيحة تنفيذا صحيحاً وتاماً من أول مرة Doing right things right the first time.
إن المستقبل المستدام يتطلب من القائمين على "عربي بوست" بمنظور قيادتها والتمايز المؤسسي لديها أن يكون لها تأثير إيجابي على من حولها في العالم من خلال تعزيز الأداء من أجل نهضة المجتمعات العربية؛ وذلك من خلال التحسين المستمر والابتكار المنهجي عن طريق تسخير الإبداع من أصحاب المصلحة، حيث إن المؤسسات المتميزة لديها قيادة تشكل المستقبل وتحقق ذلك بوصفها كقدوة من خلال قيمها وأخلاقها.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.