تجنيس اللاعبين والمدرب الهادئ.. وقفات مع فوز المنتخب القطري

عدد القراءات
2,464
عربي بوست
تم النشر: 2019/02/04 الساعة 13:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/04 الساعة 13:21 بتوقيت غرينتش
مدرب منتخب قطر يحتفل مع لاعبيه

من كان يتوقع أن يتوّج المنتخب القطري بهذه الطريقة وبهذا الأداء، منتخب لا يُقهر كسر كل الأرقام وحصد كل الألقاب الفردية بأفضل لاعب وحارس وهداف، خارج أرضه محروماً من جمهوره برصيد خالٍ حتى من التعادلات، من كان يصدق هذا الأداء الراقي ومن المباراة الافتتاحية في الدور الأول، منتخب يستحق أن ترفع له القبعة ويستحق كل الثناء والتقدير.

 

تصدر المجموعة

حقق المنتخب القطري صدارة مجموعته بـ9 نقاط كاملة دون خسارة أو تعادل، وحقق 10 أهداف كاملة، ومن الوهلة الأولى يبدو واضحاً وجلياً استعداد المنتخب القطري للدورة، لكنه بدأ ينضج تدريجياً حتى الظفر باللقب.

 

المباريات الإقصائية

في مباراة ثمن النهائي واجه المنتخب العراقي وكانت المواجهة متكافئة وحسمها المنتخب العنابي بهدف من ركلة ثابتة وتأهل بجدارة لربع النهائي، وأعتقد أن أصعب مباراة واجهت المنتخب القطري هي مباراة المنتخب الكوري الجنوبي التي عرفت سيطرة كبيرة من التنين الكوري، استحوذ على الكرة وخلق العديد من الفرص، لكن الكرة أنصفت العنابي بعد تسديدة من مسافة بعيدة.

أما في مباراة النصف النهائي فقد اكتسح العنابي ضيفه الإماراتي بأربعة أهداف نظيفة وسيطر على المباراة طولاً وعرضاً.

 

المباراة النهائية

دخل المدرب الإسباني فليكس سانشيز بخطة مغايرة تماماً وفضّل اللعب بـ235 وتعمّد تضييق المساحات على لاعبي اليابان؛ لأنه بعلم السرعة التي يتمتعون بها وتقليل فرصهم قدر الإمكان، وهو ما نجح فيه في الشوط الأول، لكنه لم يوفق في الشوط الثاني.

شهدت المباراة النهائية للمباراة وجهين مختلفين تماماً: الشوط الأول كان لصالح العنابي وتمكن من تسجيل هدفين وإنهاء النصف الأول من المباراة متقدماً بهدفين نظيفين.

وكما يقال أخطر نتيجة في كرة القدم أن تتقدم بهدفين، وهو ما حدث بالفعل سيطرة مطلقة للكمبيوتر الياباني في الشوط الثاني، استحواذ على الكرة، وتمريرات أكثر، وركنيات أكثر، وفرص أكثر وأخطر بهدف تقليص الفارق، لكن كرة القدم أنصفت المنتخب العنابي الذي مر بفترة فراغ فقط لحوالي نصف ساعة، لكنه استعاد أنفاسه وطبق قاعدة أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم، وبعد ركنية محكمة حصل على ضربة جزاء بعد الاستعانة بتقنية الفار التي كانت بمثابة جرعة أوكسجين والتي قتلت المباراة نهائياً.

 

من هو فيليكس سانشيز

على الرغم من عدم شهرته الكبيرة فإنه يعمل في هدوء، مدرب رزين وهادئ يستغل جيداً اللاعبين وينوع من خطط اللعب حسب كل مباراة دون الاقتصار على خطة معينة.

أعتقد أنه بعد هذا الإنجاز أو الإعجاز الكروي سيكون اسمه من أكثر الأسماء بحثاً على محرك البحث جوجل.

هو فيليكس سانشيز باس مدير فني إسباني شاب مدرب منتخب قطر، من مواليد برشلونة عام 1975، تعاقد مع الاتحاد القطري عام 2015 لتدريب المنتخب الأولمبي تحت 23 سنة، وبعد استقالة فوساتي المدير الفني لمنتخب قطر الأول في يوليو 2017 تولى فيليكس زمام الأمور الفنية للمنتخب الأول القطري وحقق معه نجاحات كبيرة.

فيليكس سانشيز، مدرب منتخب قطر، دخل مجال التدريب مباشرة ولم يلعب كلاعب في أيٍّ من الأندية الكبيرة، بدأ احتراف التدريب كمدير فني لفريق برشلونة للشباب لمدة 10 أعوام من 1996 حتى 2006، من 2006 حتى 2013، عمل مدرباً في أكاديمية Aspire الرياضية القطرية المعروفة، بعدها تولى تدريب منتخب قطر للشباب تحت 19 سنة من 2013 حتى 2015 وحصل معه على بطولة كأس آسيا للشباب 2014 بعدها تولى تدريب منتخب قطر الأولمبي ثم الأول، وأعتقد بعد هذا اللقب من المؤكد أنه سيبقى على رأس العارضة الفنية خلال كوبا أمريكا وكأس القارات وكأس العالم.

 

الحديث عن التجنيس

على الرغم من امتلاك الاتحادات العربية الأموال والإمكانات واعتبار كرة القدم الرياضة الأولى في أغلب الدول العربية ووجود التجنيس في أغلب الاتحادات فإنها لم تنجح، ليس كل تجنيس يثمر ألقاباً، هناك تخطيط وعمل استراتيجي كبير قامت به دولة قطر، وما يغفل عنه الكثير أن دولة قطر بدأت في هذا المشروع منذ 15 عاماً بإنشاء أكاديمية إسباير، واليوم نحن نرى النتائج بأم أعيننا.

من يتكلم عن تجنيس الولايات المتحدة الأمريكية وكندا للآلاف من العلماء واللاعبين وغيرهم، من تكلم عن إنجاز المنتخب الفرنسي الأخير عندما توج بكأس العالم 2018، أغلبهم لاعبين من ذوي البشرة السمراء، التجنيس الذي قامت به قطر قانوني ويعترف به الفيفا وبرغبة اللاعبين، إذأً أين المشكلة أو أنه عندما يكون النجاح عربياً لا نرغب فيه رغم أننا أمة واحدة.

وفي الأخير نقول مبروك لمنتخب قطر شعباً وحكومةً، ومن كان يشكك في منتخب قطر ها هو اليوم يثبت أنه الأفضل آسيوياً، ومن كان يقول إنه عليه المشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2202 أعتقد أنه لو شاركت قطر في أصعب مجموعة فستتأهل بإذن الله تعالى.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
أحمد سالمي
مهتم بكرة القدم وريادة الأعمال
تحميل المزيد