بين هزيمتين.. ولنا عودة

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/22 الساعة 16:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/23 الساعة 10:16 بتوقيت غرينتش
Jerusalem, Israel - 4 April 2009: A jubilant multinational crowd cheers a pro-peace performance by an Italian amateur dramatic society outside Damascus gate.

تظل حالة الهزيمة التي مُنينا بها، نحن جيل يناير، مهيمنة على تفكير الكثير منا، حتى وصل الإحباط بالكثير للاستسلام التام، ورفع الراية البيضاء، والترديد بشكل دوري: نحن مهزومون مستسلمون، فماذا يريد النظام منا؟ ولماذا هذه الحالة من الانتقام والإذلال والإهانة المستمرة، وقد تركنا كلَّ شيء، ولا نبحث عن شيء إلا أن نحيا حياة بعيدة عن الشأن العام، اتركونا فقط نعيش!

ما لا يدركه كثير من جيل يناير أن النظام يعلم جيداً، وأكثر منا نحن أبناء الثورة أن الأمر لم ينته بعد، والثورة وإن كانت تلقَّت هزيمة موجعة وكاسرة لنا جميعاً، إلا أن ما أحدثته من تغييرات في المجتمع وتغييرات في مسار التاريخ لن يقف عند هذه الهزيمة، فهو يحاول دائماً أن يزيد في التنكيل والقمع، لرفع سقف الخوف والرعب في نفوس مَن يريد التغيير، محاولاً بائساً أن يوقف أو يؤخر ما هو محتوم من عودة للثورة مرة أخرى .

في تاريخ الثورات الكبرى التي تُغير من واقعها الداخلي والإقليمي و الدولي، نشاهد ما حدث مع ثورتنا رأي العين، لكننا لا نقرأ التاريخ، أو نحاول الهروب من الواقع بالاستسلام له!

فالثورة الفرنسية وهي أم الثورات في العالم انهزمت وقُتل قادتُها بالمقصلة، ولكن عادت، ثم حكم ديكتاتور حتى وصلت الثورة الفرنسية لتحقيق أهدافها، وأصبحت عنوان الحرية في العالم.

وإن كان هذا في الماضي، دعونا ننظر لثورات الزمن القريب الحاضر الذي نعيشه، فالثورة الأوكرانية قامت في 2006 واستطاعت أن تطيح بالنظام في حينها، ثم واجهت انتكاسة وعادت مرة أخرى في 2014 وحققت أهدافها.

وإن كنا دائماً نخشى مصير الثورة الرومانية، وقد لاقينا مصيرها، إلا أنها عادت في 2017 وانتصرت أيضاً.

نحن نتحدث عن الحتمية التاريخية للثورات التي يعلمها النظام، وللأسف فقدنا إيماننا نحن أصحاب الحق والثورة بها.

في مقابل تعاملنا مع هزيمتنا وإحباطنا وتسليمنا التام لواقع البطش، نجد أن الثورة المضادة لم تقف للحظة عن حالة الهزيمة منذ 2011 حتى منتصف 2013، لم يقفوا عن العمل للعودة مرة أخرى، بالتأكيد أدواتهم أكبر وتجذرهم في الدولة أعمق، سهل رجوعهم من هزيمتهم مرة أخرى، ولكن أين كنا قبل 25 يناير 2011، دعونا نراجع كيف كانت حالتنا ليلة 25 يناير، وأقصى طموحنا أين كان، وفي منتصف نهار 25 يناير أين وجدنا أنفسنا.

هناك معارك يجب أن نخوضها كي نقرّب يوم العودة، اعتزال العمل العام أثبت أنه ليس مجدياً ولا منجياً لأحد، فالنظام مستمر في بطشه خوفاً من هذا اليوم، حتى وإن رفعنا جميعاً الراية البيضاء.

في اعتقادي علينا أن نعمل من الآن على حملة لرفض تعديل الدستور على أقل تقدير، يجب أن نعود للجموع مرة أخرى برسائل محددة، تتحدث عن المستقبل، وكيف نريده.

لا يجب -على الرغم من الهزيمة- أن ننسى أننا استطعنا أن نغير، وأن تسيطر الجموع يومي 25 و28 يناير.

 

 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
محمد عباس
مساعد باحث في مركز الجزيرة للدراسات
تحميل المزيد