كان موجوداً في المكان الذي سيُعلن مِن خلاله مَن الفائز بتنظيم بطولة الأمم الإفريقية القادمة 2019، ورغم أنه لن يكون حاضراً بسبب التهم والأحكام القضائية ضده، فإنه كان واقفاً يدعم ملف بلاده التي طردته وتتهمه بالإرهاب وتتحفظ على أمواله، فهو لا يهتم كثيراً بالأمور السياسية، ولا يدافع عن نفسه ضد الافتراءات والأكاذيب التي تقال ضده، هو يسير دائماً في طريقه المعروف، الذي كسب حب الناس من خلاله.
الأسطورة العربية المصرية "محمد أبوتريكة"، كل يوم يعلمنا درساً جديداً بتعاملاته وأخلاقه العالية، كل يوم يثبت لنا أنه إنسان نظيف ومخلص ومحب لبلده وأمته، ولا يهمه ماذا يقولون عنه، ولا يلتفت أبداً إلى الوراء رغم كل ما يتعرض له.
لقب "الأسطورة" لا يصح أن يقال لأي شخص، لكن أبوتريكة يملك كل مواصفات هذا اللقب، فقد اجتمع على حبه كل الناس من الشرق إلى الغرب، ومن اليمين إلى اليسار، ولا ينتقده إلا الحاقدون عليه.
موقف أبوتريكة في دعم مصر لتنظيم البطولة
يرى الكثير أن موقف أبوتريكة في دعم ملف مصر لتنظيم بطولة أمم إفريقيا القادمة كان خطأً كبيراً منه، يمكن أن يرى البعض المشهد بشكل مختلف، لكن لا بد دائماً أن نعرف أن شعبيته ليست لدى فصيل أو تيار معين، بل شعبيته عند كل الناس، لذلك لا ننظر إلى قراراته على أنها تكون على حسب توجه سياسي أو موقف معين، هو رجل أسطورة عند غالبية الشعب، ولا تهمه القرارات السياسية، هو ينظر للأمور من ناحية المصلحة العامة.
صحيح أن الوضع في مصر سيئ للغاية، وهو أحد المتضررين منه، لكن ليس كل الناس يحسبون الأمور بشكل ورؤية واحدة، كل واحد له فكره، وأسبابه، وموقفه، وقراراته من وجهة نظره، ويمكن أن يُهاجم، أو أن يكون مطروداً من بلده، لكن حبه للبلد يجعله يفعل أي شيء مقابل حبه له ولشعبه.
وأرى أن انتشار صور أبوتريكة مع رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم هي في صالح أبوتريكة، فكيف لاتحاد مصري يجلس مع شخص متهم ومحكوم عليه في قضايا إرهاب؟! هذا يجعل أبوتريكة يضعهم في موقف محرج أمام الناس، وتابعنا بعد ساعات من إعلان الأمر وانتشار صور أبوتريكة أنه أصبح هو الترند الأول في مصر، والجميع يسانده، حتى محمد صلاح أثناء تسلمه جائزة أفضل لاعب في إفريقيا، سُئل هل أصبحت سفيراً للكرة المصرية؟ فقال أعتقد أن الأفضل هو أبوتريكة، هذا يوضح الحجم الكبير لشعبية أبوتريكة.
لن تهدم أسطورة أبوتريكة
وخلال السنوات الماضية رأينا أناساً كثيرين يتراجعون في مواقفهم، ويخسرون شعبيتهم عند الناس، لكن أبوتريكة هو الوحيد تقريباً الذي ما زال الناس يحبونه ويعشقونه بنفس الدرجة، بأعماله المستمرة وأخلاقه نجح في الحفاظ على شعبيته وعلى حب الناس له.
يعرف أن يفرق ويفصل جيداً بين الأذى والاتهامات التي يتعرض لها، وبين المصلحة العامة ونظرته للمستقبل، ويُحكّم عقله دائماً في معظم القرارات، لا يرى الأمور بعين الظلم الذي يتعرض له، هو يعلم جيداً أنه صاحب رسالة، ويعرف جيداً ماذا يعمل من أجل أن تصل رسالته إلى الناس، لذلك من الصعب أن تُهدم أسطورة أبوتريكة مهما تعرض لاتهامات.
أبوتريكة هو "العقل الأسطوري" الذي نبحث عنه في بلادنا العربية، نريد أشخاصاً مثله، يجتمع الجميع على حبهم، ويكونون مخلصين للبلاد وللأمة وللشعوب، وينظرون للأمور بحكمة وعقل، ولديهم نظرة للمستقبل.
فالشعوب هي الفيصل دائماً في أي موقف أو معركة، وإذا اجتمع الناس على حب شخصية معينة فسيقفون معه دائماً، ويكونون خلفه في أي معركة ضده.
لذلك كل الاتهامات والافتراءات الموجهة ضد أبوتريكة لم يصدقها الشعب، لأن الشعب يعرفه جيداً، ويعرفون من هو أبوتريكة.
وأخيراً.. متى يأتي اليوم الذي نرى فيه أمثال أبوتريكة القادة والمسؤولين الحقيقيين؟!
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.