كيف ترسم المؤسسات العربية قيادة مبتكرة مع انطلاقة 2019؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/07 الساعة 15:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/07 الساعة 15:08 بتوقيت غرينتش
مؤسسة عمل عربية / iStock

مع انطلاقة عام 2019م، وفي ظل تقنيات القرن المتسارع بنا نحو ميادين التقدم والتمايز، كانت حقبة انطلاق شعلة العلم التي أوقدها الباحثون، والعلماء على مختلف اهتمامهم، فقد كان البحث العلمي دائماً هو الرائد نحو فرضية أو نظرية جديدة، وهو تلخيص لظاهرة واستمزاج لفكر، ومن ثَم فهو نافذة ذات آفاق نحو كون وخلاصة جديدة.

لقد قال الحكيم الصيني ساما: أنت تستحق لقب القائد العظيم إذا صففت قواك بصورة فنية، وركزتها بطريقة صحيحة، ودفعتها للقتال في الوقت المناسب، وأدرتها بحكمة، وكافأتها بحق، وحرستها بعناية، ووزنت الأمور بدقة.

تعمل مؤسساتنا العربية في ظل بيئات عمل معقدة وغاية الصعوبة، ولذلك أصبحت المؤسسات العربية مطالبة بالابتكار وتبنّي هذا النهج باعتباره إحدى الوسائل المهمة لمواجهة التحديات العاصفة بالبيئة العربية في كافة الأصعدة، وتحقيق البقاء والاستمرار؛ نظراً لما يحققه الابتكار من تميز وإتقان في مجال عمل تلك المؤسسات.

من جانب آخر، فإن نجاح تلك المؤسسات في خلق القيادة الابتكارية يتوقف على مدى استجابة العنصر البشري لهذه العملية، ولذلك نشأت مسؤوليات جديدة على عاتق قيادة الموارد البشرية في مؤسساتنا العربية، تتلخص في إعداد استراتيجيات لتنمية وصقل مهارات العاملين، وتعمل على خلق التأثير الإيجابي في اتجاهاتهم وسلوكياتهم المتعلقة بالعملية الابتكارية.

إن مديري المؤسسات العربية لا ينبغي لهم أبداً أن يقفوا عند حد معين من الكفاءة والفاعلية، ولا أن يقتنعوا بما وصلوا إليه من أداء لعملهم بإخلاص، إذ لا بد أن يكون لديهم الطموح والدافعية القوية لأبعد من ذلك بكثير، ومن ذلك أن يكونوا على استعداد تام للتكيف مع متطلبات العصر، من خلال تفجيرهم للطاقات الإبداعية، وحفز القدرات الابتكارية في العاملين معهم، بحيث يصبح الإبداع والابتكار والتجديد والمرونة المحك الأساسي.

وعلى الرغم من وجود بعض الجهود في رعاية قيادة الابتكار والإبداع في مؤسساتنا العربية، إلا أنها لا تزل جهوداً محدودة وقاصرة وتعاني كثيراً، وغير كافية لتحقيق الرعاية المطلوبة للإبداع والمبدعين.

ومع هذا فما نشهده من جهود مخلصة في تطوير مؤسساتنا العربية، يجعلنا متفائلين بإمكانية تحويل مؤسساتنا العربية من مؤسسات تقليدية إلى مؤسسات فعّالة، نجد فيها الرعاية التي تناسب رعاية المبدعين والمتفوقين.

إن مؤسساتنا العربية في السنة الجديدة  تتطلب من قيادة المؤسسات العربية جهداً إضافياً؛ كي نصل لمسارات خلاقة مبدعة، من خلال التخطيط للأهداف، ووضعها، أو تحديد الإجراءات المناسبة للتنفيذ والمتابعة، ويكون ذلك من خلال المشاركة والمناقشة واللقاءات المتنوعة والمختلفة داخل المؤسسات وخارجها، كل هذا يهدف إلى تحقيق أهداف المؤسسة العربية.

إن جوهر تحقيق هذه الصورة المطلوبة في مؤسساتنا العربية هو وجود قيادة إدارية مؤهلة وقادرة على خلق وإدارة هذه الاستراتيجيات، وتحقيق الهدف المرجو منها، وكذلك قدرتها على إدراك أهمية المورد  البشري الذي تمتلكه هذه القيادة، وتعتبر القيادة الابتكارية من أهم الاحتياجات في عصرنا الراهن، ومع بزوغ فجر سنة جديدة، كونها تمتلك البصيرة والقدرة على تهيئة المناخ المناسب للابتكار وتحديد المشكلات والمعوقات التي تحول دون استحداث أساليب ابتكارية في المنظمة.

وأخيراً.. إن مؤسساتنا العربية ليست بحاجة إلى مديرين، بل لقادة يعملون على إقناع الناس ومَن حولهم برؤى منظماتهم ورسالتها لإحداث التغيير المنشود للأمة العربية.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
فادي الدحدوح
خبير في البحث العلمي والدراسات العليا
أستاذ جامعي وخبير في البحث العلمي والدراسات، ومؤلف كتاب مناهج البحث العلمي وفق رؤية متقدمة تنسجم مع الريادة العالمية، بالإضافة لتقديم استشارات منهجية لطلبة الدراسات العليا والمراكز البحثية المتخصصة.
تحميل المزيد