تقذفه البراكين وتتلقاه أيادي أطفال مستعبدين.. هل تعرف كيف يصل الألماس إلينا؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/18 الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/03 الساعة 10:16 بتوقيت غرينتش
استعباد أطفال إفريقيين في معسكر لاستخراج الألماس

بعد الضجة التي أثارها الفستان المرصّع بالألماس، الذي كان من تصميم هاني البحيري وارتدته الفنانة نيكول سابا وبلغت قيمته 200 مليون جنيه مصري، ما يعادل 10 ملايين دولار!

هل تساءلت يوماً كيف يصل الألماس إلينا أو إلى هؤلاء المصممين والفنانين؟ 

إليك دورة حياة الألماس التي أعتقد أن الكثير منكم لم يقرأ عنها من قبل:

1- الصورة رقم 1:

 

"1"

القشرة الأرضية تحتك، حمم اللافا تثور وتقذف حمماً بركانية على بعد مسافة تصل إلى ١٥٠ كم، عندما تصل الحرارة إلى 1000 درجة مئوية ينتج عنها الكربون الذي يتحول بعد ذلك إلى الألماس وينتشر في الأراضي المجاورة لفوهة البركان، وهذه الظاهرة منتشرة في دول الجنوب الإفريقي خصوصاً سيراليون وإفريقيا الوسطى.

2- الصورة رقم 2:

"2"

دول الغرب المتقدمة تحتل الدول المستضعفة الإفريقية، وإذا لم تتمكن من احتلال البلد بشكل حقيقي فإنها تفتعل بين المدنيين حروباً طائفية أو حروباً أهلية، حينها يبدأ السكان في قتل بعضهم البعض بأسلحة أميركية وبريطانية وفرنسية وأخرى بتمويل من شركات احتكارية، وكلما استقر نظام ديكتاتوري ما وسيطر على الوضع يأتي نظام آخر فيُطيح به، وتصبح الأمور تحت سيطرته وحكمه هو.

وكلما قامت حرب جديدة بين هذه الأنظمة المختلفة التي تتصارع على الحكم، يموت ويُقتل مئات الآلاف من الضحايا من قرى إفريقيا المسالمة ويتم تهجير الملايين، مثل حرب سيراليون التي كانت بين الجبهة الثورية المتحدة والجبهة الوطنية القومية الليبرالية والمجلس الثوري للقوات المسلحة، المدعومين من ليبيا وبوركينا فاسو من جهة، والقوات الحكومية لسيراليون وبريطانيا وجنوب إفريقيا المدعومين من أميركا وروسيا وأوكرانيا والهند وغينيا من جهة أخرى.

والتي راح ضحيتها أكثر من 300 ألف قتيل، و20 ألف مشوّه، ومليونين ونصف لاجئ.

3- الصورة رقم 3:

"3"

قوات الحرب الأهلية في هذه المناطق، التي يتم دعمها على الأغلب بأسلحة غربية، تقوم بخطف الأطفال من أسرهم وعائلاتهم، من سن 5 سنوات حتى 16 سنة، ثم يبعد ذلك يتم إجبارهم على التدريب في معسكرات واستعبادهم وقتل أهاليهم وأفراد عائلاتهم، ومنعهم من أقل وسائل الحياة، كل هذا لتحويلهم في النهاية إلى مجرد آلات للعمل، كما حدث في حرب سيراليون في الثمانينات واستمر حتى عام 2002، حتى تم استعباد نحو 5000 طفل للعمل بالسخرة في مناجم الألماس، هذه الحرب خلفت أكثر من مليونٍ ونصف قتيل بعد ما امتدت إلى باقي دول إفريقيا. وكان يتم احتجاز الأطفال بشكل غير آدمي وبأقل مصادر للتغذية والصحة.

4- الصورة رقم 4:

"4"

يبدأ مشوار الاستعباد تحت ظل الضرب والإهانة والإعدامات، قرى كاملة يتم استعبادها وإجبارها على العمل يوماً كاملاً لجمع آلاف الأحجار وتنقيتها بعد ذلك بدقة شديدة "سم وراء سم"، أطفال لم يبلغ عمرهم الخمس والست سنوات بعد يجدون أنفسهم في بركة من المياه العفنة ويتحسسون بأيديهم وكفوفهم الصغيرة اللينة كل سم من آلاف الأحجار والطوب. في هذه المعسكرات الكسل ممنوع وكذلك الأكل والزواج والهرب، كل هذا محظور تماماً، أما السرقة فقد تُعرضك للقتل والإعدام بالمعنى الحرفي، مَنْ يسرق يتم قطع يديه الاثنتين أو يتم ضربه ببندقية الحرس وقتله وإعدامه.

وفي النهاية بعد آلاف القتلى والوفيات بسبب التعب الشديد والمر والشقى المميت، يتم جمع كمية من الألماس وتصديرها لشركات أوروبا مثل شركة De Beers التي يبلغ رأس مالها من الألماس فقط 5 مليارات دولار سنوياً.

5- الصورة رقم 5:

"5"

تقوم الشركة بإدخال هذا الناتج من الألماس لمصانع التنقية والتقليم وتبدأ في الترويج لنفسها لبيع الألماس على حسب نوعه، سواء كان زيتياً أو بلورياً، البعض يذهب إلى الصناعات الثقيلة وأدوات الحفر بسبب قوة وصلابة الألماس، والبعض الآخر يذهب إلى محلات المجوهرات والحلي والتزيين ليتفاخر الأغنياء به ويرتدوا منه الخواتم والسلاسل بملايين الدولارات، وتذهب 200 مليون جنيه يتم إهدارها على مجرد فستان ترتديه نيكول سابا في مهرجان الـfasion في القاهرة، ويتم هدر كل هذه الأموال والألماس ليتفاخر مصمم مثل هاني البحيري بصناعة أغلى فستان في العالم تحت عدسة مصوري مجلات الموضة العالمية واللقاءات الصحافية ويُروج لتصميمه بين فنانات هوليود وأمراء الخليج فاحشي الثراء!

المصادر:

1- حرب الماس في سيراليون بافريقيا الغربية.. صور

2- ألماس الدم والصراعات: كيف صار الألماس لعنة أفريقيا؟

3- من أين يستخرج الألماس

4- Zimbabwe: End Repression in Marange Diamond Fields

5- Zimbabwe

6- UN report accuses Western companies of looting Congo

7- هاني البحيري عن فستان نيكول سابا: بـ10 ملايين دولار ويعرض دون مجوهرات

8- هاني البحيري عن فستان نيكول سابا: استغرق عاما كاملا لصناعته

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
محمد أمير
كاتب مصري
تحميل المزيد