صنع إمبراطوريته من أعواد الثقاب.. الطفل السويدي الذي حول إيكيا إلى أكبر شركة للأثاث في العالم

عدد القراءات
1,349
عربي بوست
تم النشر: 2018/12/05 الساعة 12:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/12 الساعة 10:25 بتوقيت غرينتش
السويدي انغفار كامبراد مؤسس إيكيا

في قرية صغيرة جنوب السويد، مطلع الأربعينيات من القرن الماضي. لاحظ طفل ذكي أن أسعار أعواد الثقاب في قريته الصغيرة مرتفع جداً عن سعر ستوكوهم العاصمة، فما كان منه إلا أن بدأ بشراء الثقاب بكميات كبيرة من العاصمة ومن ثم تقسيمه إلى عبوات أصغر وبيعها بثمن أقل نسبياً من ثمنها في القرية محققاً بعض الأرباح الصغيرة.

مرَّت الأيام ومع كل يوم كان الفتى يزداد حذقاً ومهارة فيما يصنعه في تجارته الصغيرة، وحالما استقرت أموره بدأ بإضافة بعض الأصناف إلى قاعدة زبائنه التي تنامت يوماً بعد يوم. فأضاف إكسسوارات أعياد الميلاد، والسمك، والبذور وحتى الأقلام الرصاص. كان يعرف من الناس ما يحتاجون إليه ويجلبه لهم محققاً ربحاً لا بأس به، بالنسبة لشاب مازال في مقتبل العمر.

إمبراطورية من أعواد الثقاب!

بعدها بقليل بدأ بطلنا في العمل بمجال الأثاث المنزلي، مبتكراً العديد من الحلول غير التقليدية في مجاله، مقدماً للعالم الكيان الكبير الذي سنعرفه فيما بعد باسم إيكيا IKEA التي تجاوزت مبيعاتها عام 2013 حاجز 37 مليار دولار، محققة أرباحاً فاقت 4.5 مليار. الشركة عبارة عن سلسلة من 303 فروع موزعة على 26 دولة حول العالم، يعمل بها 135 ألف عامل. وتأمل إدارتها في تجاوز رقم 50 مليار دولار مبيعات عام 2020.

القاعدة الذهبية في IKEA هي: العميل هو الأهم. فما هي القاعدة الذهبية بالنسبة لك؟

كل منا يحلم بـ إيكيا الخاصة به، ولكن من منا يعمل بجد وهمّة في بيع الثقاب لتحقيق ذلك؟ كم منا يسأل عملاءه عن احتياجاتهم لتلبيتها؟ بدلاً من إضاعة الوقت محاولاً إقناع العميل بمنتج ليس في حاجة إليه؟ التفاصيل ثم التفاصيل هي ما يجب أن تركز عليه في رحلة صناعة إيكيا الخاصة بك -أرجو أن يكون واضح أنني أتحدث عن حلم كل طموح، ولا يشترط أن يعمل بنفس المجال- التفاصيل هي ما يصنع لك الاختلاف والتميز وسط عالم صار متشابه إلى درجة الارتباك والدوار.

اهتم بالتفاصيل الصغيرة وحسّنها، وجوّد من نفسك وأساليبك قبل أن تندفع للتوسع بحافز الربح السريع الذي نلته. اخطُ خطواتك وابن نفسك بثقة وتأنٍّ، فالتعجّل سيجعلك ترتكب أخطاءً كثيرة قد تقوّض نجاحك مستقبلاً؛ لأنه تم على أسس واهية.

 أسمع البعض يقول معترضاً: لكننا في عصر السرعة ومن الأفضل المحاولة بسرعة والفشل أسرع للبدء في شيء جديد.. أو لكن هذا سيكلفني الكثير من الوقت والمال معاً، فما الذي يمنعني من التوسّع ما دامت الأرباح ميسورة؟ وهي اعتراضات قوية بلا شك؟! ولكن هذا النمط من العمل يلائم من يريد أن يقف بعربة Take Away للطعام في الشارع، أو يعمل في تجارة كروت الدفع المسبق للهواتف -وأنا لا أعيب على أي منها- لكنه بالتأكيد لا يصلح لإدارة أعمال برقم يقترب بثقة من 50 مليار دولار سنوياً.

طموحي

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
حازم سويلم
كاتب مصري
تحميل المزيد