«عائلة سعودية ملسوعة».. خفة الدم ليست السبب وراء شهرة ريتان وكنان

عدد القراءات
2,867
عربي بوست
تم النشر: 2018/11/19 الساعة 13:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/12 الساعة 10:15 بتوقيت غرينتش
العائلة السعودية المشهورة ريتان وكنان ووالدهم

بالتأكيد الكثير منكم شاهد فيديوهات يوميات عائلة ملسوعة و الطفلين السعوديين ريتان وكنان ويومياتهما مع والدهما المحبوب.

لكن هل فكرتم ما سر نجاح هذه العائلة السعودية (يوميات عائلة ملسوعة)؟ وكيف أثّرت هكذا في الكثيرين؟

حينما كنتُ أشاهد مقتطفات من الحلقات الخاصة بهما، كنتُ أفكر وأتساءل: ما السبب الذي جعل فيديوهاتهما تنتشر بهذا الشكل ويتفاعل الملايين معها؟ صحيح أنهما لطيفان وظريفان ويومياتهما ممتعة، لكنَّ هناك أطفالاً أكثر لطفاً.

السر هو: (الله ما يحرمني منكم)، (أبوكم يحبكم موووت)، (كنان، ريتان وحشتوا جلب أبوكم موووت).

علاقتهما بوالدهما هي سر نجاح الحلقات، وهذه العلاقة هي ما تفتقده الكثير من البيوت، الأب الذي يقوم بتوصيل أبنائه إلى المدرسة يومياً وهو يضحك معهم ويمازحهم في سيارته، الأب الذي يدعو لهم دعوات جميلة أثناء وجوده معهم، ويصارحهم: "بحبكم كتير جداً".. الأب الذي يقوم بدعوة أبنائه إلى الغداء بالخارج، ويأخذهم ويشاركهم شراء مستلزماتهم، ويعطي لهم القرار إما بشراء الحلوى أو ملابس جديدة، الأب الذي يفاجئ أولاده أثناء ذهابهم إلى المدرسة بالهدايا التي اشتراها لهم ولو كانت بسيطة، ويعرف جيداً كل واحد منهم ماذا يُحب؟ وماذا يفضل؟

الأب الذي يلعب مع أولاده في البيت ولو بأقل الإمكانيات، وهذا كله يتلخص في الأب الذي يعطي بعضاً من وقته  لأولاده مهما كان مزدحماً، ويشاركهم أوقاتهم رغم صِغر أعمارهم.

الكثير من الآباء يعتبر أنه طالما ينفق أمواله على أولادهم ويشتري لهم كل مستلزماتهم، فبهذا يكون قد أدى واجبه على أكمل وجه.

لا يعرف هذا الأب أن الذي يترسخ في أذهان أطفاله وذاكرتهم عندما يكبرون، هي لحظات المشاركة والضحك التي كانت بينهم، وليست الأموال التي كان ينفقها عليهم.

الأمر أنه لا يوجد إنسان كامل يحصل على كل شيء، لو ركزتم على صور منزلهم سواء من الداخل أو الخارج، ستنتبهون إلى أنه بيت بسيط جداً حتى حضانة ابنته "والمريول التي كانت ترتديه" كله بسيط للغاية.

والأب الذي يذهب إلى الدوام يعني ذلك أنه موظف، لكن رغم ذلك خصَّص من وقته لأولاده.

الكثير من الآباء انشغلوا في أعمالهم حتى يستطيعوا توفير النفقات اللازمة لبيوتهم وأولادهم، ويعود الأب إلى البيت في قمة الإرهاق والتعب لدرجة أنه لا يراهم أصلاً ولا يود سماع أي صوت حتى يرتاح.

أكتب لكم هذا الكلام بسبب تجربة عشتها شخصياً، فالحياة أقصر مما نتخيل.

فوالدي توفاه الله وكان عمري لا يتجاوز الـ8 سنوات وما زلت أذكر يوم أن كان عمري 6 سنوات وذهبت أمي لحضور زفاف وتركتني مع أبي، وقتها أتذكر جيداً حينما قام والدي بتحضير بيض بالبسطرمة بنفسه وأكلنا معاً.

قد لا تكون لي العديد من الذكريات مع والدي، سوى هذا الموقف وموقف آخر كنا قد خرجنا فيه معاً ذاهبين إلى عمتي، لا أتذكر إلا هذين الموقفين؛ لأن والدي كان يشاركني فيهما شيئاً ما، أحاول دوماً تذكّر أية مواقف أخرى، لكن يبدو وكأن أحداً قد محاها من ذاكرتي تماماً.

أكتب لكم هذه الكلمات، حتى أقول لكل أُم أن تحشر أولادها بحياة أبيهم قدر المستطاع، اجعلي زوجك يشارك الأولاد أي أنشطة بكل الطرق الممكنة، يصطحبهم مرة للمدرسة أو لمعاد التمارين الرياضية، أو حتى يذهب معهم عند الطبيب، أو أن يذهبوا معاً لشراء الملابس أو حتى مستلزمات خاصة بك وبالبيت، يتغدّوا معاً، ولا تكون أقصى طموحاتك  أن يذهب بهم إلى جدتهم فقط؛ لأنه سيتركهم هناك لوالديه ويتسلل للنوم، أو يدعهم ليشاهد التلفزيون أو تصفّح تليفونه كالعادة، هذا إذا لم يتركهم هناك ويخرج مع أصدقائه.

وحاولي ألا تكوني معهم في كل نزهة أو مرة يخرجون فيها معاً، أغلب الأزواج في هذه الحالة يرمون المسؤولية على زوجاتهم ويتركون الأولاد مع أمهاتهم.

حاولي دائماً أن تكون هناك ذكرى في ذهن أولادك عن والدهم حينما يكبرون، حتى يتذكروه في دعائه دائماً، ويكون هناك صداقة وارتباط وثيق بينهم بعد الكبر.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
عفاف عادل
كاتبة مصرية
تحميل المزيد