هناك ألف طريقة أخرى غير الضرب.. هذه هي الطرق التربوية الصحيحة لعقاب طفلك إذا أخطأ

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/27 الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/27 الساعة 04:07 بتوقيت غرينتش
طفلة معاقبة

يستحق أطفالنا أن نجتهد من أجلهم لنصل بهم لأفضل النتائج سواء من الناحية الأخلاقية أو الاجتماعية أو التعليمية، فتربية الأطفال لا تعني ضربهم أو نهرهم -كما هو منتشر لدى بعض الأسر- بل تقوم على أن يعلم الطفل الفرق بين الخطأ والصواب بشكل يحافظ على كرامته وفي نفس الوقت كرامة المربي، أي احترام شخصية الطفل وعدم إهدار كرامة الوالدين.

يغفل كثير من الآباء والأمهات أن التعامل مع الطفل يجب أن يتم في إطار أنه إنسان ذو شخصية ناضجة، يحتاج إلى التفاهم معه والوصول إلى حلول تلبي احتياجاته في حدود المباح، فهكذا ينمو الطفل بشكل صحي وهو يقدر والديه ويشعر بحبهم له.

وهناك بعض المواقف الحياتية المتكررة التي تمر بها الأم مع أطفالها، تحتار فيها حول اتخاذ العقاب الصحيح دون أن يؤثر سلبياً على أبنائها، وفي نفس الوقت يساعد على علاقة صحية قوية معهم، وإليك عزيزتي الأم بعض أنواع العقاب الملائمة لطفل من سن 3 سنوات:

1– إذا قام أحد أبنائك بسبّ أخيه وأنت قد نهيتي عن هذا أكثر من مرة: فعليك أولاً استخدام تعبيرات وجهك بشكل يدلّ على الغضب واللوم وفي نفس الوقت حافظي على هدوئك الشخصي، هذا سيؤثر فيه جداً. الخطوة التالية إذا لم يتوقف فأخبريه بأنك حذرته من هذا الفعل كثيراً وهو لا يستجيب، ولذا سيتم عقد اجتماع أسري يحضره الوالد وأشقاؤه للتحدث عن ما فعله، ويتم وضع حدودٍ لهذا الأسلوب، هنا سيشعر بأن الأمر كبير وأنه أخطأ وعند عقد الاجتماع حددي له الأخطاء التي ارتكبها، ولكن التي تكررت أكثر من مرة فقط، وأنه أمام كل خطأ معيّن سيواجه عقاب، وأهم شيء أن العقاب من جنس الخطأ الذي ارتكبه وله علاقة به كما تقول التربية الإيجابية، واعلمي عزيزتي أنك أعلم الناس بما سيؤثر بطفلك وما هو العقاب الملائم.

2- ثانياً إذا لم يكتفِ طفلك بأهانة أخيه وقام بضربه: عليك التحدث معه بهدوء أولاً عن أن سلوكه لا يشبه سلوك الأطفال المهذبين الأذكياء، فالحديث حتى وإن بدا لا يؤثر في لحظتها، لكن كلمات الأم تبقى دوماً في ذهن الطفل لا ينساها، وبعدها حددي له عقاباً لا يتعلق باللعب مثلاً أو التنزه؛ لأن هذا قد يثير الغيرة في نفس الطفل، بل يكون عقاباً في صورة خدمات خاصة بالمنزل مثل تنظيف أحد الغرف، شراء طلبات المنزل الزائدة.

3– إذا كنتِ في نُزهة مع طفلك وقام بضرب أحد الأطفال أثناء اللعب: أول ملحوظة هي أنه لا يجب أن تبعدي طفلك عن الطفل الذي قام بضربه أو أن تلهي الطفل الآخر عما حدث له بلعبة أو بالنظر إلى مشهد يحبه، بل عليك أن تحثي طفلك على الاعتذار مباشرة، ثم توقفيه عن اللعب فترة بسيطة وتحدثينه بمفرده عن سلوكه الخاطئ وتوابعه عليه، مثل أنه لن يكون له أصدقاء أو لن يحترمه الناس، وإن استجاب مباشرة فيمكن مكافأته بشراء حلوى له وللطفل الآخر، واجعليه يقدمها بنفسه له ليرى نتائج سلوكه الجيد على الآخرين، أما إذا لم يستجب لك وأصرّ على إيذاء أصدقائه فأوقفيه عن اللعب، وأكدي أن الخطوة التالية هي الحرمان من التنزه مرة أخرى مع الأصدقاء.

وهناك بعض الأشياء التي يجب على الأم أن تلاحظها قبل أن تبدأ في عقاب أبنائها:

1- إذا كان طفلك قد مرّ بيوم شاقّ أو مختلف عن نمط حياته سواء -في المدرسة، حدوث شيء أدى إلى ارتباك نظام المنزل، غبتِ عنه لفترة- فيجب أن تعلمي أن هذا يجعل نفسية الطفل غير منضبطة وغير مستقرة، لذا عليك مراعاة هذا الأمر فأحياناً يقوم الطفل ببعض السلوكيات الخاطئة والهدف هو جذب انتباهك لشيء معين أو لأنه يريد أن تهتمي به قليلاً، أو سوء نفسيته.

2- الطفل إنسان في النهاية حتى لو كان صغيراً يتأثر بما حوله مثلنا تماماً، وعلينا أن نعي ذلك عند عقابه.

3- أسلوب التغافل هو الأسلوب الأنسب للأطفال حتى عمر العامين والنصف، فمثلاً إذا قام طفلك بوضع أصبعه في فمه فلا تستخدمي كلمات مثل: كخ، أنزل يدك من فمك، وكأنه سيطيعك أو حتى يفهمك، بل قومي بإحضار لعبة يحبها والعبي معه بها واجعليه يمسكها في يديه، وكرري نفس الطريقة كلما فعل سلوكاً أو عادة لا تعجبك، وبهذا سيقلع عنها بشكل أسرع من النهي المباشر.

وهكذا هناك أساليب عديدة يمكننا أن نتبعها مع أطفالنا لتربيتهم تربية صالحة دون ضرب أو نَهْرٍ أو إيذاء نفسي، فهدفنا من منع الضرب ليس دلال الطفل بل أن ينشأ بنفسية سليمة، بعدم الاعتماد فقط على النهي عن الخطأ بل بتعليم الصواب وهو مبدأ من مبادئ التربية الإيجابية.

ودوماً تذكري عزيزتي الأم أن هناك أملاً في أطفالنا فلا يجب أن نيأس منهم أو نحزن لأننا اتبعنا معهم أسلوباً خاطئاً، فليس هناك من لا يُخطئ المهم أن نتبع الأساليب الصحيحة مع أطفالنا حتى لو شعرنا بأن الوقت تأخر.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
إسراء شوقي
أخصائية تربوية
تحميل المزيد