كانت لشبكات المافيا الإيطالية لائحة شفهية لبروتوكولات القتل، تحدّد معاني القتل حسب طُرقه، فالخصم يُقتل شنقاً، بحبل رفيع، أو رمياً من نافذة عالية، أو إغراقا في النهر أو البانيو، أو ببضع رصاصاتٍ من رشاش حربي، أو رصاصة واحدة بكاتم للصوت. ولكل جريمة معنى: إبقاء الخيط أو قطعه أو إعلان حرب أو إنهاء حرب.. جريمة ذات معنى، أي ذات رسالة محدّدة إلى الجميع. فما هي رسالة السلطات السعودية في اختطاف الخاشقجي وقتله؟ الأرجح أنها تريد القول للعالم إنها استوعبت دروس العصر، القائلة باحتضار الحريات، وبهبوط أسهم الإنسان إلى حضيضٍ جديد؛ الجرائم المكرَّرة بحق شعوب وأفراد، لم يَعُد هناك من يحاسب عليها؛ وسورية واليمن خير مثال. الجرائم مغطّاة بالصمت، باللامبالاة، بالديماغوجيا، بل بالقتل نفسه.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.