حتى لا تقتل المدرسة روح الإبداع في أولادك.. هذه الأمور يجب أن يبتعد عنها الآباء

عدد القراءات
1,858
عربي بوست
تم النشر: 2018/10/08 الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/08 الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش
Tough day at school! Sad child near the blackboard indoors. Kid is learning in class. Complex math, arithmetic and examples. Numbers written with chalk on board.

 

مع مطلع كل عام دراسي تكثر الشكاوى حول الواقع المدرسي والأجواء السلبية التي حكمت المدارس منذ عقود عقلية الإدارة والمدرس لا تصلح لهذا المكان؛ لأنها لم تتواكب مع متغيرات الواقع والبيئة، وما حصل من قفزة في عالم الصناعة وسهولة الحصول على المعلومة.

خالد يفكّر بمحمد الابن الصغير الذي سيحمله بعد الأيام إلى مقاعد الدراسة، وهو الآن يحمل همّاً كبيراً كيف سيدخله المدرسة مع كمية فظاعة وسلبية سمعها من إخوانه الذين سبقوه في مقاعد الدراسة وهو على مدار أعوام مضت يراهم منكبين على الدفاتر والأوراق يكتبون أو يحضرون واجباتهم فلا وقت للعب في أيام الدراسة، وإن كان اللعبُ فهو على حساب الواجبات والتحضيرات المدرسية ليتلقون بعدها صفعة على وجوههم أو وجبة من الإساءة التي تقلل من كرامتهم لأن من علمني حرفاً ملكني عبداً، ففي بلداننا كل شيء على حساب كرامتنا حتى التعليم، ولا ضير بعدها أن نعيش بلا حرية فنحن رُبّينا على العبودية في مناهجنا الدراسية.

 

تتسارع الأيام ليبدأ اليوم للعام الدراسي الذي سيجلس فيه محمد لأول مرة في مقاعد الدراسة المرحلة الأولى للأطفال عجيبة غريبة أذكر حينها عن نفسي بقيتْ أمي على مدار شهر تأتي المدرسة وترجع فإذا غفلت عنها صرخت أو خرجت من المدرسة إلى أن استقريت بعدها وأصبحت طالباً أذهب إلى المدرسة بمفردي، لكن كان كل هذا بوسائل مبدعة ولطيفة من أمي حفظها الله.

نعود إلى خالد، والد محمد، وقصته مع اليوم الأول لقد بدأ بحق العام الدراسي أحضرنا احتياجات محمد الدراسية من حقيبة وملابس وقرطاسية كل شيء جاهز لكن يا ترى هل محمد جاهز ومستعد نفسي للدخول إلى هذا العالم، أسئلة كثيرة لا تخطر على بالنا قبل أن نرسل الأبناء إلى المدارس منها الاستعداد النفسي وبناء الصورة الإيجابية عن المدرسة ورسائل تحفيز عن العلم لا يتلقاها الأبناء من البيت ولا من المدرسة، لينكبّ على وجهه في أول يوم دراسي ويرى نفسه وسط العشرات من الأولاد لا يعرفهم وربما لا يودّ مصاحبتهم.

على كل حال نحن في صباح اليوم للعام الدراسي محمد الذي كان يستيقظ في العاشرة صباحاً بدأ يستيقظ في السابعةِ، لقد تغير كل شيء.

أصبح لسانُ حالهِ: أي جحيم هذا الذي يمنعني من النوم ويجعلني أستيقظ مبكراً للحاق بطابور الصباح وخوفاً من العقوبة في حال تأخري عن بداية الداوم.

 

وأخيراً تناول محمدٌ طعامه وجهز حاله وقامت أمه بترتيبه وتصفيف شعره فهو رسولها وممثلها ومدى الاهتمام به ينعكس بشكل كبير على سمعتها، ركب محمد السيارة متوجهاً إلى المدرسة لأول مرة في حياته بعدما حاول أن يستعد لها رغم كل السلبية التي سمعها عنها لكنها شرٌ لا بُدّ منه.

دخل محمد المدرسة ليبدأ مشواره الجديد في الحياة هنا دخل خالد والد محمد إلى المدير والكادر التعليمي ليهنئهم ببداية العام الدراسي، فبعد التهنئة قال لهم: لقد أتيتكم بآخر أولادي محمد سيكون طالباً في مدرستكم لكني أطلب منكم أموراً:

1- لا تقتلوا إبداع أولادنا فحافظوا على الإبداع الذي يمتلكونه وإن كُنتُم لا تستطيعون تطويرها أبلغونا لنطوره أو نتعاون معاً على تطويره.

2- لا ترهقوهم بالواجبات والتحضيرات راعوا راحتهم وأوقات ألعابهم وعلاقاتهم الاجتماعية.

3- لا تهدروا كرامتهم وحريتهم علّموهم بطعم الكرامة والحريّة لكيلا يكونوا عبيداً مثلنا في المستقبل، قدسوا الحرية واجعلوها كذلك في نفوسهم.

4- لا تبخلوا عليهم بكلمة ثناء أو تشجيع أو تحفيز فقد يكون أحدهم حاملاً لواء الإصلاح وإنقاذ الإنسانية.

5- لا تبخلوا عليهم من تجاربكم ومهاراتكم التي تنفعهم في حياتهم، مدّوهم بأجملها وأنفعها.

6- لا تجعلوا أجمل لحظة في حياتهم هو انقضاء العام الدراسي بل اجعلوا العام أجمل ونهايته محزنة عندهم.

7- لا تجعلوا المدرسة قفصاً لمصادرة الحريات والآراء، بل اجعلوها مصدراً لتهذيب أفكارهم وبلورتها لتكون مشاريع في حياتهم.

 

بعدها سنقف نحن وأبناؤنا ونرفع لكم القبعة شاكرين ممتنين لجهودكم وبذلكم في ترقية أبنائنا.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

حارث العباسي
كاتب وتربوي عراقي
حارث العباسي إعلامي وتربوي مهتم بالقضايا الفكرية والتربوية والأدبية عملت مقدم برنامج في فضائية نينوى الغد الفضائية أعمل مدرس لغة عربية في مدرسة أمل نينوى العراقية إسطنبول بكالوريوس تربية علوم قرآن جامعة الموصل أدرس ماجستير طرائق تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
تحميل المزيد