وكأن عقارب الساعة تدق في أذني.. أنا مريضة بالأرق العنيد

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/25 الساعة 07:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/25 الساعة 07:35 بتوقيت غرينتش
Vector illustration of a young man lying in his bed, trying to sleep. His eyes are open and he is looking desperate and exhausted. In front of him is an alarm clock and sleeping pills. The bedroom is brightly lit from the moonlight and the city lights outside the window.

فترة ما قبل النوم أو دعوني أسميها فترة العذاب الذهني بالنسبة لمن يعاني من الأرق، تلك الدقائق الكثيرة والطويلة التي تصل أحياناً إلى ساعات التي تسبق الاستغراق في النوم كيف تمر ببطء هكذا؟!

أشعر بأني أسمع دقات عقرب الثواني في تلك الساعة بوضوحٍ شديد، فأقوم من فراشي متجهة إلى تلك الساعة لأنزع البطاريات منها بعنف ساديّ شديد! وأحسب أنني انتصرت وأني ذاهبة لأنام الآن فأنا متعبة جداً.

ها أنا أغمض عيني لأنام، أريد النوم لكني لا أستطيع، أحاول جاهدة أن أغمض عيني، وأغمضها فعلاً لكني مستيقظة ومنتبهة.

أسمع دقات قلبي، أسمعها عالية تكاد تصيبني بالجنون أو الصداع أيهما أقرب،

أحاول أنا أصرف انتباهي لشيء آخر حتى أستطيع النوم.

فأسمع أطفال الجيران وهم يلعبون، أسمع خطواتهم، بل خطوات كل واحد منهم على حدة، وصراخ أمهم عليهم ليناموا، فيسكتوا ويدخلوا للنوم ويسود الهدوء الذي أرجوه لأنام.

فتمر برأسي أفكار كثيرة جداً، هي لا تمر فقط، أعتقد أنها أحبت رأسي جداً فأستقرت وأقسمت ألا تتركه! ليس أفكاراً فقط بل وخطط ليس ليوم غدٍ فحسب بل لسنوات قادمة.

أحياناً حتى أفكر للآخرين، هذا الذي يمر بمشكلة ما وتلك التي يئست من حل هذا الأمر، كأنه لا يكفيني ما يمر برأسي من أفكار وأمور اخترعتها قبل النوم.

أفكار وخطط لا تأتيني إلا قبل النوم لتسرقه من عيني، وفي كل مرة أصاب بهذا  الأرق اللعين تعجبني هذه الأفكار وأنبهر بها وأكملها حتى النهاية، لكن وللأسف تلك الأفكار الرائعة لا أتذكرها في صباح اليوم التالي، أتذكر فقط الصداع الذي أستيقظ به، صداع لا يأتي إلا لمُدمن نوعاً ما من الخمور الثقيلة.

أحاول أن أنام، لن أيأس أتقلب يميناً ويساراً كقطعة "استيك" مشوية بجانبها بعض البطاطس المهروسة بهذا الصوص الجريڤي، أعتقد أن هذا اسمه همممم… هل أنا جائعة؟! يا الله فلتنامي فلتنامي.

ها أنا الآن أكلم نفسي وأوبخها بل أصرخ فيها فقط لتتركني أنام، يا الله كم أنا متعبة!

أقرأ القليل من القرآن وأستغفر لكن بلا فائدة، هذا الأرق العنيد لا يفارقني.

كم أغبط هؤلاء الذين يضعون رأسهم على الوسادة فيستغرقون في نومٍ عميق ويصبحون في عالم الأحلام.

يا تُرى بم يشعرون؟ هل يستشعرون أصلاً حجم تلك النعمة التي بين أيديهم.

كم أشعر بأنني أفوّت متعة كبيرة بأن أكون مثلهم، بأن أستسلم للنوم فأنام، فقط أقرر أن أنام فأنام، كم هي نعمة عظيمة أن أنام دون أن تمر -أحياناً- الساعات وأنا مازلت أفكر متى سأنام.

لماذا أشارككم هذه المأساة الآن وأكتب هذا الكلام؟! نعم.. نعم كما توقعتم لا أستطيع النوم. الساعة الآن الثانية صباحاً يوم الأحد ٢٧/١/٢٠١٨.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مريم كامل
طالبة مصرية
تحميل المزيد