نيك فيوتتش.. الرجل الذي من دون ذراعين ولا قدمين وأصبح أباً لأربعة أطفال

عدد القراءات
1,141
عربي بوست
تم النشر: 2018/09/25 الساعة 07:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/26 الساعة 05:55 بتوقيت غرينتش

هل الحياة تعطي لنا الأمل على طبق من ذهب أم نحن من نصنعه لأنفسنا؟ هل الأمل مثل المطر له نفع وضرر وله خير وشر؟

مثل انتظار النملة أن تحرك حجراً يصبح هذا الأمل سراباً، هل كل هذا التقدم أتى من شيء واحد فقط هو الأمل؟ الحياة بنظرتنا هي عبارة عن شهيق وزفير، لكن الحياة الحقيقية هي من نصنعها لأنفسنا ليست ما تصنعه لنا الحياة.

الحياة تقدم لنا الأدوات فقط لربما نقول شيئاً خطأ لنتأكد ونعرف كل إجابة كل شيء يدور بداخلنا مع نيك فيوتتش الشخصية التي حولت الخيال إلى واقع وليس الواقع إلى خيال.

وُلد فيوتتش دون حياة، دون الأشياء التي تصنع له الحياة، فاقداً أجزاء من جسده، بالطبع لم يعش حياة طبيعية مثلنا، هذا أتى بداخلنا الآن لكن لنعرف هل يعيش أم لا أم لم يكمل حياته وينتحر؛ لأن حياته لم تعجبه إنه الشخص الوحيد في أسرته من دون أطراف، بلا ذراعين بلا ساقين، وهو الابن الأكبر لهما، منع الدخول المدرسة بسبب القانون الذي يمنع أصحاب الإعاقات من الالتحاق بالمدارس فيما بعد التحق بالمدرسة لأنه تم إصدار قانون السماح للمصابين بتشوهات خلقية بالالتحاق بالمدرسة وتعرض للكثير من حالات الإحباط واليأس والاكتئاب والوحدة والخوف خلال فترة صغره، ونتيجة هذا كان يخطط للانتحار في عمر الثامنة وتم تنفيذ خطة الانتحار في عمر العشر سنوات، حاول أن يغرق نفسه في حمام السباحة لكنه تراجع عن قراره.

ومن هذه اللحظة بدأت حياته والذي ساعده في تخطى الصعاب أهله، خاصة ووالدته، عرضت عليه صوراً لرجل مُصاب بعجز حاد وهو يتعامل مع إعاقته بكل سهولة بصبر وتحمل، ما جعل الدهشة تدفع عقله والأمل ينير بداخله بأنه ليس الشخص الوحيد بهذا الكون لديه كذا، خيّر نفسه بأن

يلجأ إلى الاستسلام أو التحدي.

اختار التحدي حيث إن الحياة مغامرة ومن يقبل بالمغامرة يقبل التحدى أنه قرر أن يتعلم الكتابة والحاسوب ولعبة التنس والعزف على الطبل والاهتمام بنفسه وعنايته بمظهره، كما أنه تعلم السباحة في سن السابعة عشرة تمكن من تأسيس منظمته غير الربحية بالتعاون مع جمعيات الخيرية وحملات العجز والإعاقة، وسُمّيت منظمته "الحياة دون أطراف"، ثم انتقل إلى جامعة جريفيث ليدرس المحاسبة، ويقول فيوتتش: "سبب ما عليه من هذه الإعاقة وهنالك دائماً سبب لما أنت عليه الآن من سوء".

تم ترشح إلى جائزة "الشاب الأسترالى للعام"، ولها شعبية واسعة في أستراليا، وتخرج فيوتتش في الجامعة ثم بدأ ينتقل حول العالم ليتبنى قضايا المراهقين ويتحدث عنها، ونشر أعماله ومشاريعه الخيرية من خلال برامج والكتابة، ونشر كتابه الأول الذي سماه "الحياة دون أطراف"، وسوّق أفلامه عن حياته الشخصية في المنزل، وسوّق فيلم "دون أرجل دون يدين دون قلق".

كما أنه عمل في مجال الأفلام القصيرة، وحصل على جائزة أفضل ممثل في أفلام قصيرة أصدر أغنية بصوته تدعى door post film projects

something more

 بل لم يكتفِ بكل ذلك وتزوج من فتاة تدعى كانا مياهارا ولديهما أربعة أطفال من دون أي إعاقات، ويعمل رئيساً لإحدى شركتين بمجال الاقتصاد ولديه شهادات في المحاسبة وإدارة الأعمال، إنه شخصية عظيمة وفخر لأهله ولأصدقائه وبلده.

الأمل مثل ضوء الشمس الذي يعمّ المكان ليمحو ظلمات اليأس، إن المحن تجلب لنا الأوفياء وتقتل كل شيء مزيفاً، وعندما تتواجد العزيمة والإصرار

يصبح لكل حجر تراب، إن الأمل يجعلنا مثل الشمعة المضيئة دائماً مهما جاءها من رياح وعواصف، واليأس يجعلنا مثل عود الكبريت المطفأ، الفرق بينك وبيننا أن عقلك يقودك لكن نحن أجسادنا تقودنا.

الخدعة التي نعيشها ونربيها في أجيالنا الماضية والحاضرة والمستقبلة وفي أنفسنا هي أن الحياة تختار لنا كل شيء وكأننا نحن المشاهدين ليس لنا أي دور بهذه القصة غير التقييم فقط، إذاً لماذا الله سيحاسبنا؟! لكن نحن نريد خداع أنفسنا وأن كل شيء يحدث بحياتنا نتيجة اختياراتنا، وحياتنا ملك أنفسنا ليس ملك أيدٍ أخرى سوانا. فالأقدار تمثل نسبة صغيرة في حياتنا والاختيارات تمثل النسبة الكبرى، يمكن للكلمات أن تكون عاجزة في بعض الأحيان أن تصف شيئاً معيناً؛ فعندما تجتاز الأفعال كل المعاني يصبح الكلام ليس له قيمة ولا فائدة.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
ندى عويس
طالبة جامعية
تحميل المزيد