في كلّ يوم نجد أن الحياة بدأت تتقلب ربما تنعكس عن الماضي! أحياناً تختلف كثيراً عن اليوم المنقضي، لا أعلم إن كان الزمن يتغير بسرعة أم أنه ثابت. نحن من نتغير فقط! الأسئلة كثُرت في مخيلتي، أحاول جادّة أن أبحث عن أجوبةٍ من شتى الطرق!
عندما ننظر لهذا العالم الذي أصبح يحيط بنا كما ليس من قبل؛ بنظرةٍ تطلُ على عالمٍ أوسع احتوته التكنولوجيا
التي استوطنت عقولنا بطريقة إيجابية وسلبية، لكنّ ذلك يرجع إلى طبيعة كلّ شخصٍ منّا وإلى الذات نفسها.
حيث نجد أنّ العالم الافتراضي قد فرض نفسه علينا دون أن نعي خفاياه، وبدأت عقول الشباب تنحاز إليه، لتوثق حياتهم عبر هذه المواقع وكأن الحياة الحقيقية قد دفنت وأصبحت لا قيمة لها!
لنجد أنّهم يوثقون اللحظات الحزينة أكثر من السعيدة، ويعكسون شعورهم الداخلي على جميع المواقع وبالوقت ذاته.
القرن العشرون قد كشف حقائق كثيرة، باتت تعصف في الذاكرة وتضجّ بكلّ أنواع الدراسات الحديثة التي تسلط الضوء بالأكثرِ على قضيةِ الانتحار! رغّم أنها ليست قضية حديثة العصر، بل منذ القدم وجدت وحدَثت، لكنّ هذا العصر بدأ يفسرها بقضايا عدة قد جعلت من أغلب الأشخاص في العالم يتوسلون إليها كعلاجٍ لكلّ أنواع المشاكل التي يواجهونها ربما حتى بما يشعرون!
مشاكل الحياة وازدياد همومها جعلت من كثير من الأشخاص يفقدون السيطرة على أنفسهم، يلجئون إلى الهروب من هذا الواقع، لا يهمهم ماذا سيحدث بعد؟ ما هي العواقب؟ هذه الأسئلة لو طرحت على طاولة أي مشكلة عابرة، واستخدمت النقاط على الحروف بدقةٍ متناهيّة، لما حلّت علينا المشاكل واستوقدت نار نتائجها.
لكنْ هناك أسئلة كثيرة بدأت تُطرح:
– لماذا يصل أحياناً كثير من الأشخاص إلى عدم القدرة على التركيز في العمل والضجر أحياناً وخلق كثير من المشاكل والأعذار لتركه؟
– لماذا يفقد القدرة على النوم ويصبح في حالة أرق دائم وحياة منقطعة عن كثير من الأشخاص المقربين ويصبح في عزلة تامة؟
– لماذا يشعر باليأس والتشاؤم وبنوع من التّوهم والتعب الكبير والقلق المستمر؟
– لماذا يفقد القدرة على اتخاذ القرارات ولا يجيد ما يفعل؟
هذه الأسئلة لست أنا من يطرحها فقط، هي تطرح نفسها بنفسها وهي من أهم الأمور التي يعاني منها البعض في هذه الأيام!
بدأت أبحث عن السبب الرئيسي لبعضها ربما أغلبها كقارئة لمختلف المجالات، إضافة إلى أنّي أهتم ككاتبة ليس فقط في الكتابة الأدبية بل النفسيّة كاجتهاد رغّم أنّه ليس من تخصصي.
فمن خلال قراءتي لرواية "ڤيرونيكا تقرّر أن تموت" لمؤلف الرائعة العالمية "الخيميائي" (پاولو كويليو)، وجدت أن هناك مادة اكتشفت مؤخراً هي السيروتونين، حيث تحدّث الأطباء عنها بأنها واحد من العوامل المسؤولة عمّا يشعر به الإنسان.
"فالنقص في السيروتونين يضعف لدى المرء قدرة التركيز على عمله، وعلى الأكل والاستمتاع بأموره الشخصية. عندما يفتقر إليها كلياً، يشعر باليأس والتشاؤم وبنوع من التوهم والتعب الكبير والقلق، وصعوبة اتخاذ القرارات ما يؤدي به إلى كآبة مستدامة قد تدفعه إلى فتور تام، أو إلى الانتحار.
ويقول بعض الأطباء المتحفظين الآخرين إن أي تغيير جذري في حياة المرء من شأنه أن يؤدي إلى الكآبة، كالانتقال إلى بلد، أو فقدان شخص عزيز، أو الطلاق، أو تفاقم الاحتياجات في العمل أو في العائلة. وتشير الدراسات الحديثة، المبنّية على أساس إدخال المرضى خلال الشتاء والصيف، إلى أن النقص في التعرض لأشعة الشمس هو أحد أسباب الكآبة."
ما أريد أن أقدمه هو تقبل الواقع بخفةٍ ومحاولة السير على جميع ما يحدث معنا بروحٍ متأنية، وبعقلٍ يستقبل كل الأحداث بتسلسلٍ منتظم، للوصول إلى حياةٍ تسكن قلوبنا براحةٍ وأمان!
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.