عقلها ليس تافهاً كباقي الفنانات.. لهذه الأسباب وأكثر أنا أحب هند صبري

عدد القراءات
537
عربي بوست
تم النشر: 2018/09/19 الساعة 08:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/20 الساعة 09:18 بتوقيت غرينتش

قد تكون مسألة شخصية لا تخص أحداً عندما أقول إنني أحب هند صبري لأنها تشبه حبيبتي في ملامحها.. في رسمة ضحكتها بالتحديد.. وشعرها الأسود القصير.

صحيح.. تغيرت حبيبتي ووقعت في حب شاب آخر، لكن بقيت هند صبري في خيالي كما هي،  كأنها الصورة الطيبة التي تذكرني بالعهد الجميل مع هذه الإنسانة التي أحببتها، فلم تصبح مجرد ممثلة  كل ما يربطني بها أدوارها التي تقدمها على الشاشة، إنما امتدت العلاقة إلى ما هو أعمق، فصارت رؤيتها على الشاشة تحمل الكثير من الشجن لي، وتستحضر معها رؤى وخيالات وأصداء ذكريات ومشاعر تتواثب في صخب وهدوء معاً في داخلي.

هذه هي المسألة الشخصية.. هذا ما تفعله هند صبري في وجداني؛ لذلك أحبها.

أما المسألة العامة فهي تتعلق بأن هند هي الوحيدة في جيلها التي قدمت كل الأدوار، من الكوميدي إلى التاريخي وما بينهما.

وهي الوحيدة الأجرأ بين كل زميلاتها، سواء في اختيار أدوارها، أو لمغامرتها في اقتحام وطرق أبواب جديدة قد تأكل من نجوميتها، لكنها لا تضع ذلك في أولوياتها، فهي تبحث عن مزاجها فيما تقدمه أولاً، ثم يأتي بعد ذلك مزاج شباك التذاكر وعدد المشاهدات.

تقنعك هند صبري إذا كانت "يسرية" الموظفة الشعبية التي قضى الزواج والحمل على أنوثتها، وزوجها ميت المشاعر الذي طمس كل معالم الشاعرية والرومانسية في حياتها، أو إذا كانت فتاة مراهقة تنفجر بالأنوثة، حالمة شاعرية في دور "جميلة" الذي قدمته في فيلمها الأول "مذكرات مراهقة".

ليس ذلك فقط.. فإن نشأتها كتونسية لم تمنعها من أداء دور "كريمة" الصعيدية في فيلم "الجزيرة"، أو البنت المخربشة الشعبية مع ظلها الأنثوي الناعم في شخصية "حورية" في فيلم "إبراهيم الأبيض".

تستطيع كمتفرج بكل سهولة أن تضع مسافات واضحة بين كل الشخصيات التي قدمتها هند صبري طوال مشوارها؛ لأنني أعتقد أن هند وضعت مسؤولية كبيرة على عاتقها، هذه المسؤولية هي الاهتمام بقضايا المرأة وحقوقها، فهي تختار شخصياتها على حسب قضيتها، بل وعلى حسب جرأتها؛ لأن هند بطبعها متحدية وطموحة، ربما لأنها برج العقرب.

لقد اختارت هند بعناية أدواراً تساند المرأة في محنتها التي تعيشها في مجتمعنا، مثل دور الفتاة المصابة بالإيدز في فيلم "أسماء"، أو المصابة بالسرطان في مسلسل "حلاوة الدنيا"، أو حتى في تطرقها إلى بعبع العنوسة الذي يطارد كل فتاة بمجرد أن تتخطى الخمسة وعشرين عاماً دون زواج في مسلسل "عايزة أتجوز".

لذلك تعجبت كثيراً من تكريم منى زكي في مهرجان أفلام المرأة بأسوان في دورته هذا العام لأدوارها التي اهتمت بقضايا المرأة، وتجاهل تكريم هند صبري الأبرز في هذه الأدوار.

ما يميز هند صبري أيضاً هو أنها فنانة مثقفة واعية، لذلك لا تستطيع إلا أن تحبها، أو على الأقل لا تكرهها، وهذا واضح من دقة اختياراتها، أو حتى من حواراتها التلفزيونية؛ إذ تشعر وهي تتكلم أنها ممتلئة ثقيلة، صاحبة وجهة نظر بعكس باقي الممثلات؛ فأغلب الممثلات عندنا بلا وعي بلا ثقافة تافهات للأسف، وهذا يظهر بوضوح إما من خلال أعمالهن وإما من أي حديث صحافي أو تلفزيوني يظهرن من فيه، لذلك لهذه الأسباب وأكثر أحب هند صبري.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
محمد محمود ثابت
صحفي مهتم بالسينما
تحميل المزيد