لماذا قامت العديد من المدارس الأميركية بتطبيق عقاب الضرب على طلابها مجدداً؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/17 الساعة 14:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/18 الساعة 10:39 بتوقيت غرينتش
This is too hard

في طفولتي حين كنت أقوم بعمل خطأ أنال عقاب أبي أو أمي.. قد يكون ذلك بالكلام.. وقد يكون العقاب بالضرب

وبالنسبة لي ولملايين السنين ومئات الأجيال البشرية كان هذا طبيعياً.. تأديب الأطفال بالعقاب اللفظي أو الجسدي.. طبعاً بأسلوب منطقي وليس مبالغاً فيه.. لوم أو ضرب بسيط

ثم ظهر علينا أصحاب النظريات النفسية.. يقولون رأياً بدون أي تجارب علمية.. يقول إن ضرب الأطفال ضار بالصحة النفسية! ويخرّج أطفالاً معقدين! وإلى آخره من الكلام

ومعه خرج علينا كل شخص لديه عقدة نفسية أو مشكلة أو فشل.. ليقول إن سبب عقدته النفسية هو أن أباه ضربه وهو صغير!

وكنت أسأل نفسي.. طيب ما أنا أبويا ضربني! هل يعني هذا أن كل أجيال البشر منذ فجر التاريخ خطأ؟ هل الكلام عن الضرب غير المبرح في الإسلام خطأ؟

والأستاذ الخبير النفسي هو الذي على صواب؟ رغم أن أغلب أبحاثه مشكوك فيها.. ونتيجة كل بحث تختلف حسب طريقة السؤال وطريقة اختيار الأشخاص الذين يجري عليهم البحث وزمان ومكان البحث.. إلخ

لو أجرى البحث على شخص مصري  يقف في طابور الشهر العقاري.. سيختلف الأمر لو أجراه على نفس الشخص أثناء وقوفه في طابور السينما!

هذا فضلاً عن تمويل هذه الأبحاث الذي يحدد النتيجة حسب مزاج منظمات المرأة أو الطفل أو المثليين أو الاتحاد الأوروبي أو التمويل الأجنبي أو تيار سياسي أو ديني أو.. أو.. أو!

وظهر معهم اتجاه تدليل الأطفال.. تحت شعار تقوية الثقة بالنفس.. ليل نهار.. يقول للطفل.. أنت رائع.. أنت متميز.. لا يوجد مثلك ! you are special!

مما ظهر معه أجيال من الأطفال المدللين أنانيين.. يحبون أنفسهم فقط! يعيشون في وهم سوبر مان والأميرات والبطل والمرأة الخارقة! ويصابون بالكسر والانهيار حين يواجهون الحياة الحقيقية وصراعاتها وآلامها!

اليوم رأيت خبراً في مجلة التايمز الأميركية يقول إن مدرسة تنمية الإبداع في ولاية جورجيا الأميركية تطبق نظام العقاب الجسدي للطلاب والطالبات في المدرسة.

واكتشفت أن هذه ليست المدرسة الوحيدة.. بل هناك اتجاه للرجوع إلى العقاب بالضرب في المدارس الأميركية في الكثير من الولايات الأميركية.. وهو مسموح به اليوم قانوناً في تسع عشرة ولاية أميركي!! يعني حوالي ٤٠% من الولايات المتحدة الأميركية!

هذا يجعلنا نفكر ونتذكر أنه ليس كل النظريات الغربية التي يتم فرضها على عقولنا صحيحة.. والكثير منه مشكوك به.. خاصة لو تعارضت مع قيم وعادات محلية عمرها آلاف السنوات.

وهذا ينطبق على ما يسمى العنف ضد المرأة أو الطفل.. وختان النساء أو الرجال.. التربية والصحة الجنسية.. إلخ.. إلخ.. إلخ

ومن يتعذر ويتحجج أن عقدته النفسية وفشله كان بسبب أن أباه ضربه وهو صغير.. يجب أن يعرف أنها حجة فاشلة، لأن هناك الملايين ضربهم أبوهم أكتر منك.. وهم اليوم أشخاص ناجحون وطبيعيون ورائعون!

أو مثلاُ امرأة فاشلة في الزواج وتقول إن هذا بسبب الختان! هناك ملايين البشر سعداء في حياتهم وزواجهم في كل شعوب إفريقيا وآسيا وأوروبا رغم الختان!

كما أن هذه المنظمات والحكومات التي تتاجر بهذه النظريات  تستعمل قصصاً شاذة وأحداثاً فردية مبالغاً فيها لإقناعنا بخرافة.. إن هذه الهيئات والمؤسسات تحب وتحافظ على أبنائنا وزوجاتنا وأهلنا أكثر منا! خرافة ثبت خطؤها!

إلغاء الضرب خطأ كما أن الضرب المبرح خطأ.

ليس كل ما يقوله لك الغرب "الخواجات" صحيح! خاصة لو كان يخالف تقاليدنا وديننا!

هذه بعض المصادر التي اعتمدتُ عليها:

The law on smacking children

Georgia School Brings Back Paddling as a Form of Punishment for Its Students

Corporal Punishment in U.S. Public Schools: Prevalence, Disparities in Use, and Status in State and Federal Policy

Why Some Women Choose to Get Circumcised

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
خالد عمارة
أستاذ جراحة بكلية طب عين شمس
تحميل المزيد