خطأ واحد قد يدمر سنوات من حياتك.. لماذا قد يكون خوض التجارب سيئاً لنا؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/14 الساعة 08:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/14 الساعة 08:52 بتوقيت غرينتش
man gets a shock with his home improvements

"من يدخل الطريق بلا مرشد سيستغرق مائة عام فى رحلة لا تحتاج سوى يومين". جلال الدين الرومي

جميل أن نتعلم من أخطائنا، فهذا دليل على أننا قادرين على وضع أهدافنا قيد التنفيذ، نجرِّب ونخطئ ونتعلم، والخطأ يُمكننا من تجربة مختلف الاستراتيجيات، للوقوف على أفضل السبل لتحقيق ما نرجو تحقيقه، ولكننا نُهمل المضار المترتبة على نظرية التجربة والخطأ.

أولها تضييع الوقت، ننسى دائماً عامل الوقت بمحدوديته، لن يكون لديك الوقت الكافي لتحصل على كل الإجابات بمفردك، لتمر بكل التجارب، لتختبر كل السبل؛ لأنه قد يمتد الخطأ الذي تقع فيه ليشمل سنوات من حياتك.

وثانيها الشعور بالألم المترتب على تكرار الخطأ، فينال منا التعب دون أن نصيب شيئاً، هذا الشعور يقف عائقاً يمنعنا من متابعة العمل على أهدافنا، فنتجنب المحاولة خوفاً من تكرار الفشل.

وإن أفضل طريقة لتحقيق ما ترجو تحقيقه، هي أن تعثر على قدوة ما، شخص تمكّن من تحقيق ما تصبو إليه، وأن تحاول التعرف على المعرفة التي كان يملكها والتي خولته النجاح، وكيف كان يفكّر، وما السبل التي وطئها فمهدها؟ إن هذا لن يزيد من فعاليتك وحسب، بل سيوفر عليك الكثير من الوقت، ويجنبك سقطات الفشل.

الناجحون لم يسقطوا على قمة جبل النجاح فجأة، لكنهم أنفقوا سنوات من عمرهم فى استكشاف الطرق المفضية إلى الغاية التي يريدون، مُحمّلين بتجارب من سبقهم، فبالاعتماد على معرفتهم وتجاربهم لن يكون عليك اكتشاف العجلة من جديد، بل يمكنك تحسينها فقط أو إعادة اكتشافها.

حدد ما تريد عمله في حياتك، قد يكون مشروعك الذي تريد تنميته، كتابك الذي تريد تأليفه، موسيقاك التي بداخلك تتوق للخروج، وما إن تقرر العمل حتى تبدأ بالبحث عن قدوة، هذا المستشار الذي سار على الدرب قبلك، اسأله النصيحة، أن يسدى إليك يداً، أن يدعمك، اعمل لديه دون مقابل، تعلَّم منه، اقرأ كتبه، حاصره حتى تتعلم، ولا تقف فى ركن تنتظر أن يأتي هو إليك ليساعدك في اجتياز ما تريد وتحقيق ما تنشد، بل اذهب أنت إليه واطلب المساعدة، وهذا لن ينتقص من قدرك شيئاً، بل ينتقص منها سكوتك عن عجزك.

من المفترض أن تعاون مثل هؤلاء الناجحين معك سيكون صعباً، لكن بمقدار الصعوبة ستحصد نتائج عظيمة، وتأكد أنك لن تحصل على شيء ما لم تدفع ثمنه، وبمخالطتك إياهم تصيبك عدواهم، فإن من لا ثقة له بنفسه قد يأنس إلى من له ثقة كبيرة بها، وإن الضعيف غير القادر على تحمُّل الآلام يكتسب شجاعة برؤية قدرة وشجاعة غيره.

وأخيراً قد تحتاج مساعدة ممن قد غادروا الحياة، وهنا يأتي دور الكتب، هذه الكتب التي خلفوها تخفي داخلها مخططات الطرق المختصرة، تحوي خريطة الكنز، عامل الكتاب كما لو كان صاحبه، تحدث معه، استدعيه في كل مرة تحتاج فيها إلى المساعدة. وإذا ما بقيت تتعقب نهج الناجحين وقمت بما قاموا به فلن يحول أي شيء دون حصولك على النتائج نفسها، وحين يكون الطالب جاهزاً، سيظهر الأستاذ إلى الوجود.

 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علي محمد علي
مهندس وكاتب مصري
تحميل المزيد