الإسلام السياسي في العراق.. إما السلطة أو الفوضى والاقتتال!

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/09 الساعة 09:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/09 الساعة 09:52 بتوقيت غرينتش

المنظور الآخر من العملية الديمقراطية في العراق بالنسبة لأحزاب الإسلام السياسي التي تربعت على عرش السلطة منذ الاحتلال الأميركي في عام 2003 وإلى يومنا هذا هي إما نحن أو الفوضى والقتال الداخلي بين أبناء الشعب الواحد، ويبقى السياسي يراقب المشهد من مكان مرتفع ويصرح بتصريحات استفزازية حينما يلاحظ أن الوضع بدأ يهدأ ولم تحقق مطامحة إلى الآن فيزيد الطين بلة بكلام طائفي عن أحقية المكون الفلاني بالسلطة أو الحكم ليزيد شعبيته ويكسب أكبر جمهور من الجهلة والأميين الذين يكونون داعمين له في مسيرته ويحصل على ما يريد.

الكلام أعلاه ما هو إلا عن تجربة 15 سنة من حكومات المحاصصة الحزبية والطائفية، وليس مجرد تنظير مني، فالتجربة تقول منذ أيام الحكومة الانتقالية بزمن الدكتور إياد علاوي وبعدها إلى الجعفري اشتعل سعير الحرب الأهلية الطائفية، وأصبحت مناطق بغداد عبارة عن تكتلات بشرية على أساس الدين والمذهب تفصل بينها الكتل الإسمنتية، ولا ننسى ضحايا هذه الحرب التي لم تخرج إلى الآن إحصائية رسمية توضح عدد ضحايا هذه المرحلة التي أصبحت بها كل أيام الأسبوع دامية، أقول هذا الكلام للتذكير فقط.

 

حينما تولى نوري المالكي الحكم بعد فوز حزب الدعوة في الانتخابات الديمقراطية اتجهت الأوضاع الأمنية إلى الاستقرار، حيث بدأ بفرض القانون وقيامه بصولة الفرسان وتشكيل الصحوات وتسليح العشائر، ما كان هذا إلا حل مؤقت لأن السلاح لا يزال في الشارع وبدلاً من أن يكون بيد عصابات وجماعات مسلحة أصبح بيد العشائر التي توالي مَن في السلطة، إلا أن الشعب لم يدرك أنهم مجرد قنبلة موقوتة، وهذا الاستقرار مرهون ببقاء من تواليه العشائر في السلطة وفعلاً الانتخابات البرلمانية الثانية التي أجريت عام 2010 لم تشهد الكثير من الأحداث سوى أشياء بسيطة بمثابة تهديد إن لم تبقَ السلطة بيد القائد الحالي، وبعد أن احتفظ بحقه الدستوري بالحصول على الولاية الثانية حصل عليها وشهد عام 2011 خروج قوات الاحتلال الأميركي من البلاد.

المرحلة الثالثة بدأت بنهاية عام 2013 وبداية عام 2014، ومن محض الصدفة أنها تزامنت مع الانتخابات البرلمانية الثالثة، وفيها شهدت المحافظات الغربية التظاهرات والاعتصامات من قبل العشائر هناك التي كانت تساند الحكومة في وقت سابق قريب وأكثرهم من الصحوات والمدعومين من السلطة في بغداد، وانقلبوا بعد أن سحبت الحكومة الدعم، وتعرفون بقية القصة وسقوط ثلاث محافظات وتهجير ملايين من الناس العُزّل وتدمير مدن كاملة فقط من أجل الاحتفاظ بالسلطة.

 

الوضع الحالي في البصرة يشبه الوضع في بداية عام 2014 حينما استلم العبادي وكان ثلث العراق قد سُلم ببساطة لمجموعة من العصابات الإرهابية، اليوم الأزمة ليست أزمة ماء أو كهرباء أو صحة وخدمات الأزمة سياسية من أجل مناصب ومحاصصات وكالعادة الضحية أبناء هذا الشعب المسكين، فالسياسيون يبدو أنهم ورثوا الديكتاتورية والأنانية من النظام السابق، فإما أن يتولوا الحكم ويتصدروه أو يفتعلوا الفتن والحروب الداخلية من أجل السلطة والحكم لا غير.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
عبدالله عطية
كاتب صحفي عراقي
تحميل المزيد