هل التحق طفلك بحضانة أو مدرسة جديدة؟ هكذا تساعده على التركيز والاستيعاب

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/05 الساعة 08:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/05 الساعة 08:38 بتوقيت غرينتش
Portrait of smiling little girl working with plasticine in art and craft class of development school

إذا كان عمر طفلك بين ثلاثة وستة أعوام، وكان قد بدأ الانتظام في حضانة المدرسة أو بداية المرحلة الابتدائية، هذا المقال سيقدم لك نصائح لتساعده على التركيز والاستيعاب.

مدة الدراسة

لقد فوجئت أثناء دراستي لشهادة المونتيسوري للطفولة المبكرة من عمر ثلاث إلى ست سنوات أن مدة الدراسة في فصل المونتيسوري ثلاث ساعات فقط!

سألت موجّهتي عن هذه التفصيلة الصادمة، فقالت لي إن هناك أشياء كثيرة يحتاج الطفل إلى أن يتعلمها خارج الفصل، مثل العلاقات الاجتماعية، والتعاملات الإنسانية، وأمور الحياة اليومية.

قالت أيضاً إنه في البداية يكون الطفل غير قادر على التركيز على نفس النشاط لمدة أطول من ربع ساعة، وتزيد هذه المدة مع الوقت حتى تصل إلى أقصاها في سن السادسة، وهي ثلاث ساعات متواصلة من العمل على نفس النشاط أو نشاطين على الأكثر.

سألتها عن الوضع الحالي في حضانات ومدارس مصر بجميع مستوياتها، فقالت إن الأنشطة التعليمية المباشرة لا تزيد عن ثلاث ساعات، وباقي الوقت يقضيه الطفل في الزراعة أو النجارة أو الفن أو الرياضة أو اللعب الحر كيفما يشاء؛ لأن هذه المساحة من اللعب الحر تساعد الطفل على فهم ما يدرسه واستيعابه وهضمه.

الاستراحات

إذا كنا نطلب من الطفل التركيز والاستيعاب، فعلينا أن نستجيب له حينما يتوقف عقله عن التركيز والاستيعاب. من حقه استراحات عديدة أثناء اليوم من دور المتلقي.. من الجلوس.. من الصمت.. من التلقين.. من الضغوط!

في فصل المونتيسوري من حق الطفل أن يترك نشاطاً ما بدأه ويخرج للحديقة أو يتصفح كتاباً، أو يدخل المرسم أو يتجه لركن الموسيقى، أو يُعد وجبة سريعة لنفسه. من حقه أن يستريح ويجدد نشاطه وحماسه؛ ليعاود العمل مرة أخرى.

في الفصول التقليدية يجب أن يكون المعلم مبدعاً، ويمزج العلم باللعب والحركة والتفاعل، ويحاول ألا تكون المادة العلمية مدتها أكثر من نصف ساعة بحد أقصى.

الحركة

الحركة والاحتياج للحركة من السمات الأساسية للأطفال حتى نهاية عامهم الرابع. إذا أصر المعلم على أن يجلس الطفل بلا حركة، سيفقد الطفل قدرته على التركيز في التعلم، وسيركز كل حواسه في محاولة الجلوس ساكناً. سترهقه محاولات السكون والالتزام إلى حد الانفجار بمجرد الخروج من الفصل وسجنه. يحتاج الأطفال لحرية الحركة ليتمكنوا من التركيز!

الطعام

هناك أطعمة تُنمي المخ وتساعده على التركيز والاستيعاب؛ الخضراوات والفاكهة الطازجة والخبز الأسمر (البلدي) والبقوليات والمكسرات تُنمي المخ وتبقيه متيقظاً. السكريات والمعلبات والمواد الحافظة وكل ما هو مصنع أو محفوظ مضر بالعقل والجسد، ويؤثر سلباً على التركيز والاستيعاب.

الشاشات

التليفزيون والآيباد والموبايل واللابتوب تؤثر سلباً على التركيز إذا تعرض لها الطفل في هذه المرحلة لمدة تزيد عن نصف ساعة متفرقة يومياً. كثرة الألوان والأصوات والحركة تحفز المخ وتصيب الطفل بشكل من أشكال تشتت الانتباه وضعف التركيز، وتفقده القدرة على الصمت أو السكون أو العمل في هدوء. ينفر هذا الطفل من التلوين أو القراءة أو الرسم أو أي عمل يحتاج إلى صبر وتركيز وحرص.

الرياضة

ممارسة الرياضة المنتظمة مرتين في الأسبوع تساعد الطفل على تجديد نشاطه، وتفريغ طاقته، وتحفيز عقله بطريقة إيجابية.

الفسحة

الفسحة بالنسبة للطفل هي الخروج في مكان مفتوح في الطبيعة، حيث يمكنه اللعب والجري والانطلاق دون أي شرط أو قيد. شراء مستلزمات المنزل من السوبر ماركت ليس فسحة، والزيارات العائلية ليست فسحة، والتدريبات الرياضية ليست فسحة.

في النهاية، أود أن أذكركم بحقوق الطفل على لسان الطفل نفسه:

أنا طفل.. لم أُخلق لأجلس ساكناُ بلا حركة، أو لأحتفظ بيدي جانبي، أو لأتبادل الأدوار أو لأقف في طوابير أو لأصبر أو لأصمت، أحتاج إلى الحركة والتجديد، أحتاج إلى المغامرة، أحتاج إلى التفاعل مع العالم بجسدي كله وحواسي كلها، دعوني ألعب، ثقوا بي.. أنا بالفعل أتعلم.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
مروة رخا
كاتبة مهتمة بالمونتيسوري
تحميل المزيد