متاجر تطبيقات الهواتف الذكية تحوي مئات الآلاف من التطبيقات المجانية في شتى المجالات، نعم مجاناً ودون مقابل، وفقاً لتقرير من statista فإن عدد التطبيقات تخطى 2.2 مليون تطبيق على متجر جوجل وقرابة 2 مليون في متجر أبل، والكثير يستغرب كيف تكون تلك التطبيقات مجانية؟ بل والبعض بدأ يفتي بأن مجانية التطبيقات تعود لأنها لا تكلف شيئاً في بنائها ولذا فهي مجانية! وإلا فكيف يعقل لغير ذلك بأن يكون؟
هذا السؤال يطرح عليَّ يومياً بتكرار، كيف تربح تطبيقاتنا مثل أدلة المدن (الرياض، إسطنبول، جدة، البحرين، قطر، دبي، المدينة المنورة، مكة) وغيرها؟
لذا سأصدمك عزيزي صاحب فكرة (رخص بناء التطبيقات) بأن أي تطبيق مفيد قد تبدأ تكلفة تطويره وتشغيله لمدة سنة بأقل الأحوال قرابة 100 ألف دولار أميركي، وتتضاعف هذه التكلفة حتى ملايين الدولارات مع زيادة شهرة التطبيق وزيادة عدد مستخدميه، نعم عزيزي أنا أعي ما أقول فهذا من خبرة امتدت لسنوات في هذا المجال، ويمكنك عبر هذه الأداة معرفة التكلفة التقريبية لبناء تطبيق احترافي مباشرة .
إذاً ما هو السر وراء كون التطبيقات مجانية؟ أم هي مؤامرة؟ أم غير ذلك؟
الموضوع بسيط ولكن يجب أن تعرف أولاً أن أصحاب التطبيقات جميعاً يسعون للربح بشكل أو بآخر، سواء كان ذلك ربحاً مادياً مباشراً أو ربحاً معنوياً أو تحقيق مكاسب تواجد أو تكميل أو غيرها، بشكل عام هناك دائماً عائد على الاستثمار (ROI)، والذي يحدده نموذج العمل الربحي الذي اتبعه صاحب التطبيق سواء أكان فرداً أم منظمة حكومية أو خاصة.
في هذه المقالة سوف أتحدث عن هذه النماذج، وكيف يربح أصحابها من هذه التطبيقات المجانية بعدة أمثلة، ولن تكون مرتبة بناء على أي معايير محددة مسبقاً، بل سوف أسردها سرداً وأنت قُم باختيار أي منها بما يتناسب مع احتياجاتك، مع العلم أنه ليس من الشرط أن يكون التطبيق مجانياً بشكل مباشر، بل يمكن أن يكون تحميله مجانياً، ولكن للاستفادة منه يجب أن يكون هناك دفع مقابله.
نموذج المجاني مع إضافات مدفوعة (Freemium)
يقدم التقديم مجاناً ولكن يتم جعل بعض الخصائص مدفوعة، مثلاً تطبيق يقوم بتحويل ملفات الصور إلى عدة صيغ، فإن التطبيق يتوفر مجاناً، ولكن يكون هناك إحدى هذه الصيغ غير مجاني أو مثلاً يدعم إلى حجم محدد وأكبر من ذلك لا يمكن إلا بعد شراء الترقية للتطبيق.
نموذج توفير بيع لخصائص (in app purchase)
هذا النموذج شبيه بالسابق إلا أنه يستخدم في تطبيقات الألعاب بشكل أكبر لتكرار الشراء، مثلاً لعبة معينة تتطلب منك شراء ما يسمى العملة الإلكترونية في اللعبة على شكل نقاط تمكنك من فتح مراحل إضافية أو تقوم بشراء ترقيات للعبة من داخلها.
نموذج مجاني مع إعلانات (ِFree with Ads)
هذا النموذج يعد هو الأكثر انتشاراً ومع أن دخله جيد نوعاً ما إذا كان لديك عدة تطبيقات وعدد مستخدميها كبير، حيث يظهر لك إعلانات تجارية في داخل التطبيق ويتم الدفع لصاحب التطبيق مقابل ظهور الإعلانات أو عدد النقرات على الإعلانات.
نموذج البيع بالعمولة (Commission)
نظام العمولة وهو أيضاً يعد نموذجاً منتشراً بشكل غير مباشر، مثلاً تطبيق يقوم بتوفير معلومات عن أماكن سياحية أو فنادق ويتيح لك إمكانية حجز الفنادق أو شراء تذاكر الدخول، وعندما تقوم بذلك فإنك فعلياً تشتري من طرف ثالث، ويقوم ذلك الطرف بدفع عمولة مقابل كل عملية عن طريق التطبيق لصاحب التطبيق.
نموذج الاشتراكات (Subscription)
نظام الاشتراك لمدة، وهي تطبيقات تقدم خدمات مجانية إلا أن هناك ميزات اضافية لا يمكن الاستفادة منها إلا إذا قمت بالاشتراك الشهري مثلاً.
نموذج منتج مساند (Spin Off)
هذا النموذج يعتمد على توفير المنتج بشكل مجاني، ولكن يظهر منه منتجات أخرى غير مجانية، مثلاً تقوم بتحميل تطبيق عبارة عن محاضرات تدريبية وللحصول على الاختبارات أو الكتب أو الشهادة لا بد أن تدفع مقابل ذلك، وهي منفصلة تماماً عن المنتج الأساسي.
نموذج إثبات الفكرة (Free As POC)
هذا النموذج يقوم به البعض لإثبات إمكانية شيء معين، مثلاً تطبيق يقوم بتوفير ميزة تنافسية في ضغط الملفات، ولكن صاحبه يعتمد على أن يبيع التكنولوجيا نفسها لشركة أخرى؛ لكي تقوم باستخدامها في منتجاتها.
نموذج الحصة السوقية (Market Share)
هذا النموذج أساسي، ويمكن أن يعتمد مع كل النماذج الأخرى، ويعتمد على أن يحصل التطبيق في مجال محدد على عدد كبير من المستخدمين، وفي هذه الحالة يكون هذا التطبيق في المراكز الأولى ويسعى للحصول على حصة سوقية، بحيث يثير لعاب المنافسين للاستحواذ عليه وشرائه؛ لكي ينضم مستخدموه لمستخدمي التطبيق المنافس.
نموذج التواجد والحضور (Mobile Presence)
التواجد في العالم الرقمي أو التواجد على الجوال، مثلاً شركة سيارات تقوم بتوفير تطبيق يتحدث عن ميزات سياراتها وعن طرق صيانتها وفروعها، ولا يمكن أن تعتقد الشركة بأن هناك شخصاً سوف يقوم بشراء سيارة من التطبيق.
نموذج دراسة سلوك المستخدم (User Behaviour)
هذا النموذج يكون في العادة لأغراض الدراسة والتحليل لسلوك المستهلك، قد يكون هذا التطبيق مثلاً لعبة أو خدمة وتقوم بدراسة كيف استفاد الناس منها، أو استخداماتها، ومن ثم تقوم بتوفير منتجات أخرى أو تبيع هذه التحليلات والبيانات لشركات أخرى.
نموذج بيع المنتجات والخدمات (selling goods and services)
هذا النموذج واضح جداً؛ إذ إنه يقوم ببيع سلعة ملموسة أو خدمة، مثلاً تطبيق (سوق دوت كوم) يقوم ببيع سلع موجودة على متجره، وتطبيق كريم يقوم ببيع خدمة التوصيل.
الخلاصة:
بعد عرض أغلب النماذج الربحية انتشاراً، فإن السؤال الذي قد يدور في ذهنك: أي من هذه النماذج الربحية مناسب لي؟ من الممكن جداً أن يكون النموذج الربحي الخاص بك خليطاً من عدة نماذج، وقد يستخدم مفهوم نموذج محدد، وينفذ بشكل أو بآخر.
بشكل عام التطبيقات هي المستقبل، وأقولها وكلي ثقة إنها حاليا تعد أكثر طرق الاستثمار الواعدة، التي نسمع ونرى نتائجها في العالم، ومع الوقت ستكون أكبر وأوسع.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.