إحداهن مدمنة والثانية أمها مريضة بالسرطان.. 4 نساء ناجحات لن تتعذري بالظروف بعد قراءة قصصهن

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/02 الساعة 15:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/02 الساعة 15:20 بتوقيت غرينتش

 

قبل كتابة هذا المقال لطالما أرقني الفشل، أو مجرد الخوف من عدم النجاح، كنت أسأل نفسي كثيراً إلى أين سأصل بأحلامي؟ أسئلتي كانت نابعة من بعض المحاولات الفاشلة، أو حتى الخوف من المحاولة، وعندما سألت نفسي ماذا يعنى الفشل؟ وجدت أني لا أملك أي إجاباتٍ، لا يوجد فشل بالمعنى الحرفي للكلمة، يمكن أن أسقط مرة وأخرى ولكن سرعان ما ألملم شتات أمري وأعود لأحلامي من جديد، لهذا أردت أن أكتب لكم هذا المقال لنعلم أنه لا يوجد فشل، وأن النجاح تتخلله دائماً أوجاع ومواقف مؤلمة، حيث سأستعرض حياة نساء قاومن لأجل أحلامهن، نساء تربعن على عرش الصمود، نساء آمنَّ بأن لا وجود للفشل، نساء أمثالهن لا يموتون بل يخلد التاريخ أسماءهن بحروف من نور. سوف أبدأ بامرأة ألهمت الجميع.

             

"عندما تتبلور معرفتك بنفسك ستكون أكثر قدرة على معرفة ما هو الأفضل لك".

أوبرا وينفري

أوبرا الرائعة، التي وُلدت لأسرة شديدة الفقر، بل كانت ترتدي أثواباً من أجولة البطاطس، كان ذلك يعرضها لسخرية الأطفال في سنها، لكن هذا لم يمنعها من الحصول على لقب الطالبة الأكثر شعبية في مدرسة East Nashville High School نظراً لعلاقاتها الجيدة بالجميع.

أوبرا التي لم تسمح لفقرها الشديد ولا لسخرية الأطفال منها أن يجعلها تعادي الجميع، بل كانت دائماً مبادرة، لم تسمح لآلامها أن تعيق حياتها.

بل تضاعفت آلامها، حينما تعرضت في الرابعة عشرة من عمرها لاغتصاب، وحملت بطفلها الأول نتيجة لذلك، بل الأكثر من ذلك أن طفلها توفي مباشرةً بعد ولادته، وحرمت بعدها من نعمة الأطفال، بكل تأكيد أثرت هذه الأحداث على حياتها، حيث أدمنت تناول حبوب الهلوسة والتخدير، بل تطور الأمر لتتعاطى الهيروين والكوكايين.

"ستمر أوقاتٌ عصيبة، ستظنين فيها أنها النهاية، ويدفعك كل الوجع والضعف إلى الاستسلام، فإياك والاستسلام، إنها اللحظات الفارقة، اللحظات التي تبني المجد، التي تبني فينا جداراً داخلياً ضد الصدمات والاستسلام، تبني فينا امرأة لا يغريها سوى النجاح، ولن ترضى إلا بالقمة".

كل ذلك لم يمنعها من التفوق، بل أصبحت تعمل كمراسلة، ليبدأ بذلك مشوار نجاحها، لكن النجاح لا يقدم على طبق من ذهب، بل عانت من الفشل في أول مسيرتها، حينما فصلها منتج الأخبار من النشرة لأنها تصبح عاطفية جداً عند نقل الأخبار، لكن هذا لم يُعِق تقدمها؛ لأنها امتلكت قدرة دائمة على مواجهة مخاوفها، حيث في أوائل التسعينيات حصل برنامج أوبرا على شهرة كبيرة، بل أصبح جزءاً من الثقافة الشعبية الأميركية، وازدادت شهرتها لتصبح عالمية، وأصبحت من أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم، وأنشأت شركة إنتاج خاصة بها، وبذلك أصبحت ثالث امرأة تملك شركة إنتاج، الأكثر من ذلك أنه في عام 2002 اعتبرت فورتشن أوبرا أنجح رائدة أعمال في مجال النشر.

"أوبرا صنعت من جوف اليأس حياة، أعطت بها درساً للعالم أجمع".

لم تكن أوبرا الوحيدة التي ألهمت العالم، بل لدينا مثال آخر رائع للنجاح، سميرة موسى التي دفعها صراع والدتها مع السرطان، لتكون أول عالمة ذرة في مصر، سميرة التي خرجت من دائرة اليأس إلى منبع الأمل، درست العلوم وتفوقت فيها، بل أصبحت أول امرأة تحاضر في الجامعة، كانت سميرة المصرية الوحيدة التي زارت معامل الذرة السرية في الولايات المتحدة الأميركية، بل قامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية.

كم منا يخشى النجاح كما يخشى الفشل!

كم دفعنا الخوف من خوض غمار التجربة إلى اليأس!

ماذا لو نحَّينا الخوف جانباً؟ ماذا لو آمنَّا بأنفسنا مرة؟

أي مجد كان الكثير منا سيصنعه!

كم حلماً كان سيسطع كضوء الشمس في وضح النهار!!

أما مفيدة عبد الرحمن التي استطاعت أن تكون أول محامية في مصر، بل كانت من أوائل من تخرجن من كلية الحقوق، ترافعت في قضيتها الأولي؛ بعدما استطاعت إقناع رئيسها في العمل على تولي القضية، كسبت مفيدة القضية، وبعد عدة أعوام قامت بتأسيس مكتب محاماة خاص بها.

وأول كابتن طيار مصرية لطيفة النادي، لطيفة التي كانت مولعة بالطيران، لكن والدها حال بينها وبين أحلامها، لطيفة التي لم تستسلم؛ تلقت دروساً في الطيران، بينما أوهمت والدها أنها تتلقى حصص تقوية لرفع مستواها الدراسي، وعندما علم والدها بالأمر؛ عملت كموظفة استقبال في مطار القاهرة لتوفر نفقات تعليمها للطيران، وفي عام 1933 حصلت على رخصة الطيران، لتحقق بذلك حلمها بالطيران في سباق بين القاهرة والإسكندرية، استطاعت أن تحتل فيه المركز الأول، وما لبث والدها أن أصبح أكبر المشجعين لها.

هؤلاء النساء من مشارق الأرض لمغاربها، صنعن لنا أمثالاً يحتذي بها، فكن لنا خير قدوة، هؤلاء النساء أوجدن من الرماد حياة أنارت لنا سماء الأحلام، أعطين بقصصهن لعزائمنا دفعة، لتتحول أحلامنا لواقع، وأوجاعنا دروساً لغيرنا، لذلك علينا أن لا نستسلم.

أعلم أن الحياة ليست وردية، وليست مطلية باللون الأسود، تحتاج منا للكثير من الصبر والعمل والجد والتحمل، لن تظل الأبواب مغلقة للأبد، حتى وإن أغلقت بوجهنا تسعة أبوابٍ سوف يظل العاشر مفتوحاً، علينا فقط أن نمعن النظر، وأن لا يعترينا اليأس لأن نظن أنها النهاية، علينا أن نعلم جيداً أن بداية كل حياة نهاية لحياة أخرى، اصنعي بدايتك أنت لست ضعيفة، واعلمي أنه لا يوجد نجاح لشخص تملكه اليأس للأبد.

"اكتبي النهاية لحياة لا تُريدينها، واصنعي باجتهادٍ بدايتك".

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

إيمان عاصم
شغوفة بالقراءة والكتابة
تحميل المزيد