ما بين روءه وبين تحقيق الذات الكثير من الصراعات
كثير من الأحيان..
أتمنى أن أكون روءه في فيلم "العار"
وبين تحقيق ذاتي بما لا يخالف شرع الله
شأني شأن معظم الرجال كنت مبهورة بشخصية روءه هذه السيدة التي قال عنها كمال زوجها "بقلع همومي على عتبتها".
تمنيت أن أكون هذه الزوجة التي يخلع زوجي همومه على عتبتي فلا أرى ولا أعلم مصدراً لمعلوماتي إلا منه وله، جاهلة بكل شيء إلا بإسعاده والخضوع له فقط، وفي نفس الوقت تمنيت أن أكون الزوجة التي يكون لها هدف في حياتها، الملمّة بالأمور، المثقفة التي تشارك زوجها اهتماماته فيتكلمان في ماتشات الكورة والسياسة، وإن تكلم معها زوجها في شؤون عمله كانت على دراية بما يحتويه حديثه.
ولا أقصد مطلقاً هذه الزوجة التي تبدي نفسها ونجاحها على بيتها وزوجها وأولادها أبداً، ولكن الزوجة الواعية بما يحدث.
يا لها من فوضى.. لو سألت الأزواج لرد فريق أريدها روءه، ولكنه يعجب بزميلة العمل الناجحة المحققة لأهدافها المثقفة.
وفريق أراد هذه المثقفة لكنه حسد كل رجل تزوج بروءه التي ليس لها في الطور ولا الطحين المغلوبة على أمرها.
بعيداً عن اختيارات ورغبات الرجال أنا نفسي في حيرة من أمري أريدني روءه ولكن أحلامي تلوح بالأفق.
فهل أنت عزيزي الرجل تعلم حقاً ما تريده؟
وأنتِ عزيزتي المرأة ماذا تريدين أن تكوني حقاً؟
هل حقاً أنت كزوج تريد أن تكون زوجتك روءه هذه السيدة التي لا تشاركك حلّ مشاكلك بل تسمعها منك وتربّت على ظهرك فقط؟ أم تريدها تلك السيدة التي تشاركك في حل مشاكلك ببعض الآراء والاقتراحات؟
ما مفهوم شريكة الحياة حقاً، المستمعة فقط أم المستمعة المشاركة؟
سألت زوجي هذا السؤال، وطلبت منه الإجابة بالحقيقة العارية، دون مجاملات أو تحسين للصورة.
وكان رد زوجي "لا أريدها روءه، فروءه لن تكون إلا روءه لكن الزوجة المثقفة ذات الرأي قد تكون كلاهما بذكائها، أريد من تقرأ وتربي أولادي تربية سليمة، أن تشاركني التفكير، والرأي أن تكون حنونة، وتسمع وقت أن أحتاج من يسمعني، وتسدي لي النصيحة وقت احتياجي للمشورة".
انتهي كلام زوجي واستحضرني موقف النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما رجع من مكة بهدنة، فلا حج هو ومن معه ولا حارب بل عقد هدنة، وكان المسلمون غاضبين من هذا القرار؛ حيث رأوا أنهم أقوى وأن من حقهم أداء مناسك الحج، فأمرهم النبي بأن يحلقوا رؤوسهم، ويدخل النبي خيمته ويخرج فيجدهم على وضعهم لم يحركوا ساكناً من فرط غضبهم فيأمرهم بأن يحلقوا شعرهم ويدخل خيمته، ويعيد الكرَّة فلا جديد، حتى يأتي دور السيدة الواعية والشريكة والناصحة، قالت السيدة أم سلمة للنبي اخرج إليهم ثم بادر بحلق شعرك فسيتبعوك خوفاً من مخالفتك، فخرج إليهم النبي وفعل ما اقترحته أم سلمة ونجح الأمر حقاً، وفعلوا كما فعل النبي أسوة به.
لعل حقاً صورة روءه مبهرة في بعض الأحيان بهدوئها وتنفيذها كل ما يطلبه الزوج دون نقاش أو رأي، لكن بقليل من التفكير وببعض الموضوعية نرى أنه حقاً لا ضرر أبداً أن تكون الزوجة المرشدة للراحة والرأي السديد في نفس الوقت.
فالزوجة الصديقة أفضل مليون مرة من الزوجة التي لا تعلم شيئاً إلا كونها زوجة.
مع كامل احترامي…
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.