ليس الجميع صالحاً ليكون صديقاً.. اختر علاقاتك الإنسانية بحذر

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/29 الساعة 10:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/29 الساعة 10:17 بتوقيت غرينتش
Happy multi-generation family walking in the countryside

 

الاتصال بين البشر هو أساس الحياة والعلاقات الإنسانية، فكل إنسان يتواصل على طريقته الخاصة بالآخرين، حتى الأعمى والأصم لهما طريقة يتواصلان بها مع الآخرين. ونحنُ نتصل بالطبيعة من حولنا، ونحنُ جزء منها أيضاً. والعلاقات مع الآخرين جزء من المحافظة على سلامتنا النفسية والعقلية ودليل على الاتزان، الاتصال البشري متعدد الطرق والأشكال، فمنها بالتحدث والسمع، ومنها بالعين، ومنها بالإحساس، والإنسان في حاجة دائمة للاتصال بالآخرين.

لكن هل كل العلاقات البشرية تستحق أن نتمادى بها؟ أي أن نُبقي عليها للأبد؟ هل كل الأشخاص تستحق أن نظل على تواصل معها؟

إليك الإجابة، لكن أولاً علينا تفسير وتوضيح شكل العلاقات الإنسانية فيما بيننا.

العلاقات والارتباطات فيما بين البشر مهمة جداً، بل هي أهم شيء للإنسان على الإطلاق، مهمة لدرجة تجعله لا يتخلى عنها، ولدرجة قد يَضُره التمسك بها حقاً.

وفي توضيح شكل العلاقة الإنسانية بين شخص وآخر في محاولة التكيُف فيما بينهم، نسرد قصة الضفدع الذي يوضع في مُناخ غير ملائم في درجة حرارة عالية عن درجة حرارة بيئته الطبيعية، ماذا يفعل هل ينسحب فوراً؟ أم ينتظر قليلاً ليستكشف ما سيحدث؟ أم يظل حتى يقضى عليه المناخ غير الملائم؟! في هذه التجربة يبدأ الضفدع بالتنقل يميناً ويساراً يحاول التأقلم، يبحث عن الاستقرار لكنه لا يستطيع، فيقرر ترك هذا المناخ ويحاول القفز خارج إناء الماء الساخن، لكن المفاجأة أنه لم يعد يستطيع القفز، لقد انتهت قوته بالكامل تقريباً في محاولات التأقلم ولم يعد قادراً على الاحتمال.

العلاقات البشرية أشبه جداً بهذه التجربة، قد ندخل في علاقات مع أُناس ليسوا من بيئتنا الطبيعية أو النفسية، أناس لا يشبهوننا، لا نستطيع التأقلم معهم نحاول ثم نحاول قد تنهكنا المحاولات، لدرجة قد تجعلنا نفقد أشياء كثيرة مهمة في حياتنا ولا نكتشفها إلا متأخر جداً.

وهذا لا يعني أننا نترك صحبة الأشخاص الذين لا يشبهوننا، على الإطلاق، بل إن محاولات التأقلم مفيدة جداً بين البشر. لكن علينا أن نقرر متى يجب أن ننسحب، ما هو الوقت المناسب. متى نترك العلاقات غير الصحيحة التي تؤثر على حياتنا بالسلب لا بالإيجاب، الإجابة هي عندما نشعر بعدم الارتياح، عندما تأتي العلاقات على مساحتنا الشخصية. علينا أن نختار الأشخاص الذين يحيطون بنا بعناية كبيرة؛ حتى لا ترهقنا العلاقات وتجعلك منا أشخاصاً غير قادرين على التعامل، بسبب علاقات قد أخذت قدرتنا على التجربة والاستمرار، علاقات قد لا تجعلك بنفس حماسك.

 

إذاً كيف علينا أن نتعامل في العلاقات الإنسانية؟ علينا أن نختار من يشبهوننا، من يعطونا طاقات إيجابية، علاقات تجعلنا أكثر قوة وتماسكاً، علاقات تجعلنا نثق بأنفسنا أكثر، أشخاصاً تدعمنا، أشخاصاً يشجعوننا يؤمنون بأنفسهم وبنا. نحاول أن نتأقلم فيما بيننا لكن نضع لذلك حدوداً، حدوداً تحفظ لنا حياتنا الخاصة وصحتنا النفسية، وإلا بعد علاقات كثيرة مُحبطة ستجد نفسك موجوداً لكن مُنتهي الصلاحية.

 

 

 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
آلاء سيد
كاتبة وباحثة في الإعلام
تحميل المزيد