نمتُ على باب أحد المولات، وتعرضت للنصب والاحتيال.. تفاصيل رحلتي لأول مرة في أوروبا

عدد القراءات
1,092
عربي بوست
تم النشر: 2018/08/22 الساعة 10:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/22 الساعة 10:31 بتوقيت غرينتش

ملحوظة:

هذه التدوينة بالعامية الأردنية

صحيت من النوم وفتحت عيني وكان هناك قطار واقف أمامي والناس عم تطلع فيه، شفت الساعة بإيدي، كانت ٥:٣٠ فجراً، استذكرت اليوم اللي مضى..

وصلت فيينا أنا وصديقي، رحنا على فعالية شفتها عالنت قبل ما أسافر وتعرفت على واحد من برشلونة وحكينا عن الميول الإسبانية للشعب الأردني، طلعنا من الفعالية ورافقنا واحد يساعدنا نشوف ڤيينا بالليل والجو كان بارد جداً! لمّا خلصنا الجولة كان النية نرجع عالمطار لكن طلعت القطارات بتوقف عن العمل بعد الساعة ١٢ وقعدنا على باب المحطة لإنه كان بيطلع منها هواء دافئ، كانت ليلة جمعة يعني يوم شرب الجعة والحفلات عندهم، اجانا واحد سكران واحنا قاعدين، شاف إنه المحطة مسكرة وبدأ يسب على الحكومة النمساوية التي لا توفّر للمواطنين وسيلة يرجعوا على بيوتهم بعد الـ١٢ بالليل، قال كلام ما بقدر أكتبه هون، طلع شعب لما بدّه يوسّخ بالحكي ببدع! لمّا هدي شوي فتحلنا قلبه وبدأ يسألنا عن حالنا، أنا عملت حالي مش فاهم عشان أختصر لكن صاحبي صار يحكي معاه وبالمختصر هاي كانت المحادثة:

– إنت من وين؟

– أنا من الأردن

– شو جاي تعمل هون؟

– سياحة

– حلو، طيب إنت من وين؟

– قبل شوي حكتلك إني من الأردن

– آه صح، سامحني شوي سكران، طيب شو جاي تعمل هون؟

واستمرت هاي المحادثة شي نص ساعة قبل ما نتركه ونروح نمشي باتجاه محطة القطارات اللي بتروح عالمطار، نمنا على باب أحد المولات بالطريق وبعدها لقينا محطة قطارات فاتحة ورحنا نمنا فيها. الساعة ٥:٣١ الفجر، يلا عالطيّارة.

أوّل يومين قضيتهم ضايع في أوروبا مشياً على الأقدام. كانت أوّل مرة أزور فيها أوروبا بعيداً عن إسطنبول.. هناك شبعت من اللون الأخضر، كلها شجر وحدائق، والنظام عالمسطرة، وإذا بدّك تضحك عليهم وقف مع المشاة لحظتين لمّا تكون إشارتهم حمرا واقطع الشارع والكل رح يقطعوا معك ويفكروا إنه إشارة المشاة صارت خضراء، لكن فوراً اهرب لأنه إذا مسكك واحد من الألمان رح يبهدلك! نصيحة لكل شخص بروح مدينة أوروبية تكثر فيها الدراجات الهوائية، ابعدوا عن المسارات الخاصة للدرّاجات لإنه سائقين الدرّاجات هناك هدفهم الأول قتل المارة، أحذّركم!

كنت ماشي في أحد الشوارع في بريمن ولقيت واحد بعزف بيانو في السوق وكان مكتوب عالبيانو "My Traveling Piano"، فن الشارع موجود بكثرة في ألمانيا بشكل عام، ممكن تلاقي ناس قاعدين بعزفوا جيتار وبغنوا أو واحد ماسك كمان وبعزف أو أوركسترا مصغرة بعزفوا أشياء كلاسيكية لكن مش بالعادة تشوف حدا بعزف بيانو! فن الشارع من الأشياء اللي بحترمها عندهم، تعطي للمدينة روح جديدة.
https://youtu.be/MKDc5HGRlGw

أكثر موقف ضايقني في الرحلة ببرلين، كان هناك ناس متجمعين حول ما يبدو إنه ساحر، أنا قربت فصاروا الناس يحكولي إذا معك ٥٠ يورو بتربح خمسين، أنا مخّي سكّر وكان معي بالمحفظة ٥٠ يورو فطلتهم، أخذهم الزلمة مني وصار يحرك صناديق عالأرض وقتها فهمت إنه قمار وحكتله ما بدي ألعب، صار الكل يحكيلي اقلب الصندوق بتربح وأنا أحكي ما بدّي، بالآخر قلبته وصاروا يحكولي إنه خسرت وما في مصاري، كان قريب مني مجموعة ناس تعرّفت عليهم الصبح، وساعدوني بالمناوشة إلى أن رجعولي المصاري. بعد هاي الحادثة عرفت إنه يكثر في أوروبّا النشّالين وكل من حولهم يكونون جزءاً من الخطة للنصب على السائح المسكين! العبرة المستفادة، لا تخرج أموالك بالشارع لأي كان ولا تثق بأحد لا تعرفه، واستشهد بهاي اللحظة بفيلم Taken.
https://youtu.be/q2o8mPm_qak

 

قبل ما أزور ألمانيا كنت أسمع عن برود الشعب الألماني وإنه شعب يصعب التعامل معه، وسمعت إنه لو حاولت التكلّم معهم بالإنجليزية ما رح يرضوا يحكوا.. طلعت كلها إشاعات، لا تسمع من حدا ما جرّب يروح.. من المواقف اللطيفة التي عايشتها مع اثنين ختايرة هناك لمّا كنت داخل أحد المولات، فتحت الباب الخارجي وكان زوج الختايرة خلفي، بقيت ماسك الباب إلى أن دخلوا والموقف بالنسبة لي عادي جداً وأي حدا ممكن يعمله لكن اكتشفت إنه هاي المواقف نادرة الحدوث، كتير انبسطوا وصاروا يمدحوني وركضوا للباب الداخلي وفتحولي إياه وشكروني عاللي عملته ووقتها أنا شعرت بالسعادة.. إسعاد الناس يجلب أوتوماتيكياً السعادة.. فلا تنسى وإنت مسافر تترك بصمة ولو في شخص 🙂

النداء الأخير لركّاب الطائرة رقم: ٩٦٢ والمتوجّهة إلى: عمّان *الطائرة تقلع*

 

 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
قاسم الحتو
كاتب مهتم بالسفر والترحال
تحميل المزيد