ليس فقط حارس تشيلسي الانجليزي.. هذه أبرز حالات تمرد اللاعبين في التاريخ

عدد القراءات
1,485
عربي بوست
تم النشر: 2018/08/13 الساعة 15:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/13 الساعة 15:10 بتوقيت غرينتش

 

فجأة وفي خضم معركة الانتقالات الأوروبية الصيفية لهذا الموسم 2018 – 2019 وبعد انتهاء موجة انتقال كريستيانو رونالدو للدوري الإيطالي، تحولت الأنظار لهدف ريال مدريد الجديد حارس تشيلسي الإنكليزي البلجيكي ثييبو كورتوا الذي أبدى رغبة صريحة بالانتقال للنادي الإسباني رغم عدم نهاية عقده، واستخدم الورقة الرابحة لدى اللاعبين سلاح (التمرد) على ناديه لتحقيق رغبته بتحقيق حلمه باللعب ضمن صفوف نادي ريال مدريد.

لتعود الأذهان مجدداً لبعض حالات "التمرد" الشهيرة التي استخدمها الكثير من اللاعبين في الانتقال لفرق أخرى في رسالة واضحة لملاك الأندية والجماهير بأن شعارات "الولاء والوفاء" تجاه الأندية قد أصبح من الماضي وتحولت لمجرد شعارات يتداولها المشجعون على مدرجات الملاعب.

أصبحت هذه الحالة – التمرد – ظاهرة رئيسية في كل فترة انتقالات سواء صيفية أو شتوية وتضج بها الصحف والمواقع على الإنترنت وتلعب على أوتارها بشكل كثيف لتحقيق أغراضها المختلفة التجارية منها وأحياناً بتوجيهات من الأندية نفسها للتأثير على اللاعب وناديه في وقت واحد، خاصة إذا كانت الصحيفة التي تقود المسيرة ذات اسم مؤثر ولديها تأثير بطريقة أو أخرى في قرارات الأندية وتوجيه الجماهير للتعلق بذلك اللاعب القادم.

حكم قضائي يغير خريطة انتقالات اللاعبين للأبد

حالة الحارس ثييبو كورتوا لم تكن الأولى وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، فالقطار قد انطلق منذ العام 1995 ولم يتوقف حتى الآن ومن الصعب أن يتوقف في المستقبل القريب، فطالما هنالك عام متبق في عقد اللاعب ولم يتم تجديده بين الطرفين – اللاعب والنادي –  فإن للاعب مطلق الحرية في التوقيع لأي ناد بدون الرجوع للنادي بمجرد انقضاء الستة أشهر من هذا العام.

ولكن ماذا حدث في العام 1995؟!

بالرجوع لخمس سنوات قبل هذا التاريخ وبالتحديد في العام 1990 قدم البلجيكي "جيان مارك بوسمان" شكوى ضد ناديه "آر إف سي ليج" البلجيكي بسبب رفض النادي البلجيكي لرحيله لناد فرنسي بعد انتهاء تعاقده معه دون أن يحصل على مبلغ معين من المال.

وطوال خمس سنوات كاملة ناضل اللاعب رفقة فريقه القانوني داخل أروقة الاتحاد الأوروبي ليحصل على حكم قضائي لصالحه للانتقال للنادي الفرنسي، وفي الخامس عشر من ديسمبر من العام 1995 حصل اللاعب على حكم شكل "ثورة" لما هو أتى حتى وقتنا هذا.

حيث حصل اللاعب على حكم قضائي لصالحه من محكمة العدل الأوروبية بأحقية انتقاله للنادي الفرنسي من دون أن يدفع أي مقابل مالي لناديه البلجيكي، ونجح في إثبات مخالفة في قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الخاصة بانتقال اللاعبين لقوانين الاتحاد الأوروبي التي تنص على الانتقال الحر وغير المشروط للعمال والموظفين وأصحاب المهن، وبالتالي اُعتبر اللاعبون مثل العمال لهم حق الانتقال الحر داخل القارة الأوروبية.

قانونياً ما هو موقف النادي؟!

في الحقيقة وطالما اللاعب أعلن عن رغبته في الانتقال لناد ما، فإن موقف النادي هنا – قانونياً – لا يمتلك أي سلاح قانوني يتيح له الفرصة لمنع اللاعب من مغادرة أسوار النادي، فضلاً عن ذلك فإن التمرد يوصل العلاقة بين الجهتين إلى طريق مسدود يجعل من استمرار حمل اللاعب لقميص ناديه مستقبلًا أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً.

فنص قانون "بوسمان" لديه فقرة واضحة تقول "يحق للاعب التوقيع مع أي ناد آخر إذا ما تبقى في عقده ستة أشهر دون أن يترتب عليه أي عقوبات سواء مالية أو شخصية ولا يحق لناديه السابق المطالبة بأي مبلغ مالي من قيمة الانتقال".

وبالتالي نجد أن الأندية وفي طريقها للمحافظة على لاعبيها لأطول فترة ممكنة وفي نفس الوقت تجنب الخروج من موسم الانتقالات بدون مبلغ مالي، تحاول تحصين لاعبيها بشروط جزائية ضخمة تجعل أي ناد يفكر ألف مرة قبل الاقتراب من اللاعب أو الإيعاز له بالتمرد على ناديه.

وهذا ما نجده في الصفقة القياسية الضخمة التي حصلت للنادي الإنكليزي تشيلسي، بالتوازي مع انتقال الحارس البلجيكي ثييبو كورتوا للنادي الإسباني ريال مدريد بعد أن رفعت الراية البيضاء وارتضت بالأمر الواقع بعد أن أجبرتها "تمرد" حارسها الأول.

ففي بحث النادي الإنكليزي عن حارس مرمى بديل متميز يسد الثغرة التي سيخلفها رحيل حارسها الأول، لم يجد أمامه سوى البحث في الدوري الإسباني نفسه ووقع اختياره على حارس أتلتيكو بلباو كيبا أريزابالاجا الذي وقع برقم قياسي 80 مليون يورو من خلال تفعيل الشرط الجزائي الموجود في عقد اللاعب.

"التمرد" ضرورة ملحة أم جشع من اللاعبين؟!

في معرض حديثه لإحدى الصحف الألمانية ذكر اللاعب الذي سمي هذا القانون باسمه جيان مارك بوسمان "كرة القدم تحولت إلى عمل تجاري، اللاعبون يتقاضون أرقاماً فلكية ولا يحترمون العقود"، من الفقرة السابقة نستطيع أن نقول أن المال أصبح هو المحرك الأساسي لدى اللاعبين في انتقالاتهم بين الأندية بعد أن أصبحت هذه الرياضة عملاً تجارياً لا وجود للعواطف فيه.

وهذا ما يقودنا بأن هنالك أسباباً عدة تجمع هؤلاء اللاعبين في الضغط على أنديتهم والتلويح بكرت "التمرد" لتحقيق غاياتهم في الانتقال برغم "أنف" أنديتهم التي لا تمتلك سوى الرضوخ لرغبتهم – خاصة في حالة عدم تجديد عقودهم – خشية مغادرتهم مجاناً عند انتهاء عقودهم ومن أبرز هذه الأسباب:

– بعض اللاعبين خاصة ممن بلغوا من النجومية والشهرة مبلغاً كبيراً، يأتيهم الشعور بأن ناديه الحالي لا يليق به وأن الانتقال لفريق كبير أصبح واجباً ومطلباً شخصياً له لتزيين سيرته الذاتية الرياضية بأنه لعب لذلك الفريق الأوروبي الكبير العريق.

– الصدام مع المدربين أيضاً له دور بارز في إعلان اللاعب عن تمرده للانتقال لفريق آخر ضرب على وتر الخلاف – الظاهر أو المخفي –  بين اللاعب والمدرب.

– الكثير من اللاعبين في الوقت الحالي يبحثون عن وكلاء اللاعبين أصحاب التأثير الواضح على بعض الأندية، وبالتالي نجد أن بعض وكلاء اللاعبين يبحثون عن أقصى استفادة مالية ممكنة من انتقال اللاعب خاصة إذا كان مطلوباً بشدة في سوق الانتقالات.

– بعض الأندية التي لا تُقدر نجومها التقدير الكافي وتلعب بورقة العاطفة والولاء من اللاعب تجاه النادي، تجد نفسها فجأة تواجه بتمرد من أحد لاعبيها النجوم الذي يشعر بأن النادي لا يقدره التقدير الكافي سواء معنوياً أو مادياً وبالتالي يشعر اللاعب بأن مغادرته أمر لابد منه ويبدأ في التمرد حتى وإن تنازل النادي وحاول ترضيته.

– الرغبة في تغيير الأجواء. بعض اللاعبين يشعرون بأن الملل قد أصابهم من فترتهم الطويلة رفقة ناديه الحالي، وبالتالي يعلن تمرده رغبة في تغيير الأجواء أو كسب تحديات جديدة رفقة فريق مختلف وفي ناد مختلف.

أشهر اللاعبين الذين تمردوا على أنديتهم

لاعب تشيلسي الإنكليزي: وليام غالاس

لم يكتف هذا المدافع بالتمرد على ناديه بل سجل سابقة في تاريخ تمرد اللاعبين، بعدما هدد ناديه تشيلسي الإنكليزي بأنه سيسجل هدفاً في مرماه في مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي، وكان لتمرده مفعول السحر بإجبار ناديه على التخلي عنه لصالح فريق أرسنال في صفقة تبادلية حصل بموجبها نادي تشيلسي على المدافع آشلي كول.

لاعب بروسيا دورتموند الألماني: عثمان ديمبلي

رغم أنه في ريعان شبابه والطريق مازال طويلاً أمامه – يبلغ من العمر حالياً 22 عاماً – إلا أن الفرنسي الصغير أعلن صراحة تمرده على ناديه الألماني بغيابه المتعمد عن التدريبات، واختفائه عن رادار مسئولي الفريق الأصفر بعد أن تقدم فريق برشلونة بعرض للنادي وتم قبوله بالرفض.

وفعل اللاعب بصورة سريعة جداً سلاح "التمرد" ضد مسئولي ناديه لإجبارهم على الموافقة على صفقة انتقاله للفريق الإسباني خاصة مع تقديم الفريق الإسباني لعدة عروض مختلفة للفوز بخدمات الجناح الفرنسي ولكن تعنت النادي أمام هذه العروض أجبر اللاعب على التمرد، وفي الأخير حصل على مبتغاه بالانتقال لفريق أحلامه كما صرح أكثر من مرة.

البرازيلي "الظاهرة" رونالدو

لدى اللاعب البرازيلي تاريخ طويل مع "التمرد" على الأندية التي لعب لها، بداية من نادي إيندهوفن الهولندي وتألقه اللافت في كأس العالم 1998 أصبح بعدها اللاعب يرى نفسه أكبر من النادي بشكل خاص والدوري الهولندي عموماً، فأعلن رغبته في ترك هولندا والانتقال إلى برشلونة الإسباني، وقاومت إدارة إيندهوفن رغبته لكنها وجدت نفسها في الأخير مضطرة لبيعه بـ15 مليون دولار بدلاً من تركه يرحل بالمجان.

وفي نادي برشلونة وبعد موسم مميز 96-97 أعلن اللاعب "تمرده" من جديد معللاً بأنه لا يجد التقدير المناسب من النادي عند تجديد عقده، وناضل مع النادي حتى وصول قضيته "للفيفا" وفي الأخير تركه النادي يرحل للدوري الإيطالي رفقة نادي إنتر ميلان.

وفي الدوري الإيطالي وعلى مدى ستة مواسم عاني فيها اللاعب من إصابات شتى خاصة على مستوى الركبة، أعلن اللاعب مرة أخرى عن تمرده على إدارة نادى إنتر ميلان ورغبته بالرحيل لنادي ريال مدريد الإسباني وكان له ما أراد، ليكون من أشهر اللاعبين الذين اتخذوا من "التمرد" وسيلة فعالة لتحقيق رغباته في الانتقال بين الأندية.

لاعب بايرن ميونخ الألماني: فرانك ريبيري

بعد تألقه الكبير رفقة فريقه بايرن ميونخ أراد الجناح الفرنسي الذي أصبح أيقونة في السرعة على الأطراف، أن يجبر ناديه على تركه يذهب للنادي الإسباني ريال مدريد من خلال غيابه عن التدريبات إلا أن إدارة الفريق الألماني كانت واعية لما يريد اللاعب والنادي الإسباني فعله، وقاموا بتفعيل بنود وشروط تعجيزية في عقد اللاعب جعلت من انتقاله للدوري الإسباني صعباً إن لم يكن مستحيلاً، ليرضخ اللاعب للأمر الواقع ويبقى داخل أسوار النادي البافاري حتى اليوم ويصبح من نجومه البارزين الذين لعبوا للنادي الألماني.

لاعب ليفربول الإنكليزي: رحيم سترلينغ

بعدما شهد الكُل بأن ليفربول هو من صنع نجومية اللاعب، أتت المكافأة من اللاعب تجاه ناديه بأقسى ما يمكن تخيله، بعدما أعلن اللاعب صراحة على لسان وكيل أعماله بأنه لن يلعب للفريق مرة أخرى حتى وإن دفعوا له 700 ألف جنيه إسترليني كراتب أسبوعي.

ليكون هذا التصريح هو القشة التي قصمت علاقته بنادي ليفربول وجماهيره، خاصة بعدما اتبع اللاعب "تمرده" الصريح والواضح بادعائه المرض للتغيب عن المباريات الودية التحضيرية للنادي ورفضه السفر مع الفريق في جولته الترويجية، ليحقق اللاعب هدفه بالانتقال لفريق مانشستر سيتي في صفقة قياسية وقتها.

بكل تأكيد كُتب التاريخ الرياضي وبمزيد من البحث سنجده يمتلئ بهذه الحالات من التمرد الصريح المباشر وغير المباشر من اللاعبين تجاه أنديتهم رغبة منهم في تحقيق أغراضهم الشخصية سواء باللعب لناد كبير أو تحسين وضعهم المالي أو حتى تغييراً للأجواء فقط، ليكون سلاح "التمرد" هو البُعبع الذي أصبحت تخشاه الأندية أكثر من خشيتها خسارة نقاط المباريات نفسها.

 

 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
مدثر النور أحمد
كاتب سوادني
مدثر النور أحمد هو كاتب سوداني مهتم بالرياضة والتكنولوجيا والخصوصية على الإنترنت. لديه حُب وعِشق مختلفان للرياضة وخاصة كرة القدم.
تحميل المزيد