لا تستغرِبوا عنوان هذا المقال؛ لأن "الطفل السارق" أمر شائع ومنتشر ومتكرِّر، ومن المهم أن يعرف القائمون على رعاية الطفل كيفية التعامل مع الطفل في هذا الموقف. هذا المقال للأمهات والآباء، وكذلك للمدرسات والمدرسين في المدارس أو الحضانات.
هل يمكن لطفل أقلّ من 4 أعوام أن يميِّز بكل وضوح الفرق بين ما هو "مِلكي" وما هو "مِلكك"؟
الإجابة هي لا! منطق الطفل يقول إنها "إذا وصلت لها يدي فهي ملكي، وإذا كانت معي في ملكي، وإذا كانت في جيبي فهي ملكي".
هل يمكن لطفل أقل من 3 سنوات السيطرة على رغباته ونزعاته؟
الإجابة أيضاً لا! الطفل أقل من 3 سنوات غير قادر نهائياً على كبح جماح نفسه على أي مستوى. إذا أراد شيئاً فهو يريده الآن، وفوراً، بغضِّ النظر عن حسابات الكبار، مثل التوقيت، أو الملكية، أو المشاعر، أو الآداب العامة. أما الطفل ما بين 3 و6 أعوام، فهو دائماً في حالة جهاد مع النفس، وأحياناً ينجح، وأحياناً يفشل، وهذا طبيعي بحُكم سِنه وقدراته.
هل الطفل بعد السابعة يفهم السرقة؟
هذا معناه أن الطفل يبدأ في فهم الصواب والخطأ، ويفهم الملكية وقواعدها ما بين الخامسة والسابعة، لكن هذا الفهم لا يعني التطبيق. يخلط الطفل بين السرقة والاستعارة مثلاً، قد يُعجب الطفل بلعبة ما ويأخذها، وعندما تسأله عن صاحب اللعبة وتتهمه بالسرقة يقول إنه استعارها!
لا ترتكب هذه الجرائم بحقِّ طفلك "السارق"
* لا تضربه! لا تنهره! لا تصفه بالسارق!
* لا تجبره على إرجاع ما سرق (البديل في القائمة التالية)
* لا تجبره على الاعتذار (الأسباب سيتم شرحها)
* لا تفضحه أمام باقي العائلة أو أصدقائه
ماذا تفعل؟
* اسأل الطفل ما هذا؟
هدف السؤال هو لفت انتباهه للشيء نفسه؛ لأن الكثير من الأطفال يأخذون الأشياء من دون وعي منهم.
* اسأل طفلك أين وجدته؟
هدف السؤال هو فهم منطق الطفل. الكثير من الأطفال يعتقدون أن ما وجدوه على الأرض مكسب لهم، ويمكنهم أخذه، أو أن ما وجدوه من دون حارس أو صاحب مباشر لا صاحب له.
* اسأل طفلك عمَّن يظن أنه يملك هذا الشيء؟
الهدف من هذا السؤال هو تبسيط مفهوم الملكية. هل مالكه طفل آخر؟ هل مالكه شخص بالغ؟ هل مالكه المدرسة؟ هل هو ملك البقال؟
إذا تعذَّر على الطفل الإجابة، أو إذا قال إنه ملكه، اسأله السؤال التالي:
* اسأل طفلك عمَّن يظن أنه دفع ثمن هذا الشيء؟
وساعده على تخمين الاحتمالات
* اسأل طفلك: كيف يشعر فلان الآن وهو من دون كذا، أو مفتقد كذا، أو يبحث عن كذا؟
الهدف أن يشعر الطفل بتأثير تصرفه على المالك الأصلي لهذا الشيء. يشعر الطفل بما تسبَّب فيه من ألم أو حزن أو بكاء لشخص آخر.
هذه هي مشاعر الندم الحقيقية، وليس الاعتذار بالغصب الذي لا يعنيه الطفل، ولا يتعلم منه شيئاً سوى أنك تريد إذلاله.
* اسأل طفلك: كيف يمكن أن نساعد فلان (صاحب الشيء) حتى لا يحزن؟
– يجب أن تكون فكرة إرجاع الشيء المسروق لصاحبه فكرة الطفل، ونابعة من فهمه للموقف، وشعوره بالندم الحقيقي. يجب أن يفكر الطفل في كيفية إصلاح ما أفسده.
– طمئِن طفلك أن فلاناً سيفرح بعودة ما فَقد، وأكِّد لطفلك أنه طفل محترم ومهذب وأمين.
– لا تُكرِّر كلمة سارق، أو سرقة، لكن فهّم طفلك المزيد عن قيم الأمانة والصدق.
* اعرض على طفلك الدعم المعنوي
هل تود أن آتي معك؟ هل تحتاجني معك؟ لا تخَفْ، سأكون معك. لا تخَفْ أنت تفعل الصواب.
بصورة عامة، يسرق الطفل لأنه لم يدرك بعدُ حدودَ الملكية، أو لأنه بطبعه متهور متسرع، أو لأنه غير قادر على السيطرة على رغباته، أو لأنه غاضب، أو لأنه يشعر بالدونية، أو لأنه لا يشعر بالحب والدفء والأمان، أو بسبب القسوة، أو لأنه رآك تأخذ ما ليس لك بكل أريحية. يسرق الطفل لكل هذه الأسباب، أو بعضها. وفي جميع الأحوال تذكَّر أنَّ كسر طفلك لن يعلمه ألا يسرق!
تم نشر هذه التدوينة في موقع مصر العربية
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.