هل تذكرون هواتف سامسونغ التي كانت تنفجر.. هكذا استغلتنا للترويج لنفسها من جديد

عدد القراءات
6,825
عربي بوست
تم النشر: 2018/08/05 الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/05 الساعة 08:41 بتوقيت غرينتش

التسويق عبر المشاهير هل هو مُجدٍ؟
الإجابة نعم.. كي لا أطيل عليك، لكن ما سأشرحه هو كيف يعد مجدياً، ولماذا يجب الأخذ به كقناة تسويقية هامة لأي علامة تجارية، وهنا أرتكز على تجارب حاصلة فعلاً من علامات تجارية ضخمة مثل سامسونغ.

قبل فترة قريبة شاهدت منشوراً لأحد مدرّسي التسويق، يقول إن التسويق عبر المؤثرين (أو المشاهير على الإنترنت) يعد هدراً للأموال في حال كان الهدف هو التسويق لمدينة واحدة، على اعتبار أن المؤثر لديه متابعون من مختلف البلدان والمدن، وبالفعل هذا صحيح، لكن الجانب المفقود في الكلام هنا أن التسويق عبر المؤثرين يعد علامة ثقة بالنسبة لمتابعيهم، فمثلاً أحد الشيوخ قام بدعاية عبر حسابه في تويتر لشركة تبيع عطور العود، وبالتالي جمهوره وبالمحبة التي يكنها له سيرى الثقة في هذه العلامة، وبالتالي من المحتمل جداً أن تزيد المبيعات بسبب الإعلان عبر هذا المؤثر.

واحدة من العلامات التجارية الكبرى التي بدأت الاستثمار والتسويق بالمؤثرين هي سامسونغ، وأكاد أجزم أن سامسونغ سوَّقت عبر المؤثرين بشكل جنوني، ناهيك عن حملاتها للتسويق من خلال القنوات التقليدية (مطبوعات وغيرها)، إلى جانب الشبكات الاجتماعية (خصوصاً بعد فشل جهاز Note7 وانفجاره المتكرر)، مما دعاها لحملات تسويقية باذخة للجيل الجديد من الجهاز، لإصلاح ما سبق، ولتحسين سمعتها التجارية من جديد.

اعتمدت سامسونغ بشكل كبير على الـYoutubers، خصوصاً ممن يلقون تفاعلاً ونسب متابعة عالية مثل casey neistat، مع أن الرجل غالباً ما يكرر في فيديوهاته أن هذا ليس إعلاناً، إلا أن الصورة الظاهرة حقاً هي أن سامسونغ تمتلكه، نظراً لتكراره الدائم للترويج لها بشكل أو بآخر.

ترسل سامسونغ أجهزتها المنتظرة قبل الكشف عنها لمختلف المؤثرين عبر يوتيوب (بالطبع يتم الأمر عبر عقد وشروط جزائية، بغية عدم الكشف عن الجهاز إلى ما بعد مؤتمر الإطلاق الرسمي)، ثم تربح بعد الحدث الأكبر الذي تطلق به الجهاز، فما ترى من قنوات اليوتيوب سوى أنها بدأت بنشر فيديوهات ومراجعات تقنية عن الجهاز، مع العلم أنه لم يتوفر بعد بالأسواق! (ذات الأمر تفعله شركة تصنيع الطائرات Dji مؤخراً).

إن اعتماد أسلوب التسويق عبر المؤثرين عامل ثقة بالنسبة للجماهير التي تتابع هذا المؤثر كما ذكرت، وصحيح أنهم مبعثرون وغير مقتصرين على مدينة أو دولة ما، لكن الكلمات التي تتناقل ما بين الجماهير ستؤدي بشكل أو بآخر لتسويق المنتج مثلاً (شاهدت اليوم الفنان الفلاني يتكلم عن منتج شركة سامسونغ…) وهكذا.

الأمر السلبي الذي أراه في أسلوب التسويق هذا هو أن حساب المؤثر يتحول بشكل ما لمجرد قناة تسويقية رديئة مع كثرة الإعلانات، ويبعده عما هو متخصص فيه، فمثلاً يكثر من عمل الدعاية بشكل مباشر لوكالة ألبسة ترسل له الملابس باستمرار، وهو بدوره يقوم بتكرار الكلام حول هذه الوكالة، مما يسبب مللاً نوعاً ما عند متابعيه.

التسويق عبر المؤثرين بالطبع يجب أن يكون مدروساً بعناية، فمن الطبيعي أن ترسل شركة تقنية هاتفاً أو جهازاً ما لمدون بالفيديو، أكثر جمهوره من المهتمين بالتقنية، هنا تحقق الشركة عامل الاستهداف بوجود اهتمام لدى جمهور هذا المؤثر، أما في حالات مثلاً عندما ترسل شركة تقنية هاتفاً ما لممثلة مشهورة، فهذا لا يعد سوى دعاية عادية من الممكن أن تصنف تحت أهداف الوعي بالعلامة التجارية، بالطبع ستجلب نتيجة، لكنها مختلفة عن المثال الأول.

على سبيل المثال، الفلوغر التقني الكندي Lewis Hilsenteger والمشهور بقناته على يوتيوب Unbox Therapy يمتلك نحو 10,5 مليون مشترك في القناة، تخيل مثلاً أنك تقف في مسرح وأمامك هذا العدد (فعلياً هذا العدد أكبر من سكان السويد، أو البرتغال) ثم تقوم بعمل استعراض لماركة معينة مع التركيز عليها؟ هذا ما يقوم به لويس، ومع عدم معرفتي إن كان الفيديو الأخير له دعاية أم عن قناعة ورغبة، فإن لويس قام بإعلان عظيم لشركة مثل سامسونغ، عندما قام بعمل فيديو يقول إنه قرر الانتقال لاستخدام جهاز Galaxy S9Plus، بعد أن كان معتمداً على جهاز Pixel 2Xl من شركة جوجل.

التسويق من خلال المؤثرين ولو كان لا يمكن من الاستهداف إنما قيمته الحقيقة تكمن أنه في كثير من الحالات يجعل من موضوع الإعلان موضوعاً متداولاً، صحيح صار هذا النوع من التسويق مستهلكاً، إنما فائدته مهمة للشركات التجارية.

المؤسسات غير الربحية أيضاً اعتمدت على هذا النوع، مع إضفاء صبغة غير رسمية عليه، أو إطلاق تسمية ألطف بكونها لا تعد ربحية، كمثال اعتماد مؤسسة على فنان ما بتسميته سفيراً لها (كما هو الحال في مسألة سفير النوايا الحسنة).

إن كان لديك نشاط تجاري، فأنصحك بالاعتماد على هذا النوع، لكن بشكل لا يتجاوز الـ30% من ميزانيتك التسويقية، مع الحفاظ على العامل الذي سبق أن ذكرته، التخصص باختيار المؤثر الذي يرتبط بنوع عملك.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
بشر عبدالهادي
مهتم بالإعلام والتقنية والتسويق
مدوّن، ومصوّر، مهتم بالإعلام والتقنية والتسويق، أدرس الإعلام والاتصال الجماهيري، تخصص صحافة إلكترونية، وأعمل في مجال التسويق الإلكتروني.
تحميل المزيد