في هذه الحالات.. أيها الزوجان أرجوكما ابتعدا عن فكرة الإنجاب!

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/01 الساعة 09:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/01 الساعة 12:20 بتوقيت غرينتش
Shot of a young couple having relationship difficulties sitting back to back

إنه لَأمر مخجل أن يوجد شخصٌ عاقل في هذا العالم، عاطل عن العمل، يعيش على حساب أسرته الفقيرة، يدرك حقّ الإدراك مدى قساوة الحياة وعثراتها الخانقة، ومع ذلك يقدم على الزواج بدعوى أنه سنة دينية لا بد منها، أو أوشك على تجاوز السن المثالية للزواج، حسب ثقافة مجتمعية لا شك أنها يقابلها فكر عقيم، مقامراً بحياته، وحياة التي سيتزوجها لخوض مغامرة باطلة.

يتزوج فتاةً مطيعة، بدورها سئمت حياة العزوبية ونعْتَها بالعانس، أمنيتها زوج تنتظره بلهفة شديدة، أن يطرق منزل والدها، يخلِّصها من هَوَس القيل والقال الذي لا يفارقها صداه، خاضعة لإرادة الآخرين، لا يهمها إن كان الشخص هو المناسب لها، أو إن كان الشخص مؤهلاً للارتباط، الأهم أن تحمل لقب (متزوجة)!  

يحتفلون بهما كزوجين بطقوس تقليدية تافهة، يرقصون، يغنون، ويمارسون من الجنس ما يشتهون تلك الليلة تحت تخدير حقن الحب التي زوَّد بها كلٌّ منهما الآخر، وفي اليوم الموالي تنبت فكرة الإنجاب لدى كليهما، هي بداية توحي بزواج فاشل بجميع المقاييس.

تستجيب الطبيعة لرغبتهما، ويزداد الطفل الأول، ووالده لا يزال ينتظر من والديه أن يجودا عليه بالقوت اليومي له ولزوجته، التي ما إن تتجاوز ولادتها الأولى بسلام حتى تستعدَّ لعملية حمل ثانية، وثالثة، ورابعة.

فالتوالد هو المشروع الناجح الذي يتقنه شاب عاطل عن العمل في بلادنا.

لم يعد بمقدور الأب العجوز أن يعيل ابنه العاطل وعياله، ويزداد الأمر تعقيداً بكثرة الطلبات، منتجاً مشاكل مادية متبوعة بمشادات كلامية، وإلقاء اللوم على بعضهما، وهنا يستفيق ضمير كان في سبات المنسيين، يباغته فجأة وكأنه كان ثملاً لا يعي قبح ما أقدم عليه في ليالي الحب والعشق التي تلاها البغض، النفور والعصبية المفرطة.

يتبادلون الاتهامات والشتائم صباحاً، ويتعاطون الحب والجنس ليلاً، وهنا تغيب أصول المنطق، حقاً أتساءل: هل لا يزال عقل كليهما مستقراً في مكانه؟!

وكيف ستكون نفسية هؤلاء الأطفال أمام هذا الوضع المتناقض، كيف سيحظون بعيشة كريمة، ومستقبل دراسي مستقر، ومستقبل مهني زاهر تحت تأثير وضع تعيس فقير كهذا!

وكيف سيمنعون عن أبنائهم عيش حياة مريرة، وهم السبب الأول والأخير في ذلك.

ليس العيب أن يكون الإنسان فقيراً، لكن العيب أن يكون الإنسان عالة على الآخر، ألا يحاول أن يغير من وضعه ليوفر لنفسه ظروف عيش سليم، أن يرضى عيشة الشقاء لأرواح ضعيفة وبريئة.

لذا أكرِموا أبناءكم بعدم إنجابهم في أوضاع لا تليق بهم؛ رفقاً بطفولتهم، رفقاً بنفسياتهم، رفقاً بخواطرهم الهشة، رفقاً بضعفهم، وبأحاسيسهم المرهفة.

 متأكدة أنهم سيكونون ممتنين لفضلكم هذا حيثما كانوا، وعِوض شغْل الفكر بأمور الإنجاب والتكاثر أشغلوه بتجديده أولاً، فحتى الزواج يحتاج شخصين مسؤولين ليستمرّ، يحتاج أرضاً خصبة ليَتَكَلَّل بالنجاح.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
لطيفة محمد
كاتبة مغربية
تحميل المزيد