أفكار تسويقية من عصور الجاهلية

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/01 الساعة 12:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/01 الساعة 12:11 بتوقيت غرينتش
Businesswoman using laptop and smart phone with email symbol on blackboard

إن كان هناك شيء ما في هذا العالم سيضرك ويحطّم مسيرتك المهنية بلمح البصر، بل ويجعل كل من حولك يكرهك ويستاء منك، فهو التسويق الفاشل، وأقصد هنا "الفشل في طريقة التسويق نفسها"، أي أن تكون الطريقة بحد ذاتها خاطئة منطقياً وعقلنياً، ومهنياً، بل وأحياناً خلقياً، فمصطلح التسويق أكبر وأشمل من أن أتحدث عنه وأحصر طرقه الصحيحة أو الخاطئة هنا، "على كلٍ لست بتلك الخبرة التي تؤهلني لذلك" لكني أتحدث هنا عن المسلمات أو البديهيات لأي مستخدم "بل لأي شخص"، وإن كنت سأتحدث بطريقة صريحة أكثر "فسأسميها الطرق الغبية بالتسويق".

التسويق عبر البريد – الحبشة 1669

نعم أقصد هذه الطريقة مبتذلة لدرجة تجعلني أشعر بأنها وجدت من عام 1669، وهي باختصار تخبرك بالتالي:

حضر قائمة تحوي 5015 شخصاً، وجهة، أو شركة مختلفة "دون إذن أو موافقة منهم.. ببساطة أي أحد راسلك أو رسالته سابقاً، أي صاحب موقع أو مدونة، أي شخص مرّ اسمه عليك، أو قم أيضاً بشراء بعض الإيميلات أفعل أي شيء حتى تجمعهم".. ثم أرسل بريداً إلكترونياً جماعياً تتحدث فيه، عن نفسك، وعملك، وإبداعك وأرفق فيه سيرتك الذاتية، وبعضاً من أعمالك، ولا مانع من بعض الأفكار المستقبلية والنصائح الشخصية لهم.

الروابط المنشطرة المستفزة

وأيضاً نعم أقصد أنها تتكاثر بالانشطار وتتمدد بالحرارة والبرودة والرطوبة، ومفهومها ببساطة:

بأن تضع رابط موقعك في كل مكان حولك.. أي مكان تجد فيه مربع نص، بل في كل مكان تجد الناس تتحدث فيه عن شيء معين.. أقحم نفسك بينهم وضع رابط موقعك أو مدونتك وأخبرهم بأنك ذكي جداً، وقد تحدثت عن هذا الأمر قديماً، حتى قبل عصر التسويق البريدي الذي تحدثنا عنه منذ قليل.

المبالغة المقيتة

أنشئ موقعاً "غير عادي" لتقديم خدمات "غير عادية"، كموقع كبير جداً يتحدث عن التسويق (كونها فكرة فريدة من نوعها ولم يقم بها أحد سابقاً)، ثم ابدأ المبالغة بالأرقام، وحجوم المبيعات الخيالية التي حققتها، ووضح للجمهور الكبير حجم السعادة التي تركتها عند البشر بمنتجك "غير العادي" ولا مانع من بعض الاقتباسات من مواقع كبيرة وتعديلها بما يتناسب مع موقعك "غير العادي".

CEO & Founder

ضع في الـ BIO الخاص بك عبارات كـ CEO & Founder لشركة وهمية، أو صغيرة لدرجة أنها تضم اسمك فقط، ولِمَ لا تخبرهم بأنك Entrepreneur أيضاً، أين المشكلة؟.. أو يمكنك أن تسمي نفسك خبيراً بشيء ما، طبعاً "دون" مبالغة.

يسمونه اقتباساً!

انسب أعمال غيرك لك، فإن كنت مصمماً، استخدم بعض تصاميمه بطريقة مباشرة "أو غير مباشرة" لتوضح أنها من صنعك، بل ضعها بشكل مباشر ووقح، وإن أحسست بأنك قد حشرت في الزاوية وبات الأمر واضحاً للجميع، تبجح بأنك وجدته على الإنترنت والإنترنت للجميع، بل إنك إنسان ولك حقوق في السرقة، ونحن في زمن حرية المعلومات، وبالنهاية المهم أن هناك بعض العملاء ظن أنها من صنعك.

خبير في كل شيء

أنشئ موقعاً شخصياً وضع فيه كل البرامج والتقنيات الحديثة، ثم أخبر الناس بأنك تعرفها كلها، وخبير في كل منها، ولو كان كل منها اختصاص بحد ذاته، فما المانع من ادعاء الخبرة بالمايا أو الثري دي ماكس، وبرمجة الويب، والآيفون، والأندرويد، ممممم والجافا سكربت – وصحيح كدت أنسى الفوتشوب البرنامج الذي يتقنه الجميع.. فكتابة أسماء البرامج على لوحة المفاتيح.. مجانية.

روبن هود

قرصن بعض المحتويات من الإنترنت، ثم وزّعها على من حولك ومتابعيك مجاناً بحجة "الفائدة" ولا مانع ببعض الشهرة أيضاً فأنت لديك محتويات مجانية، موجودة بالعالم كله بشكل مدفوع، لكنك توزعها مجاناً على الفقراء والمحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة.

استغلال الشهرة

شخصياً أعشق هذا الأسلوب البائس، وهو ببساطة أن تستخدم اسم أحد المواقع الشهيرة أو الناشئة "العربية، أو الأجنبية" وتتحدث عنه لتصبّ الموضوع بالنهاية لصالح نفسك، وفي سبيل مصلحتك ومصلحة عملك، وتأكد بأن هذا الأسلوب ذكي ومخفي لدرجة كبيرة، تجعل الجميع يلاحظه.

المترجم الحنون

نعم لِم لا، مقالة أجنبية تتحدث عن الموقع الغريب المسمى "فيسبوك" قم بترجمتها، واستبدل كلمة "فيسبوك" بـ"اسمك" أو اسم موقعك، وانشرها، فالقراء أغبياء لا يعرفون تلك اللغة "المسماة: الإنكليزية" والتي تعرفها أنت فقط.

شخصية العام – TIMES

قم باستخدام مصطلحات كـ"لقاء حصري مع فلان الفلاني = يعني انت – فلان الفلاني يكشف أسرار العمل على أعجوبته التاريخية"، وإن أحببت، لِم لا تنشئ موقعاً إخبارياً، وتخصصه لنفسك وضع في خطته الخمسية 7 لقاءات أسبوعية معك، و7 مقالات يومية عن أعمالك ومخططاتك، ولا مانع من بعض حوادث الاغتيالات الفاشلة.

في النهاية،

هذه التدوينة ليست للإحباط، بل لمحاولة الإصلاح، فهناك جزء كبير مما تحدثت عنه في الأعلى منتشر في مجتمعنا العربي، وما زلنا حتى يومنا هذا نلوم أنفسنا على تقصيرنا وتخلفنا ببعض المجالات "أو أغلبها".. وحتى نرقى ونصل لمستوى من يبتكرون الخدمات التي نستخدمها، يجب أن نرتقي فكرياً وبأساليب تسويقنا لأنفسنا، ونذكر بعضنا البعض بذلك.

 

أنا مستقل

 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
محمد اليوسفي
مصمم جرافيك
تحميل المزيد