لديَّ صديقة طُلّقت وهي في عمر 24 عاماً، بعد طلاقها بفترة قصيرة اقترح عليها أحد الأشخاص أن تتزوج بعريس عمره 51 عاماً، لم أرَ صديقتي هذه تبكي من وقت انفصالها عن زوجها السابق مثل ما بكت في هذا الموقف.
هناك شابة في الثلاثينات، توفّي زوجها في أحداث ما بعد الثورة المصرية، ولديها طفلان، تعرفت على شاب قريب من عمرها لم يسبق له الزواج، وأعلن لها نيته في الزواج منها بعد شهور من معرفتهما ببعض، ولكنه طلب أن يتزوجا زواجاً عرفياً مؤقتاً، متعللاً بأن عائلته لن توافق أبداً على هذه الزيجة؛ لأنها أرملة ومعها أطفال.
كذلك أعرف بنتاً عمرها 28 عاماً، تملؤها طاقة وحيوية ومحققة نجاحاً كبيراً في عملها رغم صغر سنّها، وهي من ذوي الاحتياجات الجسدية الخاصة، أحضر لها أحد الأشخاص عريساً دونها في المستوى في كل شيء ثقافياً ومادياً واجتماعياً، وعندما اعترضت، قيل لها: ألم يكن كافياً أنه سيقبلك بهذه الإعاقة؟!
صديقة لي عندها 39 عاماً، تقدم لها عريس يريد سيدة تجلس مع أولاده وترعاهم وكان أصغرهم في الصف الإعدادي، وعندما اعترضت قيل لها: "هو إنتي لسّه لك عين تشترطي؟".
دعونا نتفق على أن أي حالة من حالات الزواج التي ذكرتها (ما عدا شبيه الرجل صاحب الزواج العرفي) لها حق في أن تختار شريكاً بالمواصفات المذكورة، لكن إذا كان هذا الاختيار حراً ونابعاً من إرادتها هي، لا يتبع مقاييس وقوالب مفروضة عليها.
هناك العديد من الأمور يجب أن تعرفيها كفتاة إذا قررتِ خوض معركة رفض القوالب المجتمعية:
1- أنت تخاطرين، تخاطرين بأنك من الممكن ألا تجدي شريك حياة في المجتمع الذي ينبعث منه رائحة العفن، لكن الخبر السعيد هو أن هناك أكثر من 7 مليارات بني آدم على وجه الأرض وليس واحداً فقط الذي يجب عليكِ أن توافقي عليه "ياكش يولع المجتمع ده".
2- يجب أن تعرفي أن نظرة المجتمع لكِ هي انعكاس لما بداخلهم وجهلهم، وليس انعكاساً لقيمتك الحقيقية.
3- ضعي استراتيجيتك الخاصة لمواجهة التعليقات السيئة، سواء التجاهل التام، أو بالسخرية، أو حتى بالبكاء ليلاً وحدكِ.
4- لا بد أن تجددي شحنة إيمانك بالله، إنه لن يضيعكِ وسوف يرزقك الخير طالما تثقين به، ولعله يأتيكِ بأجمل مما تتمنين.
5- بالنسبة للرجل صاحب قصة الزواج العرفي ومن على شاكلته، حين فقدت عذريتها لم تفقد دينها.
6- أما عن "الإعاقة الجسدية" فهذه أمرها سهل، مصيبتكم أنتم في إعاقة عقولكم.
7 – وأما عن سن الفتاة التي شارفت على الأربعين، فمن صبرت كل هذا أكيد لم يكن بسبب أنها لم تجد رجلاً، ولكن لأنها صابرة كي تجد مَن يناسبها ولم تقبل بأي شيء.
أما رداً على السؤال: "مَن يضع مقاييس سوق البنات؟"، فلا يهم مَن يضعها، لكن المهم أن نقرر أننا لسنا مضطرين لقبولها.. أبداً.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.