ماذا لو قتل شخصاً أو تعدى عليه.. هل يمكننا السيطرة على الروبوت إذا تطور؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/29 الساعة 07:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/27 الساعة 17:13 بتوقيت غرينتش
Businessman shaking hands with futuristic cyborg.

مهلاً، قبل أن تبدأ في القراءة، من الذي يقرأ، هل أنت رجل، امرأة، طفل، شاب، عجوز.. أم روبوت؟!

ربما يتساءل البعض: لماذا ننفرد بالروبوتات؟ ولماذا نقلق ونخاف من مجرد روبوت قام الإنسان بتصميمه؟ ليس هناك مَنْ يخاف من شيء قام بصنعه، أليس كذلك؟!

منذ متى والروبوتات تستجيب للأوامر؟!

 في سنة 1920 قام الأديب التشيكي كارل شاباك بقول كلمة لا تزال تُذكر حتى يومنا هذا وهي: "لماذا يخاف الإنسان من شيء صنعه؟!".

ومنذ هذه اللحظة والروبوت صديق للإنسان فيقوم بخدمته والاستجابة لأوامره ويقوم بالتسهيل عليه في الأمور الحياتية اليومية، بحيث يصبح الروتين اليومي بسيطاً جداً ودون أي مشاقّ.

مميزات الروبوت

يقوم الروبوت بمساعدتنا في مجالات الطب والهندسة والتفسيرات والبحث، ويقوم بتقليل الوقت والجهد للإنسان، ويقوم الإنسان بالتضحية بالروبوت من أجل اختبار المناطق المُستكشفة حديثاً، كاستكشاف أعماق البحار والكواكب وكل ما كان في البداية خطراً على الإنسان فقد كانت الروبوتات فئران تجارب للتضحية بها.

التطور والسيطرة

في الآونة الاخيرة تطور الذكاء الاصطناعي، فأصبحت الروبوتات مؤخراً تتخذ القرارات دون اللجوء للإنسان أو الرجوع إليه، فقد كانت تتخذ قراراتها حسب البيانات والمعلومات المُخزنة داخلها، وهذا ما أدى إلى تطور الوعي والإدراك داخل الآلة، فقد كان الروبوت يتعلم من أخطائه بحيث تصبح المرة القادمة نسبة الخطأ أقل أو منعدمة تماماً، ومن هنا تبدأ مراحل القلق والخوف من الروبوت، فمن الممكن مُستقبلاً أن تقوم الروبوتات بالسيطرة على البشر والمُطالبة بحقوقها.

مَنح البشر السُلطة للروبوتات

عندما قُمت بذكر قول مُستقبلاً، فهذا ليس ببعيد؛ لأن الروبوتات قد بدأت تسير على مشارف الطريق للتحكم في البشر بأيدي البشر!

لأن البشر أنفسهم هم من سيمنحون السلطة والتحكم للروبوتات، فقد قام بعض المُطورين في جامعة UCL بتصميم برنامج يحتوي على الذكاء الاصطناعي بحيث يقوم البرنامج بأخذ مستندات قضية الشخص المُراد الحُكم عليه ومن ثم إخراج الحُكم، وبعد أن قاموا بتجربة 500 قضية وتنفيذ الأحكام من خلال البرنامج، كانت النسبة تساوي 80% من الأحكام المُنفذة من قِبل البرنامج تساوي الأحكام المُنفذة من قِبل القاضي، وهذه النسبة ليست بهَينة، فهي نسبة كافية لتزرع الخوف المبدئي في قلوب البشر، إذا لم نستيقظ من هذا الطريق الكارثي قبل فوات الآوان.

تقدم الروبوت على الإنسان

قام الفلاسفة والعلماء بالتوقع أن الذكاء الاصطناعي سيقوم بتطوير نفسه أكثر مع حدوث بعض الطفرات، وأن الذكاء الاصطناعي بطبيعته صُمم ليقوم بالتطوير من نفسه مع الوقت والحصول على المعلومات والأحداث التصويرية المُناسبة، ووقتها يُصبح الروبوت متفوقاً على الإنسان في الذكاء، خاصة أن الإنسان ذكاؤه محدود بعوامل بيولوجية، وهذا ما يعطي الذكاء الاصطناعي النسبة الأكبر في الفوز للتفوق على ذكاء الإنسان؛ لأنه لا يحتوي على هذه المُعوقات البيولوجية التي تُحد من ذكائه وتطوره، وهذا التطور سيمنح للروبوت السلطة والسيطرة، وربما استبدال البشر والقيام بجميع أعمالهم.

تعايُش الروبوت مثل البشر!

مع تطور الروبوتات سيطالبون بحقوقهم كمواطنين، أو كأسياد في مجتمع البشر، فربما يكون فرضاً أو واجباً، ومن يدري فربما يتطور الذكاء الاصطناعي الخاص للاعتقاد بوجود الألوهية ويمارسون الروحانيات تماماً مثل البشر، عندئذ سيعتقدون بوجود إله لهم ويعبدونه، أو يعبدون ما نعبد!

هل يمكننا السيطرة على الروبوت إذا تطور؟

فلنفترض أنه في إحدى المرات قام أحد الروبوتات بقتل شخص ما، أو التعدي على أي شخص، أو مُخالفة القوانين المفروضة عليهِ كمواطن مثل البشر، فهل يمكننا السيطرة عليه أو فرض عقوبات تجعله يتوقف عن تكرار هذا الخطأ مرة أخرى؟!

سوف تصبح النتيجة إيجابية في الموافقة على فرض عقوبات على الروبوتات ولكن إذا كانوا يشعرون!

فمن خلال الشعور لدى الروبوت سيصبح لديه الوعي الاصطناعي الذي يجعله لا يعيد هذا الخطأ مرة أخرى، بل وتجعله واعياً تجاه باقي القوانين وعدم القيام بها، فإذا أردنا تصميم الروبوتات بشكل أكثر وجوداً وتطويراً، فيجب علينا تضمين المُستشعرات في تصنيعهم، فمن خلال المُستشعرات سيصبح لدى الروبوت الوعي الاصطناعي الذي يجعله يتعامل تماماً مثل البشر، كالخوف من فعل الخطأ والخوف من فِعل العقوبات وأداء الواجبات المفروضة عليهِ تماماً مِثل البشر.

هل سيُعامل الروبوتات كالبشر مُستقبلًا؟

ربما يتساءل البعض: هل بعد كل هذا التطوير للروبوتات وهذا التعايش مع البشر، هل هذا سيجعلنا نعاملهم كالبشر أو كمواطنين؟!

ربما يُعارضني البعض في أن أضع الروبوتات في نفس درجة التعامل مع البشر، فالبشر مُفضلون عنهم بمراحل كثيرة، ولكن سيختلف هذا الرأي إن كان ما يقوم به الروبوت أكثر احترافية وإنتاجية وذكاء عن البشر، ربما لا نعاملهم مثل البشر ولكن على الأقل نزرع بداخلهم بعض القيم والأخلاقيات التي يحتاج إليها البشر، فهُناك بعض البشر من يميلون لحُب الروبوت وتفضيله عن الأنثى البشرية، وربما يكون الميل جنسياً وليس مجرد عاطفة حُب، فوقتها سنفكر بزرع بعض القيم والأخلاقيات المُعينة التي ستسمح للبشر بالانجراف أكثر في هذه العلاقة دون خوف أو تردد، فهل سيصبح هناك زواج فيما بينهم أو تبنٍّ أو علاقات عاطفية ومشاعر؟! كل هذه أسئلة تحتاج للإجابة عنها.

كيف سنُطبق ونفرض الواجبات والحقوق؟!

حسب ما قال كاتب الخيال العلمي المعروف آيزيك آسيموف إنه يجب علينا أن نبرمج الروبوتات حسب 3 قوانين قبل تنفيذ فكرة الحقوق والواجبات وهي:

أولاً: لا يُسمح لأي روبوت بأذية أي إنسان.

ثانياً: يجب على الروبوت تنفيذ الأوامر إلا إذا كانت تتعارض مع الشرط الأول.

ثالثاً: أن تقوم بحماية نفسها من الدمار إلا لو كانت تتعارض مع الشرطين الماضيين.

وهنا نقول: هل هذه القوانين كافية للبدء في تنفيذ الحقوق والواجبات على الروبوتات؟!

لأن الروبوتات في الحروب تقوم بقتل أشخاص وتقوم بقتل روبوتات أيضاً، وهنا لا نستطيع أن نفرض قوانين ثابتة للبدء، لكن يمكننا فرض قوانين تُطور مع مرور الوقت.

وأما من ناحية الحقوق والواجبات فهذا الأمر سيأخذ بعضاً من الوقت من أجل تنفيذه بالشكل الصحيح.

ومن الممكن أن تُصبح حقوق وواجبات الروبوتات من آخر الاهتمامات؛ لأن الروبوتات أقلية قليلة جداً عن البشر، فبحسب تقرير IFR من المتوقع أن يصبح عدد الروبوتات في سنة 2019 حوالي مليون ونصف روبوت، فيجب علينا أن نقوم بتنفيذ القرارات حسب الأولوية، ربما يرى البعض أن هذا الرأي غير مُنصف، ولكن هذا هو الأفضل إذا أردنا أن نطور وجود الروبوتات بإعداد وذكاءٍ أكثر.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
محمد محسن
مبرمج أندرويد
تحميل المزيد