ما الذي يؤخر تحقق أهدافنا؟ وكيف نجعلها تتحقق بسرعة؟.. إليكم طريقة العشر دقائق التي غيرت كل هذا

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/26 الساعة 11:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/04 الساعة 07:25 بتوقيت غرينتش
Portrait of a surprised redhead girl with alarm clock on Polka dot background.

تختارين لنفسك هدفاً جديداً كقراءة عدد معين من الكتب خلال السنة، أو تعلم مهارة جديدة خلال شهر واحد. أو كحالتي، البدء بمشروع جديد هذه السنة، أو حتى نقل أثاث المنزل في ثلاثة أيام.. لكن تمضي المدة التي حددتيها أو اعتقدتي أنك تحتاجينها لإنهاء المهمة، وتكتشفين أنك لم تنجزي إلا عشرين بالمئة منه أو حتى لم تمشي فعلياً بالمشروع إلا خطوات صغيرة.. ثم تفكرين ماذا حدث خلال هذه المدة، أين ذهب الوقت؟ هل حدث هذا معك؟ شخصياً اختبرت هذا الأمر عدة مرات.

وهذا الشعور يسبب الإحباط وبالإمكان أن يجعلك تشعرين بأن بلوغ هدفك مستحيل، وقد يتفاقم هذا الشعور حتى تستغني عن هدفك.

أعتقد أن هذه النتيجة عبارة عن مصيبة؛ لأن الإنسان الذي يعيش بأحلام غير متحققة هو إنسان تعيس؛ لأنه في قرارة نفسه يعرف جيداً أن هذا الحلم كان من الممكن أن يكون حقيقة، لو حاول أكثر، فيلوم نفسه ما يسبب تعاسته.

بعد ملاحظتي تكرار تأخر إتمامي أهدافي، انتبهت إلى نقطة هامة، ألا وهي تكرار انقطاعي عن العمل عدة مرات أثناء قيامي به، فبعد أن أبدأ بالشروع في العمل أتوقف عدة دقائق لأتفحّص الرسالة التي وصلتني على هاتفي النقال، وقد أتوقف للذهاب لإحضار كوبٍ من الماء أو الشاي، أو لتفقد ما إذا وصلني بريد إلكتروني جديد و و و.. وبصراحة يتكرر هذا دائماً.

وأعتقد أن المشكلة الرئيسية هي المرض الذي أصابنا في الفترة الأخيرة وهو ما أدعوه مرض الهاتف النقال وطبعاً التطبيقات التي ترافقه كتطبيقات التواصل الاجتماعي. فبالإضافة إلى فوائده العديدة فإنه يسبب وقوعنا في أخطاء كثيرة، لأنه يعمل على إشغالنا عن أمور أهم كأعمالنا وعلاقاتنا الاجتماعية الحقيقية.

وجدت الحل!

ولحل هذه المشكلة، قررت استخدام منبه ليرنّ بعد 10 دقائق، ومن ثم أبدأ العمل ولا أتوقف إلا عندما يرن المنبه. وطبعاً ينبغي قبل هذا أن أضع هاتفي في وضع صامت وأن أوفر الظروف الملائمة حولي حتى لا أضطر للتوقف عن عملي خلال مدة العشر دقائق. وبعدها أستطيع أن أقوم بما أرغب فيه لمدة دقيقتين، ثم أعود الى العمل لمدة 10 دقائق أخرى.. بعد عدة مرات زدت العشر دقائق إلى ربع ساعة من التركيز، ثم إلى 20 دقيقة و25 دقيقة كاملة.

وقد لاحظت أن العشر دقائق الأولى كانت الأصعب لأنني تعوّدت أن أقطع عملي كل دقيقة لألتهي بأي شيء غير مُهم أو مستعجل في معظم الأحيان. لكن مع التكرار والتدريب أصبح التركيز أسهل وأقوى.

سمعت عن هذه الطريقة لإنجاز الأعمال من قبل، وتسمى طريقة بومودورو (Pomodoro Technique)، حيث تستخدم هذه الطريقة لإنجاز عمل يتطلب وقتاً طويلاً أو تركيزاً شديداً، حيث يتم تقسيمه إلى مهمات يتم إنجازها في فترات قصيرة، واستراحة بين كل فترة وأخرى. وهذه الطريقة تساعد في تحسين طول فترات تركيزك مع الوقت.

خطوات طريقة بومودورو (Pomodoro Technique):

1- اختاري المهمة التي تريدين إنجازها، وبإمكانك كتابة المهام المفصلة على ورقة.

2- اضبطي المنبه ليرن بعد 25 دقيقة.

3- اعملي بالمهمة حتى يرن المنبه، ثم ضعي إشارة أمام المهمة التي قمت بإتمامها.

4- استريحي لمدة 5 دقائق.

5-  قومي بإعادة ما سبق، بعد المرة الرابعة تنالين استراحة أطول (15 إلى 30 دقيقة).

بإمكانك استخدام ساعة هاتفك النقال (Stop watch)، وهنالك أيضاً تطبيقات على الهاتف والإنترنت تستطيعين استخدامها لقيامك بمهماتك عبر تقنية أو طريقة بومودورو.

وبالنسبة للاستراحات ينبغي أن تستغليها لفعل أي شيء ليس له علاقة بالمهمة التي تحاولين إتمامها، فتستطيعين خلال الخمس دقائق أن تتفقدي هاتفك، أو إعداد القهوة. أما بالنسبة للاستراحة الطويلة فافعلي أي شيء يهيئك لفترات العمل القادمة فتستطيعين مثلاً أخذ غفوة أو حمامٍ سريع خلال النصف ساعة، فتعودي بنشاط لإتمام مهمتك.

وقد تجدين الصعوبة في التركيز لمدة 25 دقيقة كاملة منذ البداية، لذلك أنصحك بالبدء بعشر دقائق. ثم زيادة الوقت إذا أحسست أنك أتقنت التركيز في تلك المدة، حتى تصلي بالتدريج إلى 25 دقيقة كاملة من التركيز كما فعلت أنا..

ومن الجدير بالذكر أن هذه الطريقة تستخدم للمذاكرة أيضاً، فإذا كنتِ تعانين مع تركيز أطفالك في الدراسة أقترح أن تعرضي هذه الفكرة عليهم.. وحتى بإمكانها أن تفيد زوجك في عمله.

 أومن بأن أي شخص يستطيع تحقيق ما يريد إذا أراده بشدة، لدرجة أنه قد يفعل أي شيء لتحقيقه، وذلك لأن السبل موجودة.. فقط ابحث عنها وطبقها مراراً وتكراراً، وطريقة بومودورو هي إحدى هذه السبل.

تم نشر هذه المقالة في مدونة بيت زين

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

زين موسى
كاتبة مهتمة بالمرأة والمجتمع
تحميل المزيد