ليست وصفات سحرية لكنها سهلة.. هذه 5 طرق لرفع معدّل ذكائك أنت وأبنائك

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/14 الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/22 الساعة 11:01 بتوقيت غرينتش
Surprised chess champion discovering that he just lost!

لعلَّ أفضل الطرق على الإطلاق، هي أن تتوقف عن التفكير فيما إذا كنتَ ذكياً أم لا؛ لأن الناس يملكون رؤيتين مختلفتين عن التَّعلم، هناك مَن يعتقدون أن عملية التعلم ثابتة غير متغيرة، وبالتالي يرون أن ذكاءهم ثابتٌ ولا يمكن تطويره، والنتيجة الحتمية هي أنهم يجدون أنفسهم في إعاقة ذهنية تامة كلّما واجهتهم مشكلة ما؛ لأن الإعاقة ليست حقيقية تماماً، بل هي مجرد حاجز يصنعونه باعتقادهم أن ذكاءهم محدود للغاية، ولا يمكن العمل على رفعه.

كما أن هناك من يؤمنون بأن الذكاء متغيّر ويمكن تطويره، كما يمكن إهماله إلى أن ينقص تدريجياً، وقد أثبتت الدراسات أن هذا الصنف هو الذي يعرف حقيقة الأمر بالفعل.

إليكم بعضَ الطُّرق التي ستمكِّنكم من تطوير الذكاء، علماً أنها تحتاج التدريبَ المستمر، وليست وصفات سحرية لرفعه في ليلة واحدة:

1- لعب الشطرنج: شخصياً يبدو لي الشطرنج لعبة معقدة، ولا أملك الوقت لدراسة حركات القطع وحفظها، كما لا أملك الرغبة في ممارستها؛ ولكن كلما قرأت عن فوائد هذه اللعبة شعرت بالندم فعلاً.

إنها لعبة تساعد الدماغ على تكوين روابط عصبية لم تكن موجودة من قبل، وهذا بديهي جداً؛ لأنها تشبه الرياضة التي تخضع لها خلايا الدماغ بسبب التعقيد الذي تتّسم به اللعبة، والاستراتيجيات والتكتيك الذي تتطلبه.

ليس هذا فقط؛ بل إنها تسمح للاعب بتطوير خياله بشكل لا يمكن تصوّره، ما دام لا يقوم بالحركة إلَّا بعد دراسة كلِّ احتمالات حركات الخصم القادمة.

وبسبب هذا قرَّرت تخصيصَ بعض الوقت لتعلم الشطرنج. ويمكنكم أنتم أيضاً فعل ذلك عن طريق هذا الموقع، الذي ينصح به الكثيرون Chessacademy.

2- متابعة آخر المقالات العالمية: هذه الطريقة تسمح لك بتطوير عدد كبير من أنواع الذكاء لديك، مثلاً: الذكاء اللغوي بالدرجة الأولى، والذكاء المنطقي.. لماذا؟ لأنك حين تتابع أحدث المقالات العالمية فإنك تضطر لقراءتها بلغات مختلفة، وهكذا تطوِّر قدرتك على الحديث والكتابة والتعبير بمختلف اللغات التي تعرفها، أما بخصوص تنمية الذكاء المنطقي فالسبب بسيط للغاية؛ لأن المقالات غالباً ما تحتوي على فكرة معينة، والكاتب يقوم بإثبات تلك الفكرة والبرهنة عليها؛ انطلاقاً من سلسلة من الأفكار المنطقية، وهذا سيجعلك تتعلم أساليب الإقناع عن طريق استخدام التسلسل المنطقي للأفكار.

3- تابع المفكّرين والمبدعين على الإنترنت: أعرِفُ أن معظم الناس يتابعون المشاهير لمعرفة أخبارهم وحسب، فنانين أو مطربين أو غيرهم، ولكن لماذا لا تستغل الإنترنت للقيام بشيء أفضل من ذلك؟

يمكنك متابعة المفكّرين والمبدعين في شتى المجالات على فيسبوك، وتويتر، وغيرهما، ولكن لماذا؟

بالطبع سيكون بإمكانك الاطّلاع على آخر أفكارهم وأخبارهم، ولكن هذا ليس كلَّ شيء، يجب أن تطوِّر القدرة على فَهم كيف يفكِّرون، وليس فقط قراءة ما يفكرون فيه، كما يجب عليك أن تتعلم من عاداتهم اليومية، وما يفعلونه على شبكات التواصل كلَّ يوم، حاول أن تجعل الهدفَ هو التعلم من كلِّ صغيرة وكبيرة.

يقول إسحاق نيوتن: "إذا كانت رؤيتي أبعدَ من الآخرين، فذلك لأنني أقف على أكتاف العمالقة".

4- تطوَّع لمساعدة الآخرين: إذا كنتَ تفهم بعضَ الأشياء التي يحتاج الآخرون معرفتها، فلا تبخل بشرحها لهم، ولا تعتقد أنك بصدد هدر الوقت بلا فائدة، لأنهم إن كانوا سيستفيدون من شرحك بنسبة 40% فإن استفادتك أنت ستتجاوز 50% في الغالب؛ لأنك بمجرد تكرار الشيء الذي تعرفه مرة أو مرتين أو ثلاثاً، فإنك تعمل على ترسيخه في ذاكرتك لأمدٍ طويل، وليس فقط في الذاكرة المؤقتة، وهكذا تخفِّض نسبة نسيانك للمعلومة، وتصبح أكثر فهماً لها وتأكداً منها.

صحيح أن ذلك سيأخذ منك بعضَ الوقت؛ ولكن صدِّقني، من خلال تجربتي الشخصية، كلما كان الشخص الذي أمامك ثقيل الفهم زادت فرصة استفادتك أنت؛ لأنك ستلاحظ أنه يطرح أسئلة لم يسبق أن خطرت ببالك، ربما لأنك كنت تراها بديهية! وستكتشف أن الأشياء البديهية هي التي تستحق منا الوقت الكثير للبحث فيها، غالباً ما تؤدي إلى أشياء عظيمة.

5- حاول القيام باختبارات دورية: يمكنك التمرُّن على اختبارات قياس الذكاء العالمية، وهي موجودة على الإنترنت بكثرة، وتساعدك على تطوير قدراتك في مجالات مختلفة، كما يمكنك فقط تطوير ذكائك عن طريق اللّعب، وخوض مسابقات في المعارف والمعلومات العامة، أو المتخصصة، وهذا ممكن أيضاً عن طريق العديد من المواقع والتطبيقات الهاتفية، أقترح عليك موقع وتطبيق QuizUp، الذي اشتهر في السنوات الأخيرة لأهمية وإمكانية التباري معَ أشخاص من مختلف أنحاء العالم، في كلِّ المجالات التي يمكن أن تخطر ببالك.

في النهاية أودُّ أن أشير إلى مسألة مهمة، وهي أنه لا يوجد فقط 5 طرق لرفع الذكاء؛ بل هناك الكثير منها، ولكلّ شخص الحرية في اختيار الطريقة الأنسب له ولطموحاته، وكمثال على الطرق الإضافية: محاولة تعلم أشياء جديدة يومياً، التدوين والكتابة ونشر المقالات بصفة منتظمة في مجالات مختلفة.

الأهم من هذا كله هو اليقين التام بأن الذكاء مفهوم نسبيّ للغاية، وليس واحداً؛ بل هو متعدد، ويمكن تطويره بالعديد من الأنشطة، شرط أن تتم ممارستها بطريقة دورية، وعدم التوقف عن مواجهة اليأس.

زدني

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
إيمان ملال
مُترجمة مغربية
تحميل المزيد