شاب يفاجئ حبيبته وسط أصدقائها.. لهذه الأسباب لا تتفاءل بالبدايات المبهرة في الزواج

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/11 الساعة 09:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/11 الساعة 09:36 بتوقيت غرينتش
They are in an elegant restaurant

فيديو على موقع "فيسبوك" لشاب يفاجئ حبيبته وسط أصدقائها بطلب خطبتها وسط تهليل وصيحات أنثوية فرحة.. صورة على موقع فيسبوك لشاب يتقدم لخطبة فتاة وسط أصدقائها بالحرم، وعلى وجهها علامات الانبهار والسعادة. أخبار تتناقلها الصحف الإلكترونية تحت عناوين مثيرة مثل: "شاب يفاجئ صديقته بطلب خطبتها"، "لوحة إعلانية في حرم كلية تجارة تتجوزيني يا علا؟"، "بالفيديو: "شاب يطلب الزواج من حبيبته بطريقة مفاجئة لن تصدقها!"

 

بالطبع صادفتك مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تلك الأخبار. حتى وإن لم تصادفك، فبالطبع سمعت زوجتك أو خطيبتك تحكي لك عن هذه المشاهد، وتجذب رأسك عنوة لمشاهدة الصور أو الفيديو المصاحب للخبر، وبالتأكيد دخلت فى جدال هزلي حول الفئات الرومانسية النادرة جداً، والتي "لم يحالفك الحظ" لتصبح واحداً منهم. يسمونها رومانسية نادرة وأسميها بدايات "مبهرة". يؤسفني أن أخبركم بأنني لا أقصد أي شيء يوحي باتفاقنا على أنها رومانسية نادرة ومبهرة، لأن البداية المبهرة لا تتوجها دوماً خاتمة مبهرة. أؤمن شخصياً بالحب المشحون، المليء بالعواطف المتضاربة والمواقف المتضادة، بالعلاقات المصحوبة بقبول عيوب الطرف الآخر والتأقلم معها بشكل لا يؤذيه أو يكون على حسابه. أذكر أنني  صحت في يوم بانزعاج شديد من صديق يروي لي أنه يعرف جيداً كيف يمتص غضب صديقته رغم ارتكابه خطايا الحب السبع. سألته في فضول عن الطريقة السحرية، فأجابني بفخر مصحوب بعنجهية ذكورية "ببهرها.. في نص الخناقة بقولّها بحبك، وحشني غضبك، أنا عملت كدة عشان أشوف وشك المكشّر، بشدّها في حضني وبعتذرلها في ودنها". لم أجد أمامي سوى أن أخبره بأنه يبتذل الحب وما يصاحبه من مشاعره، وأنه آجلاً أم عاجلاً ستفقد كلماته بريقها، وبالتالي سيفقد مع أول غلطة حبيبته المسكينة.

 

البدايات المبهرة هي سلاح ذو حدين كلاهما أشد ألماً وأذية من الآخر، فهي قد تكون وسيلة "فعّالة" للوصول إلى الهدف وتحقيق المراد، ولكنها تتضمن من جهة أخرى التغاضي عن المستوى الأعمق من العلاقة من أفعال وتصرفات وأوجه التشابه والاختلاف بين الطرف المنبهر والطرف المبهِر. تتشوش الرؤية وتصاب العيون بالزغللة بفعل العوامل المبهرة.

 

البدايات المبهرة قد تكون أيضاً عاملاً من عوامل التجمّل والتصنع ولكن هذه المرة تحت شعار "إني لا أكذب ولكني أود إبهارك!" (انظر "إني لا أكذب ولكني أتجمّل") علماً بأن الاهتمام المبالغ فيه، والاحتفاء الشديد كوسيلة إبهار، وزحزحة الفواصل، وقطع المسافات بين الطرفين رغبةً في الوصول للطرف الآخر لن تستمر طويلاً، وسيظهر الضد تماماً مع أول خلاف حقيقي وربما يكون رد الفعل عكس توقعاتك تماماً!

 

إن إبتعدنا قليلاً عن نظرية المؤامرة، فالبدايات المبهرة قد تكون بحسن نية هدفها إسعاد الطرف الآخر والوصول إلى قلبه بأقصى سرعة، ولكن مع الأسف النتائج المترتبة على ذلك لن تكون دوماً فى صف صاحبها. دعنا نعترف بحقيقة أنك لست بـ"مستر بيرفيكت" أو "لورد فانتاستيك"، وبالتالي لن تكون كل مفاجآتك بنفس درجة الإبهار، فكما يقول المثل المصري "مرة تصيب ومرة تخيب" ولكن ليست تلك هي المشكلة. المشكلة هي أنك أيضاً لن تكون دوماً في حالة مزاجية جيدة تكفل لك القيام بحركاتك المبهرة ومفاجآتك المدهشة، وبالتالي قد يقارن شريكك ما بين حالك في بداية العلاقة ومنتصفها وحالها الآن، وستكال إليك الاتهامات من كل صوب وحدب بالتغير واللامبالاة وأن حبك لم يعد بقدر ما سبق وستذكرك بلا شك ببداية علاقتكما المبهرة، وبالطبع ستنال اتهامات متعلقة بكونك مخادعاً وأن تلك ليست حقيقتك.

العلاقة العاطفية تلزمها حركة ديناميكية تدفعها للأمام وتعيد لها الحيوية والنشاط، لا بأس من الإبهار والمفاجآت ولكن استخدمها في وقتها المناسب واجعلها تعبّر عن مواقفك وتؤكد تصرفاتك وأفعالك وتبرهن على صدق عاطفتك وحبك، وإلا ستصبح كالألعاب النارية في السماء: إبهارك لحظي وغير مؤثر.

الحب ثقافة

 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
أحمد سمير
كاتب وناشط في مجال الحريات العامة
تحميل المزيد