تشعر بالنقص دائماً وعدم الرضا عن حياتك؟.. هذه 5 طرق لتحافظ على سلامتك النفسية عند استخدام الإنترنت

عدد القراءات
710
عربي بوست
تم النشر: 2018/07/07 الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/07 الساعة 12:49 بتوقيت غرينتش
Vintage retro toned portrait of a young brunette woman, sitting and relaxing in the cafe on the seaside coastal town of Rovinj. She is comfortably sitting at the table, having a cup of coffee, typing at the smartphone, texting or just browsing the web.

هل وجدت نفسك يوماً عالقاً في حفرة الأرنب التي يمثلها التصفح المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي؟ لعلك فقدت إحساسك بالزمن أو ربما تواجه صعوبة في تذكّر ما كنت تشاهده خلال تلك الفترة. اكتسب هذا الانغماس الرقمي الذي يستغرق المرء خلال ساعات الصباح وساعات المساء، وربما عدة ساعات فيما بينهما، اهتماماً متزايداً باعتباره مصدر قلق بشأن الصحة النفسية للمرء.

وفقاً لمركز بيو للأبحاث، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي إقبالاً متزايداً خلال العقد الماضي. وعلى الرغم من تنوّع المنصات، تبقى السمة الثابتة هي احتمال انخراط المستخدمين في استخدام هذه المنصات دون وعي كامل منهم. وفقاً لمركز the Center for Human Technology، ينحصر السبب في هذا الأمر في أن "التكنولوجيا تختطف عقولنا ومجتمعنا".  

إزاء هذا الانفصال عن الواقع، تساءل الباحثون عن الحد الذي يصبح عنده استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حالة مرضية ومثيرة للقلق. قد يعرض الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المرء لخطر التبعات العامة التي تنتج عن استخدام التكنولوجيا بشكل عام مثل ضعف النظر واضطراب النوم والتشتت والحوادث، والعدوى ومشاكل صحية أخرى مرتبطة بنمط العيش الخامل.

ارتبط الإفراط في استخدام التكنولوجيا كذلك بعدة أمراض نفسية مثل افتقار المرء للسلامة النفسية، والقلق وانعدام الثقة في النفس والاكتئاب والاضطراب العاطفي، وانعدام الرضا عن العيش. وارتبطت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص بمشاكل مثل: الحرمان من النوم، والتوتر والقلق وانخفاض الروح المعنوية والعزلة الاجتماعية والمقارنة الاجتماعية والوحدة والاكتئاب.

لكن وسائل التواصل الاجتماعي في حقيقتها تتمحور حول الاجتماع؛ لذا أليس لها منافع أيضاً؟ كيف أفرق بين الاستخدام الضار والمفيد؟

بإمكان وسائل التواصل الاجتماعي أن تكون ذات نفع في التواصل مع الآخرين بفاعلية، وهو أمر مفيد بالنسبة للصحة النفسية بشكل عام. يصعب التعقيد الكامن في منافع التواصل الاجتماعي ومساوئها من عملية التفريق بين الحسنات والسيئات وتحديد الحد الذي يصبح عنده استخدام هذه المنصات ضاراً.

على خلاف المخاوف المذكورة آنفاً، توصل الباحثون في جامعة كانساس وجامعة ميسوري إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي  ليس له تأثير سلبي ملحوظ على التفاعلات الاجتماعية والسلامة الاجتماعية. في مسح أُجري على 30 ألف شخص حول العالم، اكتشفوا أن الطلاب الذين يكثرون من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لا ينفقون بالضرورة وقتاً أقل في الدراسة.

الأدهى من ذلك، توصل المسح إلى أن الطلاب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للانخراط في الأمور الخاصة بالدراسة ربما يحققون نتائج أفضل في الواقع. هذه الاكتشافات تحديداً تسلط الضوء على الفكرة القائلة بأن سر السلامة النفسية الرقمية ليس بسيطاً ولا يمكن تحديده من خلال مؤشرات مثل وقت الاستخدام، بل يكمن هذا السر في كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

عندما يتعلق الأمر بسلامتك النفسية على الإنترنت، فأنت بحاجة إلى إدراك والاحتراز وتوخّي الحذر بشأن استخدامك لشبكة التواصل الاجتماعي. إدراكاً منها لأهمية الصحة الرقمية، تطلق الشركات تحديثات تكنولوجية للمساعدة في هذه العملية.

شارك كيفن سيستروم، الرئيس التنفيذي لإنستغرام، أمله في أن يكون الاستخدام "إيجابياً وهادفاً". اليوم، كشف موقع إنستغرام  النقاب عن ميزة "لقد رأيت كل شيء" وهي ميزة تبلغ المستخدمين عندما يشاهدون جميع المنشورات التي تمت مشاركتها في غضون 48 ساعة.

وبالمثل، يعمل فيسبوك على ميزة "وقتك على فيسبوك" لمساعدة المستخدمين على إدارة استخدامهم لفيسبوك.

بالإضافة إلى ذلك، سيتضمن الإصدار 12 من نظام التشغيل iOS تحديثات لمساعدة المستخدمين على خلق توازن رقمي.

لكن الوعي الحقيقي يبدأ من داخلك.. لا تحتاج إلى انتظار التحديثات لتسهيل إدراكك. علاوة على ذلك، لتحسين سلامتك النفسية على الإنترنت، قد يكون من المفيد استخدام هذه التحديثات بمجرد توفرها، ولكن يجب توخي الحذر من الاعتماد عليها. لديك القدرة على رفع اعترافك بإدراكك.

ابحث، وحاول خلق استراتيجيات تساعدك على مراقبة استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي.

وفيما يلي بعض الاقتراحات:

إذا كنت قلقًا بشأن الوقوع في تشوّه زمني، فاستخدم استراتيجيات القياس مثل وضع حد زمني. بالنسبة إلى البعض  يمكن القيام بذلك بمجرد تحديد نية استخدام فترة معين من الوقت. إذا كنت بحاجة للمزيد من التنظيم، يمكنك استخدام جهاز ضبط الوقت.

إذا كان هناك شخص آخر في دائرتك يهتم بسلامته النفسية على الإنترنت، فقد تتمكن من مساعدة الآخرين. يمكنك إجراء محادثة حول كيفية مساعدة بعضكما البعض باستخدام رسائل تذكير ودية.

إذا كنت قلقاً من أن يؤثر استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي على نومك، فقد يكون من المفيد شحن جهازك في غرفة أخرى. حاول أيضا اتباع روتين نوم خاص بك.

اتبع استراتيجية لتحسين صحتك النفسية  مثل كتابة المذكرات أو التنفس بعمق.

وبما أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى تحفيز المناطق المسؤولة عن المتعة في الدماغ، ينصح مركز التكنولوجيا البشرية بتحويل شاشة هاتفك إلى الرمادي لإزالة تلك التعزيزات الإيجابية.

هذا المقال مترجم عن موقع psychology today.

 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
شانيا علي
طبيبة ومحاضرة في الطب النفسي
تحميل المزيد