«النساء الخارقات».. جزيرة جديدة مدهشة في البحر محرمة على الرجال ولا يدخلها إلا النساء

عدد القراءات
680
عربي بوست
تم النشر: 2018/07/05 الساعة 14:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/05 الساعة 14:59 بتوقيت غرينتش
beautiful woman in dress sitting in hammock on perfect beach

قبالة سواحل فنلندا، في عزلةٍ بعيدة داخل البحر البلطيقي، توجد جزيرة خاصة محظورة على الرجال، يُسمَح فيها لفئةٍ قليلة من النساء اللاتي يملكن حساباتٍ بنكية ضخمة مناسبة بالدخول. تُسمى SuperShe Island، وهي المقر الدولي لمجتمع SuperShe.

حين سمعتُ للمرة الأولى عن هذه الجزيرة المخصصة للنساء، تصورتُ، أو بالأحرى تمنَّيت، أنَّها قد تكون النسخة المثلية من مسلسل Love Island. جزيرة مثلية معزولة ربما؟ لكن لا. لا يوجد شيء فاحش في الجزيرة. لكنَّ كل شيء يتعلق بالربح. فالجزيرة كما ترى هي بشكلٍ أساسي مجموعة تشبيك فخمة للنساء الثريات. وإذا كان لديكِ 4 آلاف يورو (نحو 4650 دولاراً أميركياً)، وعلى استعداد لحضور مقابلةٍ صارمة دقيقة، توفر الجزيرة لكِ فرصةً لقضاء أسبوع في منتجع "صحي"، بعيداً عن الرجال بأميال، والاختلاط بالنساء الثريات ذوات النفوذ.    

وقبل أن يشرع الرجال في الشعور بالسخط، يجب أن أوضح أنَّ الجزيرة ليست نتاج عقلٍ كارهٍ للرجال، بل هي أبعد ما يكون عن ذلك. وتوضح كريستينا روث، مؤسسة SuperShe، على الموقع الخاص بالجزيرة: "تحتاج النساء إلى قضاء الوقت مع نساء أخريات. فقضاء الإجازة مع الرجال يمكن أن يصرف النساء عن غاياتهن، إما لوضع مسحةٍ من أحمر الشفاه أو غطاء للباس السباحة".

توفر الجزيرة أيضاً أنواعاً متعددة من اليوغا (تبدو ممارسة اليوغا أمراً إلزامياً في المنتجعات الفاخرة)، والطعام العضوي، وتمارين مختلفة لتحسين الحياة، ومنها تمرينات معرفية لطرد الأفكار السلبية. أحبُ أن أعرف كيف تعمل هذه التمارين المعرفية بالضبط، لأنِّي كلما قرأت أكثر عن جزيرة SuperShe (زارتها أعداد كبيرة من الكيانات الإعلامية مؤخراً، إذ يبدو أنَّ منع دخول الرجال يثير الانتباه)، تحاصر عقلي الأفكار السلبية. وتساءلتُ عن هذا الجحيم النسوي المزيف الجديد. رجاءً، قولوا لي إنَّ هذا ليس مثالاً آخر على مساحةٍ جديدة للنساء فقط تصف نفسها بالتمكين بينما هي نخبوية بوضوح؟

أقول "مثالاً آخر" لأنَّ هناك ازدهاراً في عدد المساحات الفاخرة المخصصة للنساء. على سبيل المثال، يوجد The wing، وهو مساحة عمل عصرية وناد اجتماعي للنساء فقط، له عدة مواقع في الولايات المتحدة الأميركية، ويجري تجهيز مكان له في لندن. تبدأ تكلفة العضوية من 2350 دولاراً أميركياً سنوياً، وتوجد قائمة انتظار. ثم هناك AllBright، وهو ناد في لندن تقتصر عضويته على النساء، افتُتِحَ سابقاً هذا العام، ويكلف على الأقل 975 جنيهاً إسترلينياً (1290 دولاراً أميركياً) للانضمام. وهناك أيضاً Women Fest، أول مهرجان نسائي في بريطانيا، من المقرر إقامته في أغسطس/آب. (يكلف الحضور 225 جنيهاً إسترلينياً (300 دولار أميركي)، لكنَّ بعض الأرباح ستذهب لصالح جمعية Tree الخيرية، لذا أظن أنَّ التكلفة لا بأس بها). يمكنني المتابعة، لكنكم فهمتهم المغزى: تتعرض النوادي المخصصة للرجال فقط للتحدي.

أنا لستُ ضد الأماكن المخصصة للنساء فقط. فنحن ما زلنا نعيش في عالم الرجال البيض، ومن الضروري أن تكون لدى النساء والأقليات أماكن تخصهم، حيث يمكنهم الشعور بالأمان والتقدير ويكونون أنفسهم فعلاً. لكنِّي أجد الاتجاه إلى مساحات التشبيك مرتفعة الأسعار المخصصة للنساء فقط أمراً مثيراً للغثيان، خاصةً لأنَّ هذه الأماكن عادةً تستخدم النسوية كأداة تسويق، متحدثةً عن التآخي بين النساء، بينما تبدو مهتمةً فقط بتحسين أوضاع قلةٍ قليلة من النساء الثريات بالفعل. هذه ليست نسوية. يبدو لي أنَّ هذه المساحات تعيق المساواة بين الجنسين. لذا، فيما يتعلق بي، أتمنى أن تغرق جزيرة SuperShe.

 

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The guardian البريطانية.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
أروى مهداوي
كاتبة في صحيفة The Guardian البريطانية
كاتبة في صحيفة The Guardian البريطانية
تحميل المزيد