عام مضى على تعليم ابني بالمنزل.. هذا ما أخطأت فيه وهذا ما تعلمته

عدد القراءات
2,834
عربي بوست
تم النشر: 2018/06/30 الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/30 الساعة 14:24 بتوقيت غرينتش
Middle eastern mother helping her child with homework.

في سبتمبر/أيلول 2015، كان عمر طفلي حمزة عامين ونصف العام، وحينها قررت وضع خطة مفصلة لتعليمه منزلياً، واختيار مناهج وتجهيز أدوات وخوض تجربة التعليم المنزلي بكل تفاصيلها.

صمَّمت منظِّم التعليم المنزلي باللغة العربية وكتبت أهدافي ورؤيتي، حاولت وضع جداول شهرية وأسبوعية بالمهارات والدروس التي سأقدِّمها له، حتى إني شاركتها جميعاً مع متابعيّ على مدونة "عالم منتسوري".

كل هذا ولم أكن قد بدأت بعد في دراسة دبلومة منتسوري التي بدأتها في أواخر سبتمبر/أيلول 2017، وبفضل الله أتممتها بنهاية ذاك العام، اختلفت رؤيتي تماماً بعدها وتغيرت أهدافي!

1- كنت قبلها متأثرة بـ"نتائج" التعليم المنزلي التي تابعتها وانبهرت بها على المدونات الأجنبية، ورغبت بشدة في أن يصبح طفلي متميزاً مثل أولئك الأطفال.

لكني الآن أومن بأن روعة التعليم المنزلي هي بالتركيز على الاستمتاع بالعملية التعليمية نفسها، وليس بنتائجها!

يوم كامل من اللعب والمرح ينتهي باكتساب معلومة واحدة يرغب طفلي في اكتسابها، أفضل مئات المرات من يوم مليء بالضغط العصبي سعياً وراء الإنجاز والكمال.

2- كنت قبلها أومن بقدرة الطفل على استيعاب أشياء كثيرة ومعلومات معقدة، بدليل ما رأيته من نماذج لأطفال في سن الطفولة المبكرة يبرعون فيما لا يبرع فيه الشاب الناضج.

لكني كنت أفتقر إلى معرفة كيفية اكتساب الطفل هذه المعلومات واستيعابه إياها بطريقة سهلة وممتعة!

تعلَّمت كيف يعمل عقل الطفل وكيف أقوم بتهيئة بيئة وأدوات مناسبة لطريقة تعلُّمه.

اخترت الاستغناء عن بعض الكتب والأدوات التي كنت قد اقتنيتها بالفعل، واستبدال بعضها بأخرى، وتأجيل بعضها إلى وقت لاحق.

من مميزات التعليم المنزلي المرونة في الخطط والخيارات، يمكنني التراجع والتغيير في أي وقت دون ضغط، وحسب رؤيتي الشخصية وظروف عائلتي.

3- كنت قبلها أركز أكثر على الكم وليس الكيف، فقد رأيت تلك الطفلة التي تعرف جميع دول العالم على الخريطة ولم تبلغ بعدُ 3 سنوات، وتلك الأخرى التي تحفظ جميع العناصر الكيميائية، فبالتأكيد لن يكون صعباً أن يحفظ طفلي جميع حروف الهجاء والأرقام حتى المائة؛ بل وجزء "عم" أيضاً، والعديد من الأحاديث والأناشيد ووو.

لكني تعلمت أن المهم في عملية التعلم هو أن يتعلم طفلي كيف يتعلم!

ما نفعُ حفظ حروف الهجاء إن لم يستطع القراءة بها؟ وما فائدة حفظه الأرقام إن لم يدرك قيمتها؟

تغيَّرت خطتي وأصبحت أركز على مهارات التعلم وليس على المعلومات، زيادة التركيز وقوة الملاحظة وتدريب الحواس والتحكم في الحركة، التحليل والتصنيف والمقارنة، خطوات بطيئة قوية ومرتَّبة تقود لنتيجة أفضل كثيراً من خطوات سريعة مضطربة دون فائدة.

4- كنت قبلها أسعى لاقتناء كل ما يعجبني من كتب ومناهج وأدوات؛ ظناً مني أن الكثرة والتنوع ستؤتيان نتائج أفضل بالتأكيد.

لكني الآن مؤمنة بأن ليس كل ما يعجبني سيعجب طفلي، فربما نمط طفلي في التعلم يختلف عن نمط تعلمي، أصبحت أراقب طفلي من كثبٍ لأفهمه وأوفر له ما يناسبه، وتوقفت عن وضع التوقعات المسبقة واللهث وراء شراء كل ما يقابلني، وتعلمت أن أستثمر قدرتي المادية في اتجاه واحد ذي جودة ممتازة، أفضل من تقسيمها بعدة اتجاهات ذات جودة منخفضة، فالعبرة ليست بكثرة ما يتوافر لدي، ولكن بجودته وجدواه.

باختصار.. توقفت عن سباقي مع الزمن، وقلقي المتواصل النابع من رغبتي في إعطاء طفلي كل شيء عن كل شيء، وتخلصت من الضغط العصبي النابع من شعوري بالمسؤلية المطلقة عن عملية تعلُّمه، فقد تعلمت أن التعلم هو فطرة طبيعية يولد بها الطفل، وأنا فقط عامل مساعد وموجِّه للعملية التعليمية وليس من يقوم بها بالفعل.

أصبحت أركز أكثر على جودة الوقت الذي أمضيه مع طفلي، أن أستمتع برفقته ويستمتع برفقتي، أن أسأله عن رغباته وأكتشف ميوله بدلاً من أن أحقق فيه رغباتي وطموحي، لم أعد أقلق من مرور الوقت، فالتعلم لا ينتهي في موعد محدد كل يوم أو خلال العام، لكنه أصبح جزءاً من حياتنا طوال اليوم وطوال العام!

أما عن تجربتي مع المناهج التي اخترتها في بداية العام الدراسي وأخطائي التي ارتكبتها، وبعض النصائح الأخرى، فقد وثَّقتها على منتدى ابن خلدون للتعليم المنزلي، يمكنكم قراءتها من هذا الرابط، وسأكون ممتنة إذا سجلتم إعجابكم بالتجربة على صفحة المنتدى -قبل انتهاء شهر نوفمبر/تشرين الثاني- في حال استفادتكم منها، فذلك سيساعدني في الفوز بأداة كوبيتو التعليمية.. شكراً لكم مقدماً.

تجربتي في المناهج التي اخترتها ببداية العام الدراسي:

1- منهج التربية الإسلامية:

كنت قد اخترت منهج العلوم الشرعية للحضانات الإسلامية، وهو منهج مخصص للحضانات مقسَّم على عدد أسابيع السنة الدراسية، كل أسبوع يُحدَّد للطفل سورة من قصار السور، وحديث شريف وذِكر ونشيد أو قِصة، وعلى الطفل أن يتعلمها، أو بمعنى أصح "يحفظها" خلال الأسبوع.

كنت مؤمنة بأنه لا بأس بالتلقين فيما يخص التربية الإسلامية، ولا حرج أن يحفظ الطفل ما لا يفهمه؛ فهو سيفهم في وقت لاحق.

في الواقع.. لم أنجح في حث حمزة على حفظ أي من قصار السور، فضلاً عن الأحاديث والأذكار!

توقفت وأعدت التفكير في خياراتي…

لماذا سيحفظ حمزة "قل هو الله أحد" وهو لا يعرف في الأصل من هو الله، ولماذا نحبه ونعبده؟

لماذا سيحفظ حمزة "إن الدين يُسر" وهو لا يعرف في الأصل ما هو الدين، وكيف يحقق مبادئه؟

لماذا سيحفظ حمزة الأذكار في غير موضعها التي تقال فيها؟

لم يكن هذا المنهج هو أفضل ما يمكنني الحصول عليه بالتأكيد، لم يعد يلائم رؤيتي الجديدة للعملية التعليمية.

وبدأت البحث عن طريقة أفضل لتعليم طفلي مبادئ دينه، إلى أن وفقني الله للتعرف على منهج "تفكَّر مع أنوس" للمبدعة مها شحادة.

وهو منهج تربوي يحقق التنمية المتكاملة للأبناء من الناحية الروحية والنفسية والإبداعية والأخلاقية، منظم وله عدة مستويات، تصميمه جذاب جداً للطفل.

بدأت في استخدامه مع حمزة، وقد أحب شخصية "أنوس" كثيراً، وهذا أحد أهداف المنهج، حيث يوفر قدوة حسنة للطفل يستطيع أن يحتذي بها.

يعتمد المنهج على إرساء العقيدة في نفس الطفل بطريقة مبسطة، واعتماداً على أسماء الله الحسنى، وبشكل متسلسل ومنطقي جداً.

فالقصة الأولى، على سبيل المثال، يتعلم منها الطفل من هو الله الخالق الودود، ويحبه؛ لما وهبه من نِعم.

والقصة الثانية يتعلم منها الطفل اسم الله "البارئ"، الذي سوّاه إنساناً في أحسن تقويم.

والقصة الثالثة يتعلم منها الطفل اسم الله "الواحد" و"الصمد"، وحينها يحفظ سورة الإخلاص عن فهم ويقين وليس ترديداً وتلقيناً.

وهكذا تستمر كل قصة في إضافة لَبنة في صرح العقيدة عند الطفل بأسلوب شائق وممتع، لا سيما بما يصاحبها من أناشيد جميلة وأنشطة مفيدة.

جدير بالذكر أن الأستاذة مها شحادة، صاحبة هذا المنهج، كانت نصرانية وأنعم الله عليها بنعمة الإسلام عن طريق عبادة التفكر، لهذا خرج هذا المنهج ليغرس الدين الإسلامي في الطفل عن حب ويقين وليس فقط وراثة عن الآباء والأجداد.

2- منهج اللغة العربية:

كنت قد وضعت أهدافي لهذا المنهج بأن يتعلم حمزة بنهاية العام أصوات جميع الحروف بأشكالها وأهداف أخرى ذكرتها على المدونة، وقد جهزت الكتب والأدوات بناء على معرفتي السطحية بنهج منتسوري من خلال قراءاتي الشخصية للكتب ومواقع الإنترنت.

لكن بعد دراستي لدبلومة المنتسوري وفهمي كيف وضعت ماريا منتسوري منهجيتها في تعليم اللغة، اكتشفت وجود عدة أخطاء.

منها على سبيل المثال:

– تعليم الطفل القراءة والكتابة لا يبدأ وقتما أريد أنا له أن يبدأ؛ بل عندما يبدي الطفل استعداداً وشغفاً لذلك.

لم يبدِ حمزة استعداداً لتعلُّم الحروف إلا مؤخراً، لهذا لم نقطع شوطاً كبيراً في هذا المجال، ولم يتحقق من أهدافي القديمة شيء يُذكر تقريباً!، ولا بأس بذلك، فأنا الآن أعلم أنه سيأتي الوقت ويُظهر حمزة شغفاً بتعلُّمها إن شاء الله، وحينها سيكون الوقت والمجهود المبذول أقل بكثير مقارنة بتعليم الطفل شيئاً لا يرغب في تعلمه.

– الأدوات التعليمية نفسها التي كنت قد قررت استخدامها مثل بطاقات الحروف المصنفرة والتي كنت قد صنعتها بنفسي، لم تكن صحيحة، فقد صُممت البطاقات محتويةً على شكل الحرف كاملاً، في حين أن أغلب الحروف التي نستخدمها بالكلمات المكتوبة تكون في الشكل المتصل وليس المنفصل؛ لذلك كان من المنطقي والأَولى أن تحتوي البطاقات على الشكل المتصل للحرف وليس المنفصل.

وهكذا توالت اكتشافاتي لأخطائي، وعملت على تصحيح مساري فور معرفتي بها؛ بل أكرمني الله ووضعت تصوُّراً كاملاً عن طريقة منتسوري لتعليم اللغة العربية، حيث إن معظم محاولات التعريب التي وجدتها على الساحة قد تمت بتطبيق طريقة تعليم اللغة الإنكليزية على اللغة العربية دون مراعاة للفروق الجلية بين اللغتين، فأنتج ذلك قصوراً شديداً في الطريقة.

لذلك، عكفت على تعريب الطريقة والأدوات بناءً على فهمي لفلسفة منتسوري والخطوات المنهجية التي قامت بها ماريا منتسوري لوضع طريقتها لتعليم اللغة، إضافة إلى معرفتي باللغة العربية، وليس مجرد ترجمة للطريقة النهائية التي تُستخدم لتعليم اللغة الإنكليزية، وقد تم قبول هذا البحث من قِبل اللجنة العلمية للمؤتمر الدولي للغة العربية في دبي، وتمت دعوتي لمناقشته هناك بفضل الله.

3- منهج اللغة الإنكليزية:

كنت قد اخترت منهج Jolly phonics واقتنيت كُتبه بالفعل؛ وذلك لشهرته الواسعة وآراء الناس عنه، وتوافر أدواته ووسائل الدعم له بسهولة على الإنترنت، وأيضاً لحاجتي الشخصية لوجود مادة علمية متكاملة يمكنني الاعتماد عليها في التدريس لطفلي، فهذه ليست لغتي الأم لأستطيع أن أفصّل منهجاً متكاملاً بنفسي وأحدد مستوياته.

بعد استخدامي إياه فترة، لم أشعر بالارتياح لنتيجته، خاصة بعد دراستي للدبلومة واقتناعي بطريقة منتسوري في تعليم اللغة، فهي بالنسبة لي منطقية أكثر ومتسلسلة بطريقة أفضل.

أحسست بأن منهج جولي فونكس سيفيد أكثرَ، الطفلّ الذي يتحدث الإنكليزية أصلاً كلغته الأم، لكن طريقة منتسوري يمكن تطبيقها مع أي طفل بأي لغة.

في النهاية هو ليس سيئاً، حمزة يحب الكتب المصورة والملونة التابعة له، ويكتسب منها حصيلة لغوية جيدة، لكني لم أستطع تطبيقه كمنهج، ربما يرجع ذلك لعدم دراستي للدورة التي يقدمها أصحاب المنهج على موقعهم واعتمادي فقط على قراءتي وعلى المصادر المفتوحة عنه.

لكن على كل حال، قررت أن أتبع منهج منتسوري -إن شاء الله- حين يبدي حمزة استعداداً لتعلُّم القراءة والكتابة بالإنكليزية، فهو حالياً مهتم فقط بزيادة حصيلته اللغوية الإنكليزية وعمل محادثات بها.

4- منهج الرياضيات:

كنت قد وضعت أهدافي بأن يتعلم حمزة العد حتى الـ100، ويعرف قيمة الأعداد، ويفرِّق بين الأعداد الفردية والزوجية، والعديد من الأهداف الأخرى التي أتعجب حين أقرأها الآن على مدونتي!

حالياً، لا أهتم إذا أخطأ حمزة في العد حتى العشرة فقط!

فقد تغيرت أهدافي تماماً كما ذكرت لكم، أصبحت أركز أكثر على مهارات التفكير الرياضية، وإعداد عقل حمزة الرياضي بوسائل مختلفة، وأنتظر أن يبدي شغفه بتعلُّم الرياضيات لأبدأ بتقديم أدوات منتسوري الرائعة.

مهارة التصنيف والمقارنة، واكتشاف النمط أو التسلسل وإكماله، اكتشاف العلاقة المشتركة بين مجموعة أشياء، زيادة التركيز وقوة الملاحظة وهكذا.

لم أبدأ في تقديم أدوات منتسوري الحسابية إلا مؤخراً، يتعلم حمزة حالياً ربط شكل الرقم بقيمته، يعني ما زال يخطو أولى خطواته في عالم الرياضيات، لكني لست قلقة من ذلك ولا متعجلة عليه، فأنا الآن أعلم أن بناء الأساسات القوية يستغرق وقتاً أطول، لكنه في النهاية يعمِّر أكثر.

نصائح

بدأت سرد تجربتي بمناهج اللغة والرياضيات؛ لمعرفتي أنها تمثل الهاجس الأكبر لدى الآباء الساعين وراء تعليم أبنائهم، خصوصاً في السن المبكرة، لكني أريد الآن أن أنقل إليكم خبرة هامة تعلَّمتها في دبلومة منتسوري.. تعلُّم القراءة والكتابة ليس هو أهم شيء في هذه السن الصغيرة!

تدريب حاسة بصر الطفل على تمييز الأشكال هو الذي سيمكِّنه لاحقاً من تمييز الحروف وعدم الخلط بين الحروف المتشابهة في كتابتها.

وتدريب حاسة سمع الطفل على تمييز الأصوات هو الذي سيمكِّنه من تمييز الكلمات ومخارج الحروف وعدم الخلط بينهم.

تدريب الطفل على التحكُّم في عضلات يده هو الذي سيمكِّنه لاحقاً من الإمساك بالقلم والكتابة بخط متناسق.

تدريب عقل الطفل على مهارات التعلم هو الذي سيمكِّنه لاحقاً من اكتساب المعرفة بجميع أشكالها.

إذاً…

– المهم في سن الطفولة المبكرة هو التركيز على تدريب الحواس لتصبح حادة أكثر، فتزداد قوة ملاحظة الطفل وتركيزه، ويزداد تحصيله في العملية التعليمية لاحقاً.

– والمهم في سن الطفولة المبكرة هو التركيز على المهارات الحركية وتحكُّم الطفل في عضلات جسمه كلها، فيستطيع الاعتماد على نفسه في تلبية حاجاته الأساسية كإنسان، ويصبح كائناً مستقلاً واثقاً بنفسه وقدراته.

– والمهم في سن الطفولة المبكرة هو التركيز على إكساب الطفل مهارات التعلُّم التي تساعده على أن يتعلم بنفسه لاحقاً ولا ينتظر المعلومة من أحد، لا تعطني سمكة ولكن علِّمني كيف أصطاد!

– والمهم في سن الطفولة المبكرة هو اتباع شغف الطفل الفطري في التعلم، وإعداد البيئة المناسبة التي تساعده على إشباع شغفه بأي مجال كان، فالطفل هو محور العملية التعليمية وهو من يقوم بها، وليس لأي شخصٍ آخرَ الحق في تنصيب نفسه كمصدر أوحد للمعلومة، وإبدال هذا الشغف الفطري باعتمادية تامة للطفل على غيره لإمداده بالمعلومة.

أتمنى أن يسهم سردي لتجربتي هذه في إعادة حساباتكم وأولوياتكم وأهدافكم في تعليم أطفالكم، سواء كان تعليماً منزلياً أو غيره، فبالتأكيد كلٌّ منا يتمنى لأطفاله الأفضل، لكن يمكن أن تنقصنا المعرفة أو تخوننا طريقة التطبيق.

ولا أخفيكم سراً… حين أطالع كتابات دعاء القديمة وخياراتها وخططها أتعجب منها، لا أخجل فالخطأ وارد، ولا حرج من الاعتراف بالخطأ وتصحيحه، ما دام هناك سعي متواصل للتعلم.

وأذكر هذا الكلام أمامكم؛ لأذكّر نفسي أولاً بأن لا أحد كبير على العلم ولا بعيد عن الخطأ.

لألفت انتباهكم ثانياً إلى أنه لا أحد كبير على العلم ولا بعيد عن الخطأ!

وأدعوكم للتخلص من الهالة المبهرة التي تحيط ببعض الشخصيات على العالم الافتراضي، فالواقع قد يكون بعيداً تماماً عن ذلك.

ثقوا بأنفسكم وبحدسكم، ابحثوا وناقِشوا وعلِّموا أنفسكم، ولا تأخذوا العلم عن مصدر واحد، أو تجعلوا قدوتكم شخصية واحدة، استفيدوا من الجميع وكوِّنوا رؤيتكم وأهدافكم الشخصية لتعليمكم المنزلي بما يلائم قدراتكم وإمكاناتكم.

كونوا مجدِّدين ومبدعين وليس مقلِّدين.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
دعاء مجدي
صيدلانية مصرية ومدربة في مجال التعليم المبكر للأطفال
تحميل المزيد